حديث: أوجب هذا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قَالُوا يَامُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (٢٤)﴾

عن عبد اللَّه بن ناسح الحضرمي قال: حدثني عتبة بن عبد قال: أمر رسول اللَّه ﷺ بالقتال، فرمي رجل من أصحابه بسَهم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أوجب هذا». وقالوا حين أمرهم بالقتال: إذًا يا رسول اللَّه لانقول كما قالت بنو إسرائيل: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ ولكن اذهب أنت وربُّك فقاتلا، إنّا معكما من المقاتلين».

حسن: رواه أحمد (١٧٦٤١) -ومن طريقه الطبراني في الكبير (١٧/ ١٢٣) -، ويعقوب الفسوي (٢/ ٣٤٩ - ٣٥٠) -، وابن أبي عاصم في الجهاد (١٦٢) كلهم من طرق عن حسن بن أيوب الحضرمي، عن عبد اللَّه بن ناسح الحضرمي، قال: ثني عتبة بن عبد قال: فذكره.

عن عبد اللَّه بن ناسح الحضرمي قال: حدثني عتبة بن عبد قال: أمر رسول اللَّه ﷺ بالقتال، فرمي رجل من أصحابه بسَهم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أوجب هذا». وقالوا حين أمرهم بالقتال: إذًا يا رسول اللَّه لانقول كما قالت بنو إسرائيل: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ ولكن اذهب أنت وربُّك فقاتلا، إنّا معكما من المقاتلين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وفيه قصة عظيمة من قصص إيمان الصحابة رضي الله عنهم وتضحيتهم.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● عبد اللَّه بن ناسح الحضرمي: أحد رواة الحديث من التابعين.
● عتبة بن عبد: هو عتبة بن عبد السلمي، صحابي جليل.
● أمر رسول اللَّه ﷺ بالقتال: أي حث الصحابة وأمرهم بالخروج للجهاد في سبيل الله.
● فرُمي رجل من أصحابه بسهم: أي أُصيب أحد المجاهدين بسهم من العدو.
● «أوجب هذا»: أي استحق هذا المجاهد الشهادة والجنة وجوباً وحتماً.
● «فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ»: هذه الآية من سورة المائدة (24) التي قالها بنو إسرائيل لموسى عليه السلام عندما أمرهم بقتال الجبارين،显示 جبنهم وعصيانهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الحديث المشهد العظيم في غزوة من غزوات النبي ﷺ، حيث كان يحث الصحابة على القتال. فأثناء القتال، أصيب أحد الصحابة بسهم قاتل، فبشره النبي ﷺ بالشهادة بقوله: «أوجب هذا»، أي أن هذا السهم أوجب له الجنة وجعل له حظاً فيها.
ثم ينتقل الحديث إلى موقف آخر يوضح الفارق الجوهري بين أمة الإسلام وأمة بني إسرائيل. فعندما أمرهم النبي ﷺ بالقتال، لم يقولوا كما قال قوم موسى من التخاذل والامتناع، بل قالوا بعزة المؤمن وثباته: "لكن اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكما من المقاتلين". فهذا تصريح منهم بالطاعة الكاملة والاستعداد للتضحية مع رسول الله ﷺ، مع الاعتراف بأن النصر من عند الله وحده.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل الشهادة في سبيل الله: فاستشهاد المجاهد في المعركة يوجب له الجنة، كما في قوله ﷺ: «أوجب هذا».
2- الفرق بين أمة الإسلام والأمم السابقة: فالصحابة رضوان الله عليهم لم يتخاذلوا كما فعل بنو إسرائيل، بل أعلوا كلمة الله وواجهوا العدو بإيمان وصبر.
3- الطاعة الكاملة لله ورسوله: فهم لم يترددوا في الاستجابة لأمر النبي ﷺ بالجهاد، بل أبدوا استعدادهم الكامل.
4- الإيمان بالقدر والاعتماد على الله: فهم يعلمون أن النصر من عند الله، وأنهم مجرد جنود في سبيله.
5- التضحية والفداء: الموقف يظهر مدى استعداد الصحابة لبذل أرواحهم رخيصة في سبيل الله ورسوله.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الموقف يدل على التربية النبوية العظيمة التي ربى عليها النبي ﷺ أصحابه، حيث غرس فيهم حب الجهاد والتضحية.
- قولهم: «اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكما مقاتلون» يعكس الفهم الصحيح للتوحيد، فالنصر من الله، والمؤمنون هم جنوده وأسباب ذلك النصر.
- الحديث يذكرنا بضرورة الثبات على الدين وعدم التخاذل أمام التحديات، كما تخاذل بنو إسرائيل من قبل.
أسأل الله أن يجعلنا من الذابين عن دينه، والمقتدين برسوله ﷺ وأصحابه الأبرار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٦٤١) -ومن طريقه الطبراني في الكبير (١٧/ ١٢٣) -، ويعقوب الفسوي (٢/ ٣٤٩ - ٣٥٠) -، وابن أبي عاصم في الجهاد (١٦٢) كلهم من طرق عن حسن بن أيوب الحضرمي، عن عبد اللَّه بن ناسح الحضرمي، قال: ثني عتبة بن عبد قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل حسن بن أيوب الحضرمي. قال فيه أحمد: «لا بأس به». وذكره ابن حبان في الثقات. وعبد اللَّه بن ناسح الحضرمي مختلف في صحبته. ذكره ابن حجر في القسم الأول في الإصابة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 396 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أوجب هذا

  • 📜 حديث: أوجب هذا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أوجب هذا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أوجب هذا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أوجب هذا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب