حديث: لا تحلوا شعائر الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا. . .﴾

عن ابن عباس قال: قوله تعالى ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ﴾ كان المشركون يحجون البيت الحرام، ويهدون الهدايا، ويعظمون حرمة المشاعر، ويتجرون في حجهم. فأراد المسلمون أن يغيروا عليهم، فقال اللَّه عز وجل ﴿لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ﴾.

حسن: رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (٨/ ٢٢ - ٢٣)، عن المثنى قال: أخبرنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: قوله تعالى ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ﴾ كان المشركون يحجون البيت الحرام، ويهدون الهدايا، ويعظمون حرمة المشاعر، ويتجرون في حجهم. فأراد المسلمون أن يغيروا عليهم، فقال اللَّه ﷿ ﴿لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهمه وفضله.
هذا الأثر المروي عن الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن، عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يفسر لنا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ} [سورة المائدة: 2].
وفيما يلي الشرح الوافي لهذا الحديث وفق الخطوات المطلوبة:


1. شرح المفردات:


{لَا تُحِلُّوا}: لا تستحلوا، أي لا تنتهكوا حرمتها ولا تهينوها ولا تستبيحوها. فـ "الإحلال" هنا هو نقيض "الإحرام"، أي الخروج من حالة الحرمة إلى حالة الإباحة والانتهاك.
{شَعَائِرَ اللَّهِ}: جمع "شعيرة"، وهي كل ما جعله الله تعالى علامة على تعظيمه وتوحيده وطاعته. والمقصود بها هنا: مناسك الحج ومشاعره، مثل: الكعبة، والصلاة عندها، والطواف، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، وذبح الهدي، والإحرام... وغيرها من الأمور التي تتعلق بالحج وتعظيم حرمات الله.


2. شرح الحديث (التفسير):


يبيّن لنا ابن عباس رضي الله عنهما المناسبة التاريخية والسبب الذي نزلت فيه هذه الآية، مما يوضح المعنى العظيم المقصود منها.
● الخلفية التاريخية: كان المشركون في الجاهلية، على الرغم من شركهم وكفرهم، يعظمون البيت الحرام ومشاعر الحج تعظيماً شديداً. فكانوا يحجون البيت، ويهدون الهدايا (يذبحونها تقرباً للبيت)، ويحترمون حرمة الأشهر الحرم والأماكن المقدسة. بل وكانت أسواقهم التجارية الكبرى (مثل سوق عكاظ) تقام في موسم الحج، فكان الحج بالنسبة لهم مناسبة دينية واقتصادية واجتماعية.
● موقف المسلمين الأول: نظر المسلمون الأوائل إلى هؤلاء المشركين وهم يأتون البيت الحرام، الذي أصبح قبلة للمسلمين ورمزاً لتوحيدهم، فرأوا في ذلك مناسبة للتصدي لهم ومنعهم، بل وفكروا في قتالهم أثناء أدائهم للمناسك أو إغلاق الطريق في وجوههم، انتصاراً للدين وإذلالاً للكفر.
● النهي الإلهي: هنا تدخلت الحكمة الإلهية لتربي المؤمنين على المنهج القويم، فنزلت الآية {لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ} لتبين للمسلمين أن تعظيم حرمات الله هو الأصل، حتى وإن كان الفاعلون لها مشركين. فالله تعالى يعظم شعائره بغض النظر عن فاعلها، لأن التعظيم هنا لله ولشرعه، وليس للأشخاص. فـ حرمة المكان والزمان والشعيرة مقدسة في ذاتها.
فالمعنى: لا تنتهكوا حرمة هذه المشاعر المقدسة بمقاتلة من يأتيها أو منعهم، حتى ولو كانوا كفاراً، فالشعيرة لله، والتعظيم لله، والاحترام لله.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب: قال تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]. فتعظيم الحرمات والمشاعر دليل على إيمان العبد وتقواه.
2- الفصل بين الشخص وحرمة الشعيرة: يجب أن نفرق بين كفر الشخص وحرمة الشعيرة ذاتها. فالشعيرة لله، فلا يجوز انتهاكها بسبب انتهاك بعض الناس لها أو فعلهم لها على غير الوجه الصحيح.
3- الحكمة في الدعوة وعدم التشدد: علمنا الله أن الدين ليس بالعنف والشدّة، بل بالحكمة والموعظة الحسنة. فمن الحكمة ألا ننفر الناس عن دين الله بمنعهم من أبواب الخير، حتى ولو كانوا على ضلال.
4- سمو الغاية الإلهية: غاية الله هي تعظيم دينه وشعائره، وليس الانتصار للذات أو للطائفة. فالله أعلم بما يصلح عباده.
5- عدم مقاطعة الخير لمشاركة الفاسقين فيه: لا يجوز لنا أن نترك فعل الخير أو نمنع غيرنا منه لمجرد أن فاعله ليس على المستوى المطلوب، ما دام العمل في ذاته مشروعاً.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا النهي كان في بداية الإسلام، قبل أن يُشرع قتال المشركين في الأشهر الحرم. ثم لاحقاً نزل الإذن بقتالهم في كل زمان، مع continued وجوب تعظيم حرمة البيت وشعائر الحج.
- من تطبيقات هذا المعنى في عصرنا: عدم منع أي إنسان من دخول المساجد لأداء الصلاة أو التعلم لمجرد أنه مقصر أو فاسق، ما دام لا يؤذي المصلين. فالمسجد شعيرة من شعائر الله، وحق لكل مسلم.
- هذا الأثر رواه الإمام البخاري في "صحيحه" في كتاب التفسير، وهو حديث صحيح ثابت.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (٨/ ٢٢ - ٢٣)، عن المثنى قال: أخبرنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي صالح وهو عبد اللَّه بن صالح، وعلي بن أبي طلحة فهما حسنا الحديث.
وقيل معناه لا تحلوا ما حرّم اللَّه عليكم في حال إحرامكم بقرينة قوله تعالى: ﴿وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا. . .﴾.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 388 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تحلوا شعائر الله

  • 📜 حديث: لا تحلوا شعائر الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تحلوا شعائر الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تحلوا شعائر الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تحلوا شعائر الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب