حديث: من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون الفاسقون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (٤٤)﴾

عن ابن عباس، قال: إن اللَّه عز وجل أنزل: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ قال: قال ابن عباس: أنزلها اللَّه في الطائفتين من اليهود، وكانت إحداهما قد قهرت الأخرى في الجاهلية، حتى ارتضوا واصطلحوا على أن كل قتيل قتلته العزيزة من الذليلة، فديته خمسون وسقا، وكل قتيل قتلته الذليلة من العزيزة، فديته مائة وسق. فكانوا على ذلك حتى قدم النبي ﷺ المدينة، وذلت الطائفتان كلتاهما لمقدم رسول اللَّه ﷺ، ورسول اللَّه ﷺ يومئذ لم يظهر، ولم يوطئهما عليه، وهو في الصلح، فقتلت الذليلة من العزيزة قتيلا، فأرسلت العزيزة إلى الذليلة: أن ابعثوا إلينا بمائة وسق، فقالت الذليلة: وهل كان هذا في حيّين قط دينهما واحد، ونسبهما واحد، وبلدهما واحد، دية بعضهم نصف دية بعض؟ إنا إنما أعطيناكم هذا ضيما منكم لنا، وفرقا منكم، فأما إذ قدم محمد فلا نعطيكم ذلك، فكادت الحرب تهيج بينهما، ثم ارتضوا على أن يجعلوا رسول اللَّه ﷺ بينهم، ثم ذكرت العزيزة، فقالت: واللَّه ما محمد بمعطيكم منهم ضعف ما يعطيهم منكم، ولقد
صدقوا، ما أعطونا هذا إلا ضيما منا، وقهرا لهم، فدُسُّوا إلى محمد من يخبر لكم رأيه: إن أعطاكم ما تريدون حكمتموه، وإن لم يعطكم حذرتم، فلم تحكموه، فدسوا إلى رسول اللَّه ﷺ ناسا من المنافقين ليخبروا لهم رأي رسول اللَّه ﷺ، فلما جاء رسول اللَّه ﷺ، أخبر اللَّه رسوله بأمرهم كله وما أرادوا، فأنزل اللَّه عز وجل ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا﴾ إلى قول: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ ثم قال فيهما: واللَّه نزلت، وإياهما عنى اللَّه عز وجل.

حسن: رواه أبو داود (٣٥٧٦) مختصرا، وأحمد (٢٢١٢) واللفظ له، كلاهما من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس، قال: إن اللَّه ﷿ أنزل: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ قال: قال ابن عباس: أنزلها اللَّه في الطائفتين من اليهود، وكانت إحداهما قد قهرت الأخرى في الجاهلية، حتى ارتضوا واصطلحوا على أن كل قتيل قتلته العزيزة من الذليلة، فديته خمسون وسقا، وكل قتيل قتلته الذليلة من العزيزة، فديته مائة وسق. فكانوا على ذلك حتى قدم النبي ﷺ المدينة، وذلت الطائفتان كلتاهما لمقدم رسول اللَّه ﷺ، ورسول اللَّه ﷺ يومئذ لم يظهر، ولم يوطئهما عليه، وهو في الصلح، فقتلت الذليلة من العزيزة قتيلا، فأرسلت العزيزة إلى الذليلة: أن ابعثوا إلينا بمائة وسق، فقالت الذليلة: وهل كان هذا في حيّين قط دينهما واحد، ونسبهما واحد، وبلدهما واحد، دية بعضهم نصف دية بعض؟ إنا إنما أعطيناكم هذا ضيما منكم لنا، وفرقا منكم، فأما إذ قدم محمد فلا نعطيكم ذلك، فكادت الحرب تهيج بينهما، ثم ارتضوا على أن يجعلوا رسول اللَّه ﷺ بينهم، ثم ذكرت العزيزة، فقالت: واللَّه ما محمد بمعطيكم منهم ضعف ما يعطيهم منكم، ولقد
صدقوا، ما أعطونا هذا إلا ضيما منا، وقهرا لهم، فدُسُّوا إلى محمد من يخبر لكم رأيه: إن أعطاكم ما تريدون حكمتموه، وإن لم يعطكم حذرتم، فلم تحكموه، فدسوا إلى رسول اللَّه ﷺ ناسا من المنافقين ليخبروا لهم رأي رسول اللَّه ﷺ، فلما جاء رسول اللَّه ﷺ، أخبر اللَّه رسوله بأمرهم كله وما أرادوا، فأنزل اللَّه ﷿ ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا﴾ إلى قول: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ ثم قال فيهما: واللَّه نزلت، وإياهما عنى اللَّه ﷿.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما يوضح سبب نزول آيات من سورة المائدة، وهي قوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● الطائفتين من اليهود: هما فئتان من يهود المدينة، هما بنو النضير وبنو قريظة، وكانت إحداهما عزيزة والأخرى ذليلة.
● قهرت: غلبت وسيطرت.
● ارتضوا: رضوا واتفقوا.
● الوسق: مكيال يساوي ستين صاعاً، والصاع حوالي 2.5 كيلوغرام، فيكون الوسق حوالي 150 كيلوغراماً من التمر أو الشعير.
● ضيماً: ظلماً وإجحافاً.
● كادت الحرب تهيج: كادت الحرب تشتعل.
● دسوا: أرسوا خفية.
● المنافقين: الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر.

2. شرح الحديث:


يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الآيات نزلت في طائفتين من اليهود في المدينة، حيث كانت إحداهما قوية (العزيزة) والأخرى ضعيفة (الذليلة). في الجاهلية، فرضت القوية اتفاقاً ظالماً على الضعيفة بأن دية القتيل إذا قتلته القوية للضعيفة تكون خمسين وسقاً، أما إذا قتلت الضعيفة أحداً من القوية فالدية مائة وسق. واستمر هذا الظلم حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة.
عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم، ضعفت هيمنة القوية، فرفضت الضعيفة الاستمرار في هذا الاتفاق الظالم، وكادت الحرب تشتعل بينهما. اتفقوا على التحكيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن القوية شككت في عدله، وخشيت أن يحكم بالمساواة، فأرسلت منافقين لاستطلاع رأي النبي صلى الله عليه وسلم. علم الله تعالى بما في نفوسهم، فأنزل الآيات تحذيراً للرسول صلى الله عليه وسلم من حزنهم، وبياناً لحقيقة أمرهم، ثم ذكر الحكم العام: أن من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر وظالم وفاسق.

3. الدروس المستفادة منه:


● العدل أساس الحكم: الإسلام يدعو إلى العدل والمساواة، ويحرم الظلم والتمييز بين الناس.
● رفض التحكيم الجاهلي: يجب أن يكون التحكيم وفق شرع الله، لا وفق الأهواء والمصالح.
● خبث النفاق: المنافقون يظهرون غير ما يبطنون، ويحاولون التلاعب بالشرع لأغراضهم.
● عزة المؤمن بالله: المؤمن يعتز بدينه ويأبى الظلم، حتى لو كان ضعيفاً.
● عموم الآيات:رغم أن نزلت في特定 القصة، لكن حكمها عام لكل من يحكم بغير ما أنزل الله.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الآيات من سورة المائدة (الآيات 44، 45، 47)، وهي من أواخر ما نزل من القرآن.
- الحديث رواه الإمام أحمد وغيره، وهو صحيح.
- العلماء اختلفوا في حكم من حكم بغير ما أنزل الله: فمن ترك الحكم بالشرع استخفافاً أو اعتقاداً بأن غيره أفضل فهو كافر، ومن تركه لهوى أو ظلم مع اعترافه بأن الشرع حق فهو فاسق أو ظالم.
- القصة تظهر عدل النبي صلى الله عليه وسلم وحكمته، وأنه لا يخاف في الله لومة لائم.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يحكمون بما أنزل الله، ويبتعدون عن الظلم والفسق. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٥٧٦) مختصرا، وأحمد (٢٢١٢) واللفظ له، كلاهما من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن أبي الزناد فإنه مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث.
وما قاله ابن عباس قال به غير واحد من أهل العلم من الصحابة والتابعين منهم البراء بن عازب، وحذيفة بن اليمان، وأبو مجلز، وأبو رجاء العُطاردي، وعكرمة، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه، والحسن البصري، وغيرهم قالوا: «نزلت في أهل كتاب». وزاد الحسن البصري: «وهي علينا واجبة».
وروي عن ابن طاوس قال: «وليس كمن كفر باللَّه وملائكته وكتبه ورسله».
وقال عطاء: «هو كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق».
وعن ابن عباس أنه قال: «وليس بالكفر الذي يذهبون إليه».
رواه الحاكم (٢/ ٣١٣) بإسناده عن طاوس قال: قال ابن عباس: «إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن الملة، ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ كفر دون كفر. وقال: «صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 401 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون الفاسقون

  • 📜 حديث: من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون الفاسقون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون الفاسقون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون الفاسقون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون الفاسقون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب