حديث: النفس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاث

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٣٣) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٤)﴾

عن أبي قلابة أنه كان جالسا خلف عمر بن عبد العزيز، فذكروا ما ذكروا، فقالوا وقالوا: قد أقادت بها الخلفاء، فالتفت إلى أبي قلابة وهو خلف ظهره فقال ما تقول يا عبد اللَّه بن زيد أو قال ما تقول يا أبا قلابة؟ . قلت: ما علمت نفسا حلَّ قتلها في الإسلام إلا رجل زنى بعد إحصان أو قتل نفسا بغير نفس أو حارب اللَّه ورسوله ﷺ. فقال عنبسة: حدّثنا أنس بكذا وكذا. قلت: إياي حدّث أنس. قال: قدم قوم على النبي ﷺ. فكلموه فقالوا: قد استوخمنا هذه الأرض، فقال: «هذه نَعَم لنا تَخرُج، فاخرِجوا فيها، فاشربوا من ألبانها وأبوالها». فخرجوا فيها فشربوا من أبوالها وألبانها واستصحّوا، ومالوا على الراعي فقتلوه، واطردوا النعم، فما يستبطأ من هؤلاء؟ قتلوا النفس وحاربوا اللَّه ورسوله، وخوَّفوا رسول اللَّه ﷺ. فقال: سبحان اللَّه. فقلت: تتهمني؟ قال: حدّثنا بهذا أنس، قال: وقال: يا أهل كذا، إنكم لن تزالوا بخير ما أُبقِي هذا فيكم أو مثل هذا.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦١٠)، ومسلم في القسامة والمحاربين (١٦٧١: ١٢) كلاهما من طريق ابن عون قال: حدثني سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة، فذكره، واللفظ للبخاري.

عن أبي قلابة أنه كان جالسا خلف عمر بن عبد العزيز، فذكروا ما ذكروا، فقالوا وقالوا: قد أقادت بها الخلفاء، فالتفت إلى أبي قلابة وهو خلف ظهره فقال ما تقول يا عبد اللَّه بن زيد أو قال ما تقول يا أبا قلابة؟ . قلت: ما علمت نفسا حلَّ قتلها في الإسلام إلا رجل زنى بعد إحصان أو قتل نفسا بغير نفس أو حارب اللَّه ورسوله ﷺ. فقال عنبسة: حدّثنا أنس بكذا وكذا. قلت: إياي حدّث أنس. قال: قدم قوم على النبي ﷺ. فكلموه فقالوا: قد استوخمنا هذه الأرض، فقال: «هذه نَعَم لنا تَخرُج، فاخرِجوا فيها، فاشربوا من ألبانها وأبوالها». فخرجوا فيها فشربوا من أبوالها وألبانها واستصحّوا، ومالوا على الراعي فقتلوه، واطردوا النعم، فما يستبطأ من هؤلاء؟ قتلوا النفس وحاربوا اللَّه ورسوله، وخوَّفوا رسول اللَّه ﷺ. فقال: سبحان اللَّه. فقلت: تتهمني؟ قال: حدّثنا بهذا أنس، قال: وقال: يا أهل كذا، إنكم لن تزالوا بخير ما أُبقِي هذا فيكم أو مثل هذا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، مع بيان مفرداته ومعانيه والدروس المستفادة منه.

أولاً. شرح المفردات:


● أقادت بها الخلفاء: أي أخذت القصاص (القود) في مثل هذه الجرائم.
● بعد إحصان: أي بعد زواج وتحصُّن بالزواج الشرعي.
● حارب الله ورسوله: أي خرج على الجماعة وسعى في الأرض فساداً.
● استوخمنا هذه الأرض: وجدناها وبيلة غير موافقة لأجسادنا.
● استصحّوا: صحت أجسامهم وقويت.
● اطردوا النعم: ساقوها ونهبوها.
● ما يستبطأ من هؤلاء؟: أي لا يستغرب تأخير عقوبتهم، فهم مستحقون للعقاب.

ثانياً. شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة وقوعها في عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، حيث كان الصحابي أبو قلابة جالساً خلفه، ودار نقاش حول جرائم تستوجب القصاص، فسأل عمر أبا قلابة عن رأيه، فأجاب بأن النفوس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاثة فقط:
1. الزاني المحصن (المتزوج).
2. القاتل عمداً بغير حق.
3. المحارب لله ورسوله (أي الخارج على الجماعة والساعي في الأرض فساداً).
ثم تدخل عنبسة (الراوي) بحكاية قصة حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قدم قوم على النبي يشكون مرضهم بسبب جو المدينة، فأمرهم النبي أن يخرجوا مع إبل الصدقة (النعم) ليشربوا من ألبانها وأبوالها (وهذا خاص بهذه الإبل وبظرف طبي معين، وليس عاماً)، فلما شربوا منها قويت أجسامهم، لكنهم instead of شكر النعمة، ارتكبوا ثلاثة جرائم كبرى:
- قتلوا الراعي.
- سرقوا الإبل.
- خوّفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم (بفعلهم الإجرامي).
فبين النبي صلى الله عليه وسلم أنهم جمعوا بين قتل النفس ومحاربة الله ورسوله، مما يجعلهم مستحقين لأشد العقاب.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- تقدير النعمة وعدم الجحود: فالقوم شربوا من أبوال الإبل وألبانها بناء على إذن النبي صلى الله عليه وسلم للتداوي، فقووا، لكنهم قابلوا النعمة بالجريمة.
2- عظم جريمة قتل النفس بغير حق: وهي من الكبائر التي توعد الله عليها بعذاب شديد.
3- حرمة المحاربة والخروج على الجماعة: وأن ذلك من أعظم الذنوب بعد الشرك.
4- حكمة عمر بن عبد العزيز: في استشارة العلماء والاستنباط من النصوص.
5- خصوصية أبوال الإبل للتداوي: في ذلك الزمن وبإذن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس ذلك عاماً في كل زمان ولا لكل أحد.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- قصة شرب أبوال الإبل كانت للتداوي في ظرف خاص، ولا يجوز تعميمها دون دليل.
- يستفاد من الحديث أن الجرائم الكبرى توجب أشد العقوبات، وأن الإسلام يحفظ الدماء ويحرّم الاعتداء.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى دينه رداً جميلاً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٦١٠)، ومسلم في القسامة والمحاربين (١٦٧١: ١٢) كلاهما من طريق ابن عون قال: حدثني سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة، فذكره، واللفظ للبخاري. ولم يسق مسلم لفظه كاملا فذكر بعضه وأحال بعضه على إسناد قبله.
وقوله: ﴿وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا﴾ الأرض شاملة للأمصار والطرقات. وبه قال جمهور أهل العلم غير أبي حنيفة، حتى قال مالك في الذي يغتال الرجل، فيخدعه حتى يُدخله بيتا فيقتله، ويأخذ متاعه، إنها محاربة، ودمه إلى السلطان، لا إلى ولي المقتول.
وقال أبو حنيفة وأصحابه: لا تكون المحاربة إلّا في الطرقات، فأما في الأمصار فلا؛ لأنه يلحقه الغوث إذا استغاث، بخلاف الطريق؛ لبعده عمن يغيثه ويعينه.
وقوله: ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٤) ظاهر الآية يقتضي سقوط جميع العقاب من القتل والصلب وقطع الأيدي والأرجل من خلاف، أو النفي من الأرض. وهذا الذي فهمه بعض الصحابة مثل علي بن أبي طالب وأبي هريرة، وقال غيرهم: العفو عما كان متعلقا بحق اللَّه، وأما حقوق الآدميين فلا تسقط.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 399 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النفس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاث

  • 📜 حديث: النفس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاث

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النفس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاث

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النفس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاث

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النفس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاث

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب