حديث: امرأة خافت من بعلها نشوزًا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (١٢٨)﴾
امرأته الأولى أن تقر على ذلك، فطلقها تطليقة، حتى إذا بقي من أجلها يسير. قال: إن شئتِ راجعتك وصبرت على الأثرة، وإن شئت تركتك حتى يخلو أجلك. قالت: بل راجعني وأصبر على الأثرة. فراجعها وآثر عليها الشابة. فلم تصبر على الأثرة، فطلقها وآثر عليها الشابة، حتى إذا بقي من أجلها يسير، قال لها مثل قوله الأول. فقالت: راجعني وأصبر، قال: فذلك الصلح الذي بلغنا أن اللَّه تعالى أنزل فيه: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (١٢٨)﴾.
صحيح: رواه عبد الرزاق، -ومن طريق الحاكم (٢/ ٣٠٨) -، أنبأ معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار، عن رافع بن خديج فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الأثر الوارد عن رافع بن خديج رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا﴾، معتمدًا على كبار كتب التفسير والسنة لدى أهل السنة وال الجماعة.
أولاً. شرح المفردات:
● نُشُوزًا: العصيان وعدم الطاعة، ويقصد هنا ترقق الزوج لزوجته أو إعراضه عنها.
● بَعْلِهَا: زوجها.
● أَثَرَة: تفضيل غيرها عليها في المعاملة والاهتمام.
● يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا: يتفقا على تسوية تنظم العلاقة بينهما.
● الشُّحَّ: البخل والشح بالنفس عن الإنفاق أو الحق.
ثانيًا. شرح الحديث والأثر:
هذا الأثر المروي عن الصحابي رافع بن خديج رضي الله عنه يبين قصة واقعية نزلت فيها الآية الكريمة، والحكمة من تشريع الصلح بين الزوجين.
القصة كما وردت:
كان لرجل امرأة كبيرة في السن، فتزوج عليها شابة، فأخذ يفضل الشابة في المعاملة والإيثار، مما أثار غيرة الزوجة الأولى وألمها، فرفضت الاستمرار على هذه الحال. فطلقها الزوج تطليقة واحدة (وهي رجعية)، حتى إذا قرب انتهاء عدتها، عرض عليها خيارين:
- إما أن يراجعها ويعيدها إلى عصمته، ولكن بشرط أن تصبر على تفضيله للزوجة الشابة.
- أو يتركها حتى تنتهي عدتها وتصبح طلاقًا بائنا.
فاختارت الزوجة الأولى الرجوع والصبر على الإيثار، فراجعها الزوج، لكنها لم تستطع الصبر على مشاعر الغيرة والألم، فطلقها مرة أخرى. وقرب انتهاء العدة، كرر العرض نفسه، فقبلت مرة أخرى بالرجوع والصبر.
الصلح المشروع:
هذا النوع من الاتفاق - حيث تتنازل الزوجة عن بعض حقوقها المعنوية (كحق المساواة في المعاملة) مقابل بقاء العلاقة الزوجية - هو ما أشارت إليه الآية الكريمة. فالمرأة التي تخاف من زوجها النشوز أو الإعراض، يجوز لها أن تتصالح معه على أن تتنازل عن بعض الحقوق (كالنفقة أو القسم) لتبقى في عصمته وتتجنب الطلاق.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- مراعاة النفس البشرية: الشرع يراعي طبيعة النفس وما جبلت عليه من غيرة وشح، فيشرع الحلول العملية.
2- الحكمة من تشريع الصلح: حفظ كيان الأسرة من التصدع، وتجنب الطلاق عند الإمكان.
3- مرونة الشريعة: حيث أجازت التنازل عن بعض الحقوق تحقيقًا للمصلحة الكبرى (الحفاظ على الأسرة).
4- تفضيل الصلح: كما في قوله تعالى: ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾، فهو خير من الفرقة والخصام.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذا الصلح يجوز مع التنازل عن بعض الحقوق المالية (كبعض النفقة) أو المعنوية (كبعض حق القسم)، بشرط الرضا والاختيار.
- الفقهاء يذكرون أن هذا الصلح يجب أن يكون بعيدًا عن الإكراه أو الظلم.
- الآية تذكر أن الشح طبيعة في النفس، لكن الإحسان والتقوى يتغلبان عليها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
قال الحاكم: «على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: وهو كما قال.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 372 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 347 أعوذ بالله من غضب رسول الله
- 348 عنوان الحديث: نهى عكرمة عن الاشتراك مع المشركين في القتال
- 349 إخراج المشركين للمسلمين مكرهين إلى بدر
- 350 كنت أنا وأمي ممن عذر الله في المستضعفين
- 351 اللهم نج المستضعفين من المؤمنين
- 352 مَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا...
- 353 فرض الله الصلاة في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي...
- 354 صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته
- 355 الصلاة في السفر ركعتان سنة النبي ﷺ
- 356 صلاة الخوف بعسفان مع رسول الله ﷺ
- 357 عبد الرحمن بن عوف كان جريحا
- 358 كان رسول الله ﷺ يذكر الله على كل أحيانه
- 359 قصة بني أبيرق ونزول آيات سورة النساء.
- 360 صلاح ذات البين أفضل من الصيام والصلاة والصدقة
- 361 إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة
- 362 لا يجمع الله أمتي على الضلالة
- 363 لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
- 364 اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا
- 365 يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ
- 366 وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ
- 367 إن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم...
- 368 امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا
- 369 يقسم لها بيوم سودة
- 370 يومي لعائشة
- 371 سودة تقول للنبي: لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة
- 372 امرأة خافت من بعلها نشوزًا فلا جناح عليهما أن يصلحا...
- 373 من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة...
- 374 أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر
- 375 صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني...
- 376 مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين
- 377 كل سلطان في القرآن حجة
- 378 أنزل النفاق على قوم خير منكم ثم تابوا
- 379 عنوان الحديث: "لا تُسبِّخي عنه" أي لا تُخففي عنه
- 380 ابن مريم ينزل حكمًا مقسطًا ويكسر الصليب ويقتل الخنزير
- 381 نهى النبي عن الغلو في مدحه كما فعلت النصارى
- 382 جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا خير البرية
- 383 يا أيها الناس عليكم بتقواكم لا يستهوينكم الشيطان
- 384 آخر آية نزلت من القرآن الكريم في الكلالة
- 385 مريض لا أعقل فصبوا علي من وضوئه فعقلت
- 386 النصف للابنة والنصف للأخت
- 387 قسمة الميراث بين البنت وابنة الابن والاخت
- 388 لا تحلوا شعائر الله
- 389 ما أصاب بحدّه فكل وما أصاب بعرضه فهو وقيذ
- 390 محرَّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير
- 391 أخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام
- 392 إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه
- 393 أنزلت فيه، يوم جمعة ويوم عرفة. وكلاهما بحمد الله لنا...
- 394 قرأ ابن عباس: اليوم أكملت لكم دينكم وعنده يهودي
- 395 المقداد يقول لرسول الله: امض ونحن معك يوم بدر
- 396 أوجب هذا
معلومات عن حديث: امرأة خافت من بعلها نشوزًا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا
📜 حديث: امرأة خافت من بعلها نشوزًا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: امرأة خافت من بعلها نشوزًا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: امرأة خافت من بعلها نشوزًا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: امرأة خافت من بعلها نشوزًا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








