حديث: من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون الفاسقون
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (٤٤)﴾
صدقوا، ما أعطونا هذا إلا ضيما منا، وقهرا لهم، فدُسُّوا إلى محمد من يخبر لكم رأيه: إن أعطاكم ما تريدون حكمتموه، وإن لم يعطكم حذرتم، فلم تحكموه، فدسوا إلى رسول اللَّه ﷺ ناسا من المنافقين ليخبروا لهم رأي رسول اللَّه ﷺ، فلما جاء رسول اللَّه ﷺ، أخبر اللَّه رسوله بأمرهم كله وما أرادوا، فأنزل اللَّه عز وجل ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا﴾ إلى قول: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ ثم قال فيهما: واللَّه نزلت، وإياهما عنى اللَّه عز وجل.
حسن: رواه أبو داود (٣٥٧٦) مختصرا، وأحمد (٢٢١٢) واللفظ له، كلاهما من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما يوضح سبب نزول آيات من سورة المائدة، وهي قوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:
1. شرح المفردات:
● الطائفتين من اليهود: هما فئتان من يهود المدينة، هما بنو النضير وبنو قريظة، وكانت إحداهما عزيزة والأخرى ذليلة.
● قهرت: غلبت وسيطرت.
● ارتضوا: رضوا واتفقوا.
● الوسق: مكيال يساوي ستين صاعاً، والصاع حوالي 2.5 كيلوغرام، فيكون الوسق حوالي 150 كيلوغراماً من التمر أو الشعير.
● ضيماً: ظلماً وإجحافاً.
● كادت الحرب تهيج: كادت الحرب تشتعل.
● دسوا: أرسوا خفية.
● المنافقين: الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر.
2. شرح الحديث:
يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الآيات نزلت في طائفتين من اليهود في المدينة، حيث كانت إحداهما قوية (العزيزة) والأخرى ضعيفة (الذليلة). في الجاهلية، فرضت القوية اتفاقاً ظالماً على الضعيفة بأن دية القتيل إذا قتلته القوية للضعيفة تكون خمسين وسقاً، أما إذا قتلت الضعيفة أحداً من القوية فالدية مائة وسق. واستمر هذا الظلم حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة.
عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم، ضعفت هيمنة القوية، فرفضت الضعيفة الاستمرار في هذا الاتفاق الظالم، وكادت الحرب تشتعل بينهما. اتفقوا على التحكيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن القوية شككت في عدله، وخشيت أن يحكم بالمساواة، فأرسلت منافقين لاستطلاع رأي النبي صلى الله عليه وسلم. علم الله تعالى بما في نفوسهم، فأنزل الآيات تحذيراً للرسول صلى الله عليه وسلم من حزنهم، وبياناً لحقيقة أمرهم، ثم ذكر الحكم العام: أن من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر وظالم وفاسق.
3. الدروس المستفادة منه:
● العدل أساس الحكم: الإسلام يدعو إلى العدل والمساواة، ويحرم الظلم والتمييز بين الناس.
● رفض التحكيم الجاهلي: يجب أن يكون التحكيم وفق شرع الله، لا وفق الأهواء والمصالح.
● خبث النفاق: المنافقون يظهرون غير ما يبطنون، ويحاولون التلاعب بالشرع لأغراضهم.
● عزة المؤمن بالله: المؤمن يعتز بدينه ويأبى الظلم، حتى لو كان ضعيفاً.
● عموم الآيات:رغم أن نزلت في特定 القصة، لكن حكمها عام لكل من يحكم بغير ما أنزل الله.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذه الآيات من سورة المائدة (الآيات 44، 45، 47)، وهي من أواخر ما نزل من القرآن.
- الحديث رواه الإمام أحمد وغيره، وهو صحيح.
- العلماء اختلفوا في حكم من حكم بغير ما أنزل الله: فمن ترك الحكم بالشرع استخفافاً أو اعتقاداً بأن غيره أفضل فهو كافر، ومن تركه لهوى أو ظلم مع اعترافه بأن الشرع حق فهو فاسق أو ظالم.
- القصة تظهر عدل النبي صلى الله عليه وسلم وحكمته، وأنه لا يخاف في الله لومة لائم.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يحكمون بما أنزل الله، ويبتعدون عن الظلم والفسق. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل ابن أبي الزناد فإنه مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث.
وما قاله ابن عباس قال به غير واحد من أهل العلم من الصحابة والتابعين منهم البراء بن عازب، وحذيفة بن اليمان، وأبو مجلز، وأبو رجاء العُطاردي، وعكرمة، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه، والحسن البصري، وغيرهم قالوا: «نزلت في أهل كتاب». وزاد الحسن البصري: «وهي علينا واجبة».
وروي عن ابن طاوس قال: «وليس كمن كفر باللَّه وملائكته وكتبه ورسله».
وقال عطاء: «هو كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق».
وعن ابن عباس أنه قال: «وليس بالكفر الذي يذهبون إليه».
رواه الحاكم (٢/ ٣١٣) بإسناده عن طاوس قال: قال ابن عباس: «إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن الملة، ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ كفر دون كفر. وقال: «صحيح الإسناد».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 401 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 376 مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين
- 377 كل سلطان في القرآن حجة
- 378 أنزل النفاق على قوم خير منكم ثم تابوا
- 379 عنوان الحديث: "لا تُسبِّخي عنه" أي لا تُخففي عنه
- 380 ابن مريم ينزل حكمًا مقسطًا ويكسر الصليب ويقتل الخنزير
- 381 نهى النبي عن الغلو في مدحه كما فعلت النصارى
- 382 جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا خير البرية
- 383 يا أيها الناس عليكم بتقواكم لا يستهوينكم الشيطان
- 384 آخر آية نزلت من القرآن الكريم في الكلالة
- 385 مريض لا أعقل فصبوا علي من وضوئه فعقلت
- 386 النصف للابنة والنصف للأخت
- 387 قسمة الميراث بين البنت وابنة الابن والاخت
- 388 لا تحلوا شعائر الله
- 389 ما أصاب بحدّه فكل وما أصاب بعرضه فهو وقيذ
- 390 محرَّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير
- 391 أخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام
- 392 إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه
- 393 أنزلت فيه، يوم جمعة ويوم عرفة. وكلاهما بحمد الله لنا...
- 394 قرأ ابن عباس: اليوم أكملت لكم دينكم وعنده يهودي
- 395 المقداد يقول لرسول الله: امض ونحن معك يوم بدر
- 396 أوجب هذا
- 397 كن كابن آدم
- 398 فضل مساعدة المسلم لأخيه
- 399 النفس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاث
- 400 كنا إذا أخذنا الشريف، تركناه. وإذا أخذنا الضعيف، أقمنا عليه...
- 401 من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون...
- 402 إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره
- 403 سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ
- 404 هم قوم هذا يعني أبا موسى الأشعري
- 405 أمرني خليلي ﷺ بحب المساكين والدنو منهم
- 406 من لم ينكر المنكر وثق بالله وخاف الناس
- 407 أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت ولا أراها...
- 408 الْفَأْرَةُ مَسْخٌ وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهَا تَشْرَبُ لَبَنَ الْغَنَمِ وَلَا تَذُوق
- 409 من حدثك أن محمدا كتم شيئا مما أنزل الله عليه...
- 410 لا يقتل المسلم بالكافر
- 411 ما ورثنا رسول الله سوداء في بيضاء
- 412 تركت فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله
- 413 ليت رجلا من أصحابي صالحا يحرسني الليلة
- 414 من يمنعك مني فقلت الله
- 415 من يمنعك مني الليلة فقال النبي الله
- 416 لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى تَأْطُرُوهُمْ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا
- 417 لو تابعني عشرة من اليهود لم يبق يهودي إلا أسلم
- 418 لَا خَيْرَ فِي النَّصَارَى وَلَا فِيمَنْ أَحَبَّهُمْ
- 419 عيونهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق
- 420 النهي عن الاستخصاء
- 421 لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم
- 422 لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم
- 423 أبو بكر لا يحنث في يمين حتى أنزل الله كفارة...
- 424 من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم
- 425 تحريم الخمر ونزوله في المدينة
معلومات عن حديث: من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون الفاسقون
📜 حديث: من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون الفاسقون
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون الفاسقون
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون الفاسقون
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون الفاسقون
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








