إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه

حديث: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣)﴾

قوله: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾. عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا نزلت -معشر اليهود- لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. فقال: وأيّ آية؟ قال: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ فقال عمر: إنّي لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الّذي نزلت فيه، نزلت على رسول اللَّه ﷺ بعرفات في يوم جمعة.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٤٥)، ومسلم في التفسير (٣٠١٧: ٥) كلاهما من طريق جعفر بن عون، حدّثنا أبو العميس، أخبرنا قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:

عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا نزلت -معشر اليهود- لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. فقال: وأيّ آية؟ قال: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ فقال عمر: إنّي لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الّذي نزلت فيه، نزلت على رسول اللَّه ﷺ بعرفات في يوم جمعة.

1. شرح المفردات:

● أَكْمَلْتُ: بمعنى جعلته تامًا لا نقص فيه.
● دِينَكُمْ: الإسلام وشريعته.
● أَتْمَمْتُ: أتممتها ووصلتها إلى غايتها.
● نِعْمَتِي: النعمة الكاملة وهي الإسلام.
● رَضِيتُ: قبلته واخترته.
● عرفات: المكان الذي يقف فيه الحجاج يوم عرفة.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يروي قصة يهودي جاء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه معترفًا بفضل هذه الآية وعظمتها، حيث قال: إنها لو نزلت في اليهود لاتخذوا يوم نزولها عيدًا يُفرح فيه ويُحتفل به.
فأجابه عمر رضي الله عنه بأنه يعلم زمان ومكان نزولها، وذلك في يوم عرفة من حجة الوداع، في السنة العاشرة للهجرة، وكان ذلك يوم جمعة.
وهذه الآية نزلت في ظروف عظيمة؛ حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم واقفًا بعرفة ومعه عشرات الآلاف من الصحابة، وكان ذلك خلال آخر حجة حجها النبي صلى الله عليه وسلم، والتي سميت "حجة الوداع".

3. الدروس المستفادة:

● عظمة الإسلام وكماله: فقد أكمل الله تعالى الدين بهذه الآية، فلا حاجة لأمة الإسلام إلى دين آخر أو تشريع من خارجها.
● الاعتراف بالحق حتى من غير المسلمين: فاليهودي في القصة اعترف بفضل الآية وعظمتها، وهذا يدل على أن الحق واضح وبيّن.
● فضل العلم ومعرفة التفاصيل: حيث إن عمر رضي الله عنه كان يعلم تفاصيل نزول الآية، مما يدل على أهمية العلم بدقائق الدين وأحداث الوحي.
● اليوم العظيم الذي نزلت فيه الآية: وهو يوم عرفة ويوم جمعة، مما يجمع فضيلتين عظيمتين.
● الفرح بنعمة الإسلام: حيث إن اليهودي قال إنهم ليتخذون ذلك اليوم عيدًا، وفي ذلك إشارة إلى وجوب شكر نعمة الله تعالى بالإسلام.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذه الآية (سورة المائدة: 3) تعتبر من آخر ما نزل من القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم.
- نزلت الآية في حجة الوداع، والتي كانت فيها خطبة النبي صلى الله عليه وسلم المشهورة التي بين فيها أمور الدين.
- يستحب للمسلمين أن يفرحوا بهذا اليوم ويذكروا نعمة الله تعالى عليهم بإكمال الدين.
- يستفاد من الحديث أهمية الوقوف بعرفة وما فيه من فضل عظيم، حيث نزلت فيه هذه الآية الجليلة.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الشاكرين لنعمته، المعتزين بدينه، العاملين بشرعه، وأن يتوفانا على الإسلام والسنة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الإيمان (٤٥)، ومسلم في التفسير (٣٠١٧: ٥) كلاهما من طريق جعفر بن عون، حدّثنا أبو العميس، أخبرنا قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: فذكره. واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 392 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه

📜 حديث: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية