حديث: ما أصاب بحدّه فكل وما أصاب بعرضه فهو وقيذ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣)﴾

عن عدي بن حاتم قال: سألت النبي ﷺ عن صيد المِعْراض فقال: «ما أصاب بحدّه فكل، وما أصاب بعرضه فهو وقيذ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الذبائح (٥٤٧٥)، ومسلم في الصيد (١٩٢٩: ٤) كلاهما من حديث زكريا، عن عامر، عن عدي بن حاتم فذكره.

عن عدي بن حاتم قال: سألت النبي ﷺ عن صيد المِعْراض فقال: «ما أصاب بحدّه فكل، وما أصاب بعرضه فهو وقيذ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في بيان أحكام الصيد، وسأشرحه لك على النحو التالي:
### أولاً. نص الحديث
عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن صيد المِعْرَاضِ فقال: «مَا أَصَابَ بِحَدِّهِ فَكُلْ، وَمَا أَصَابَ بِعَرْضِهِ فَهُوَ وَقِيذٌ».
(رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري)

### ثانياً. شرح المفردات
● المِعْرَاض: هو عصا معوجة الرأس، أو حربة لا رأس لها (ليست ذات سنّ حاد)، كانوا يرمون بها الصيد.
● بِحَدِّهِ: أي بطرفه الحاد أو بسنّه إن كان له سن.
● بِعَرْضِهِ: أي بجسمه وجانبه غير الحاد (مثل أن يصيبه بعصاه من غير طرفها الحاد).
● وَقِيذٌ: هو الصيد الذي يُقتل بغير طريقة الذكاة الشرعية (أي لم يذكر اسم الله عليه، أو لم يجرِ عليه الدم)، فهو ميتة لا تحل للأكل.

### ثالثاً. شرح الحديث
سأل الصحابي الجليل عدي بن حاتم رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم الصيد الذي يُصاد بـ "المِعْرَاض" (وهي أداة صيد معروفة في الجاهلية)، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم ببيان حكمين:
1- «مَا أَصَابَ بِحَدِّهِ فَكُلْ»: أي إذا أصاب الصيد بطرف المِعْرَاض الحاد (أو سنّه إن كان له سن) فمات من أثر هذا الجرح الحاد، فهو حلال للأكل، لأنه في حكم المذكّى (أصابه ما يفري الأوداج ويخرج الدم).
2- «وَمَا أَصَابَ بِعَرْضِهِ فَهُوَ وَقِيذٌ»: أي إذا أصاب الصيد بجسم العصا أو جانبها غير الحاد (مثل أن يُضرب بعصا غليظة فيموت من الصدمة دون نزف) فهو "وَقِيذ" أي ميتة لا تحل، لأنه لم يمت بجرح حاد يُخرج الدم، فلم تتحقق فيه شروط الذكاة الشرعية.

### رابعاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث
1- بيان حكمة الذكاة: الشرع اشترط في حلّ الصيد أن تخرج روحه مع نزف الدم، لأن خروج الدم يطهر اللحم من الدم المسفوح الذي يكون موطناً للأمراض.
2- التفريق بين أنواع القتل: ليس كل ما مات بصيد يكون حلالاً، بل لابد من تحقق شروط الذكاة، وهي: أن يكون القاتل مسلماً أو كتابياً، وأن يذكر اسم الله عند الرمي، وأن يكون الصيد مما يمكن تذكيته، وأن يموت بسبب الجرح الحاد.
3- مراعاة نية الصيد: الحديث يدل على أن الآلة المستخدمة في الصيد لها تأثير في الحل والحرمة، فما كان منها محدّداً حاداً يحلّ صيده، وما كان غير حاد لا يحل.
4- سهولة الدين ورفع الحرج: الشرع لم يحرم الصيد مطلقاً، بل بيّن ضوابطه، مما ييسر على الناس أمر معاشهم.
5- أهمية السؤال عن أمور الدين: كما فعل عدي بن حاتم رضي الله عنه، فالسؤال طريق العلم والفهم الصحيح.


خامساً:

معلومات إضافية
- هذا الحديث أصل في أحكام الصيد، ويعمل به جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة).
- يشترط بالإضافة إلى استعمال آلة حادة: التسمية عند الرمي، وأن يكون الصيد مما لا يستطاع تذكيته (كأن يكون هارباً أو متوحشاً).
- إذا صاد المسلم بحجر أو عصا غير حادة فمات الصيد من الصدمة، فهو حرام بالإجماع.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الذبائح (٥٤٧٥)، ومسلم في الصيد (١٩٢٩: ٤) كلاهما من حديث زكريا، عن عامر، عن عدي بن حاتم فذكره.
قوله: ﴿وَالْمُتَرَدِّيَةُ﴾ هي التي تقع من شاهق، أو موضح عال كالجبل، أو الجدار، أو سطح فتموت بذلك وكذلك التي تتردى في بئر.
وقوله: ﴿وَالنَّطِيحَةُ﴾ فعيلة بمعنى مفعولة أي منطوحة. وهي التي تنطحها غيرها فتموت.
وقوله: ﴿وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ﴾ أي ما صاده السبع كالأسد، أو الفهد، أو النمر، أو الذئب، أو الكلب، وكذلك الطيور التي تفترس الصيود، فإنها إذا ماتت بسبب صيد السبع لها فإنها لا تحل. وقد كان أهل الجاهلية يأكلون ما أفضل السبع من الشاة أو البعير أو البقرة ونحو ذلك، فحرّم اللَّه
ذلك على المؤمنين.
وقوله: ﴿إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ﴾ عائد على ما ذكر من ﴿وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ﴾ فإن كانت فيها روح فذكي فكلوه.
وقد قال غير واحد من أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم بأن المذكاة متى تحركت بحركة تدل على بقاء الحياة فيها بعد الذبح فهي حلال.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 389 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أصاب بحدّه فكل وما أصاب بعرضه فهو وقيذ

  • 📜 حديث: ما أصاب بحدّه فكل وما أصاب بعرضه فهو وقيذ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما أصاب بحدّه فكل وما أصاب بعرضه فهو وقيذ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما أصاب بحدّه فكل وما أصاب بعرضه فهو وقيذ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما أصاب بحدّه فكل وما أصاب بعرضه فهو وقيذ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب