حديث: عنوان الحديث: "لا تُسبِّخي عنه" أي لا تُخففي عنه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (١٤٨) إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (١٤٩)﴾
قال أبو داود: «لا تُسبِّخي عنه» أي لا تُخففي عنه.
ضعيف: رواه أبو داود (١٤٩٧)، وأحمد (١٤١٨٣) كلاهما من حديث الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن عائشة فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «سُرِقَتْ مِلْحَفَةٌ لَهَا، فَجَعَلَتْ تَدْعُو عَلَى مَنْ سَرَقَهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: «لَا تُسَبِّخِي عَنْهُ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ: «لَا تُسَبِّخِي عَنْهُ» أَيْ لَا تُخَفِّفِي عَنْهُ.
1. شرح المفردات:
* مِلْحَفَةٌ: بكسر الميم وفتحها، وهي كساء أو ثوب تُلتحف به المرأة، أي تتغطى به. وهي من اللحاف، وهو ما يُتغطى به.
* تُسَبِّخِي: كلمة فيها لغتان مشهورتان:
* بمعنى: لا تُخَفِّفِي. وهذا هو المعنى الذي رجحه الإمام أبو داود في روايته للحديث، حيث قال: "أي لا تُخَفِّفِي عنه". أي لا تطلبي من الله أن يخفف عن السارق العذاب أو الذنب أو أن يعامله برأفته ورحمته.
* بمعنى: لا تَسُبِّي أو لا تَشْتُمِي. من "السَّبْخ" الذي هو السب، فيكون المعنى: لا تسبي من سرقها ولا تشتميه.
ومع أن رواية أبي داود رجحت المعنى الأول، إلا أن بعض العلماء جمع بين المعنيين، لأن الدعاء على الإنسان بالشر هو نوع من السب، والنهي يشمل كلا الأمرين.
* عَنْهُ: الضمير يعود على السارق.
2. شرح الحديث:
تدور قصة الحديث حول سرقة حصلت للسيدة عائشة رضي الله عنها، حيث سُرق منها ثوب (ملحفة)، فغضبت وانفعلت لهذا الفعل، وجعلت تدعو على من سرقها بأن يعاقبه الله أو ينزل به البلاء، تأثرًا طبيعيًا من أي إنسان عند انتهاك حرماته.
فجاءها النبي ﷺ ناصحًا ومرشدًا، يردها عن هذا المسلك بقوله: «لَا تُسَبِّخِي عَنْهُ». والمعنى الذي رجحه أبو داود هو الأقوى في هذا المقام، أي: "لا تطلبي من الله أن يخفف عن هذا السارق الذنب أو العذاب". فهو نهي عن الدعاء *بالخفة* على المسيء، وهو أبلغ من النهي عن الدعاء عليه بالشر نفسه، لأنه يعني أن الإنسان لا يكتفي بعدم الدعاء بالشر، بل ينتقل إلى درجة الرحمة والعفو، فيدعو له بالهداية والمغفرة، ولا يدعو حتى بالتخفيف عنه إن عوقب.
وهذا من كمال خُلُق النبي ﷺ وحكمته العظيمة، حيث كان دائمًا يختار الأرفق والأكمل، حتى مع من أساء إليه.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- التربية على العفو والرحمة: يعلّمنا النبي ﷺ أن المؤمن ينبغي أن يكون رحيمًا متسامحًا، حتى مع من ظلمه وأساء إليه، فلا يدفعه الغضب إلى الدعاء بالشر أو التشفي.
2- النهي عن التشفي والانتقام: النهي عن الدعاء على الظالم أو المسيء، لأن في ذلك تشفيًا ونزوعًا نحو الانتقام، وهو خلق مذموم، والمؤمن يترك الجزاء لله تعالى.
3- التعالي عن الصغائر: توجيه النفوس إلى التعالي عن الأمور الدنيوية الصغيرة، وعدم الانفعال الشديد لفقدان متاع من المتاع، ما دام الأمر ليس في الدين.
4- الحرص على هداية العصاة: من حكمة النهي أن الدعاء بالخير للعاصي أو الظالم قد يكون سببًا في هدايته وتوبته، فيكسب المسلم أجر هداية إنسان بدل أن يكتفي بالتشفي منه.
5- التأدب مع الله في الدعاء: الدعاء مخ العبادة، وفي هذا الحديث تأديبٌ لكيفية الدعاء، فلا ينبغي للمسلم أن يدعو على أحدٍ بما لا يستحقه، أو يتعدى الحد في طلب العقوبة.
6- الرفق واللين في معالجة الأخطاء: أسلوب النبي ﷺ في نصحه للسيدة عائشة كان برفق ولين، مما يدل على أن التوجيه والإرشاد يكون أبلغ تأثيرًا إذا كان بحكمة وموعظة حسنة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* مكانة الحديث: أخرجه الإمام أبو داود في "سننه" وهو من كتب الحديث المعتمدة عند أهل السنة والجماعة (سنن أبي داود، كتاب الأدب).
* من فوائد الحديث: أن الإنسان قد يغضب لأمر دنيوي فيندفع إلى الدعاء على من ظلمه، فيأتي الشرع ليهذب هذه النفس ويرتقي بها إلى مقام الصفح والإحسان.
* الفرق بين هذا والحديث الآخر: جاء في بعض الأحاديث الأمر بالدعاء على الظالمين في بعض المواطن العامة التي يتعلق بها أمر الدين والمجتمع، كقول النبي ﷺ: «اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف». فهذا خاص بظلم يعم الأمة ويشقى به الناس، وليس لأمر شخصي. أما في الأمور الشخصية، فالأولى العفو والمسامحة.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
قال يحيى القطان: «حديث حبيب، عن عطاء ليس بمحفوظ». نقله العقيلي في الضعفاء. وذكر منها هذا الحديث.
ورواه سفيان، عن حبيب واختلف عليه. فرواه وكيع عنه كما عند أحمد (٢٥٠٥٢)، ويحيى كما عند النسائي في الكبرى (٧٣١٨) كلاهما عن سفيان، عن حبيب بن أبى ثابت، عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة موصولا.
ورواه عبد الرحمن بن مهدي عنه مرسلا رواه النسائي في الكبرى (٧٣١٩)، والموصول أصح.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 379 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 354 صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته
- 355 الصلاة في السفر ركعتان سنة النبي ﷺ
- 356 صلاة الخوف بعسفان مع رسول الله ﷺ
- 357 عبد الرحمن بن عوف كان جريحا
- 358 كان رسول الله ﷺ يذكر الله على كل أحيانه
- 359 قصة بني أبيرق ونزول آيات سورة النساء.
- 360 صلاح ذات البين أفضل من الصيام والصلاة والصدقة
- 361 إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة
- 362 لا يجمع الله أمتي على الضلالة
- 363 لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
- 364 اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا
- 365 يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ
- 366 وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ
- 367 إن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم...
- 368 امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا
- 369 يقسم لها بيوم سودة
- 370 يومي لعائشة
- 371 سودة تقول للنبي: لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة
- 372 امرأة خافت من بعلها نشوزًا فلا جناح عليهما أن يصلحا...
- 373 من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة...
- 374 أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر
- 375 صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني...
- 376 مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين
- 377 كل سلطان في القرآن حجة
- 378 أنزل النفاق على قوم خير منكم ثم تابوا
- 379 عنوان الحديث: "لا تُسبِّخي عنه" أي لا تُخففي عنه
- 380 ابن مريم ينزل حكمًا مقسطًا ويكسر الصليب ويقتل الخنزير
- 381 نهى النبي عن الغلو في مدحه كما فعلت النصارى
- 382 جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا خير البرية
- 383 يا أيها الناس عليكم بتقواكم لا يستهوينكم الشيطان
- 384 آخر آية نزلت من القرآن الكريم في الكلالة
- 385 مريض لا أعقل فصبوا علي من وضوئه فعقلت
- 386 النصف للابنة والنصف للأخت
- 387 قسمة الميراث بين البنت وابنة الابن والاخت
- 388 لا تحلوا شعائر الله
- 389 ما أصاب بحدّه فكل وما أصاب بعرضه فهو وقيذ
- 390 محرَّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير
- 391 أخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام
- 392 إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه
- 393 أنزلت فيه، يوم جمعة ويوم عرفة. وكلاهما بحمد الله لنا...
- 394 قرأ ابن عباس: اليوم أكملت لكم دينكم وعنده يهودي
- 395 المقداد يقول لرسول الله: امض ونحن معك يوم بدر
- 396 أوجب هذا
- 397 كن كابن آدم
- 398 فضل مساعدة المسلم لأخيه
- 399 النفس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاث
- 400 كنا إذا أخذنا الشريف، تركناه. وإذا أخذنا الضعيف، أقمنا عليه...
- 401 من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون...
- 402 إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره
- 403 سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ
معلومات عن حديث: عنوان الحديث: "لا تُسبِّخي عنه" أي لا تُخففي عنه
📜 حديث: عنوان الحديث: "لا تُسبِّخي عنه" أي لا تُخففي عنه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: "لا تُسبِّخي عنه" أي لا تُخففي عنه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: "لا تُسبِّخي عنه" أي لا تُخففي عنه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عنوان الحديث: "لا تُسبِّخي عنه" أي لا تُخففي عنه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








