حديث: نهى النبي عن الغلو في مدحه كما فعلت النصارى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (١٧١)﴾

عن عمر يقول: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده. فقولوا: «عبد اللَّه ورسوله».

صحيح: رواه البخاريّ في الأنبياء (٣٤٤٥)، عن الحميدي، حدّثنا سفيان قال: سمعت الزهري يقول: أخبرني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس، سمع عمر يقول على المنبر سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: فذكره.

عن عمر يقول: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده. فقولوا: «عبد اللَّه ورسوله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:

الحديث:


عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده. فقولوا: عبد الله ورسوله».

شرح المفردات:


● تطروني: من الإطراء، وهو المبالغة في المدح والثناء بما لا يليق إلا بالله تعالى، أو وصف الإنسان بصفات تفوق قدره.
● أطرت النصارى ابن مريم: أي بالغت النصارى في مدح عيسى ابن مريم عليه السلام حتى رفعوه إلى مرتبة الألوهية.

شرح الحديث:


في هذا الحديث ينهى النبي ﷺ أصحابه وأمته عن المبالغة في مدحه ورفعه فوق منزلته التي أنزله الله إياها، وهي منزلة العبودية والرسالة. ويحذر ﷺ من أن يقع المسلمون في ما وقع فيه النصارى مع نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام، حيث بالغوا في مدحه ووصفوه بأوصاف الألوهية، فجعلوه ابن الله أو الله نفسه -تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا-.
ويؤكد النبي ﷺ على حقيقة منزلته بقوله: «فإنما أنا عبده» أي أنا مخلوق من مخلوقات الله، عبدٌ له، خاضعٌ له، لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا إلا ما شاء الله. ثم يرشد ﷺ إلى الوصف الصحيح الذي ينبغي أن يوصف به، فيقول: «فقولوا: عبد الله ورسوله» فهذه هي أعلى المراتب التي يمكن أن يصل إليها البشر، وهي العبودية الكاملة لله مع اصطفائه للرسالة.

الدروس المستفادة:


1- التحذير من الغلو في الدين: الغلو هو مجاوزة الحد، وهو من أخطر الأمور على العقيدة، وقد حذر منه النبي ﷺ في كثير من الأحاديث.
2- التوازن في محبة النبي ﷺ: محبة النبي ﷺ واجبة على كل مسلم، ولكن يجب أن تكون ضمن حدود الشرع، دون مبالغة تصل إلى درجة التأليه أو الاعتقاد بأنه يعلم الغيب أو يتصرف في الكون.
3- التعريف الصحيح للنبي ﷺ: هو عبد الله ورسوله، وهذه الصفة تجمع بين كمال العبودية لله وكمال تبليغ الرسالة.
4- الرد على المبتدعة والغلاة: الذين يرفعون النبي ﷺ فوق منزلته، كبعض الصوفية الذين يدعونه من دون الله أو يطلبون منه ما لا يطلب إلا من الله.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل عظيم في باب التوحيد والاعتقاد، وهو من جوامع كلمه ﷺ.
- رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- ينبغي للمسلم أن يقتدي بالنبي ﷺ في كل شيء، ولكن مع الاعتقاد الجازم بأنه بشر لا يعبد، وأنه لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعًا ولا ضرًا إلا بإذن الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأنبياء (٣٤٤٥)، عن الحميدي، حدّثنا سفيان قال: سمعت الزهري يقول: أخبرني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس، سمع عمر يقول على المنبر سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 381 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى النبي عن الغلو في مدحه كما فعلت النصارى

  • 📜 حديث: نهى النبي عن الغلو في مدحه كما فعلت النصارى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى النبي عن الغلو في مدحه كما فعلت النصارى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى النبي عن الغلو في مدحه كما فعلت النصارى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى النبي عن الغلو في مدحه كما فعلت النصارى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب