حديث: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (٤٩)﴾

عن ابن عباس قوله تعالى: ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ [سورة المائدة: ٤٢] قال: كان النبي ﷺ مخيرا في هذه الآية حتى نزلت: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾.

صحيح: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ١١٥٣)، والحاكم (٢/ ٣١٢)، والبيهقي (٨/ ٤٨) كلهم من حديث عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قوله تعالى: ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ [سورة المائدة: ٤٢] قال: كان النبي ﷺ مخيرا في هذه الآية حتى نزلت: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ [سورة المائدة: ٤٢] قال: كان النبي ﷺ مخيرا في هذه الآية حتى نزلت: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾.


1. شرح المفردات:


● سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ: أي كثيرو الاستماع للكذب والأباطيل، ويصغون إليها.
● أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ: أي يأكلون المال الحرام، والسحت هو كل مال خبيث محرم.
● فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ: أي إذا جاءوك يا محمد للحكم بينهم فلك الخيار: إما أن تحكم بينهم، أو تعرض عنهم ولا تقبل دعواهم.
● مُخَيَّرًا: أي كان له الخيار في الحكم بينهم أو الإعراض عنهم.
● حتى نزلت: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾: أي حتى نزلت الآية التي تلتها في سورة المائدة (آية 49) فأمرته بالحكم بينهم بما أنزل الله دون تخيير.


2. شرح الحديث:


هذا الأثر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - يفسر الآية الكريمة من سورة المائدة، حيث كان النبي ﷺ في بداية الأمر مخيرًا بين الحكم بين اليهود - الذين وصفهم الله بأنهم سماعون للكذب وأكلة للسحت - أو الإعراض عنهم وعدم قبول دعواهم.
ثم نسخ هذا التخيير بنزول الآية التي بعدها: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ﴾ [المائدة: 49]، فأصبح الحكم بينهم واجبًا إذا قدموا له، ولكن بالحكم بما أنزل الله، وليس وفق أهوائهم.


3. الدروس المستفادة:


● وجوب الحكم بالشرع: أن الحكم بين الناس يجب أن يكون وفق ما أنزل الله، وليس وفق الأهواء أو الرغبات.
● نسخ الأحكام: أن بعض الأحكام الشرعية قد تنسخ بأخرى، وهذا من حكمة الله تعالى في تشريعه.
● ذم أكل الحرام: التحذير من أكل السحت والمال الحرام، لأنه يؤدي إلى الانحراف عن الحق.
● عدم قبول دعوى أهل الباطل: أن من عرف بكثرة الكذب وأكل الحرام لا يُقبل قوله بسهولة، بل يجب التثبت والحكم بالعدل.


4. معلومات إضافية:


- هذا الأثر رواه الإمام البخاري في "صحيحه" وغيره.
- الآية التي نسخت التخيير هي قوله تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾ [المائدة: 49].
- المقصود باليهود في هذه الآية هم يهود بني قريظة وبني النضير، الذين كانوا يأكلون الرشا ويحرفون الأحكام.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى الحق ردًا جميلًا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ١١٥٣)، والحاكم (٢/ ٣١٢)، والبيهقي (٨/ ٤٨) كلهم من حديث عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد» وهو كما قال.
لقد أمر النبي ﷺ أن يحكم بينهم، بعد ما كان قد رخص له أن يُعرض عنهم إن شاء. فنسخت هذه الآية التي كانت قبلها. وهو قول جماعة من أهل العلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 403 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ

  • 📜 حديث: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب