حديث: يقسم لها بيوم سودة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (١٢٨)﴾

عن عائشة قالت: «لما كبرت سودة بنت زمعة، وهبت يومها لعائشة. فكان رسول اللَّه ﷺ يقسم لها بيوم سودة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في النكاح (٥٢١٢)، ومسلم في الرضاع (١٤٦٣) كلاهما من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: فذكرته.

عن عائشة قالت: «لما كبرت سودة بنت زمعة، وهبت يومها لعائشة. فكان رسول اللَّه ﷺ يقسم لها بيوم سودة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وفيه معانٍ جليلة ودروس عظيمة، وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:


● سودة بنت زمعة: هي إحدى أمهات المؤمنين، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت من السابقات إلى الإسلام.
● كبرت: تقدمت في السن.
● وهبت يومها: تنازلت عن حقها في القسم الذي لها عند النبي صلى الله عليه وسلم.
● يقسم لها بيوم سودة: يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخصص اليوم الذي كان من حق سودة لعائشة رضي الله عنها.

2. شرح الحديث:


كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بين زوجاته بالعدل، فيمكث عند كل واحدة منهن ليلةً في نوبتها. فلما تقدمت سودة رضي الله عنها في السن، وخشيت أن يفارقها النبي صلى الله عليه وسلم أو يطلقها، وهبت يومها وليلتها لعائشة رضي الله عنها، محبةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحرصًا على بقائها في عصمته. فقبل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وكان بعد ذلك يقسم لعائشة بيومين: يومها ويوم سودة.

3. الدروس المستفادة منه:


● جواز هبة المرأة حقها في القسم لضرتها: وهذا من كرم الأخلاق وحسن المعاشرة بين الزوجات، وهو دليل على السماحة في العلاقات الأسرية.
● رفق النبي صلى الله عليه وسلم وحكمته: حيث قبل هبة سودة، فحافظ على مشاعرها وأبقاها في عصمته، مع إرضاء عائشة رضي الله عنها.
● التضحية وحب الخير للآخرين: فقد ضحت سودة بحقها لحبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورغبتها في البقاء زوجة له.
● مراعاة ظروف الزوجات: فالنبي صلى الله عليه وسلم راعى كبر سن سودة، فلم يهملها، بل قبل تنازلها بطريقة تحفظ مكانتها.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن القسم بين الزوجات ليس واجبًا على الإطلاق، بل يجوز للزوج ترك القسم إذا رضيت الزوجات بذلك.
- فيه دليل على فضل عائشة رضي الله عنها ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم لها، حيث قبل أن يزيد في قسمها.
- يُستفاد منه أن البركة في عمر المرأة لا تقاس بكبرها، بل بتقواها وحسن خلقها، كما ظهر من سودة رضي الله عنها.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في النكاح (٥٢١٢)، ومسلم في الرضاع (١٤٦٣) كلاهما من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 369 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يقسم لها بيوم سودة

  • 📜 حديث: يقسم لها بيوم سودة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يقسم لها بيوم سودة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يقسم لها بيوم سودة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يقسم لها بيوم سودة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب