حديث: النفس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاث
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٣٣) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٤)﴾
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦١٠)، ومسلم في القسامة والمحاربين (١٦٧١: ١٢) كلاهما من طريق ابن عون قال: حدثني سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة، فذكره، واللفظ للبخاري.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، مع بيان مفرداته ومعانيه والدروس المستفادة منه.
أولاً. شرح المفردات:
● أقادت بها الخلفاء: أي أخذت القصاص (القود) في مثل هذه الجرائم.
● بعد إحصان: أي بعد زواج وتحصُّن بالزواج الشرعي.
● حارب الله ورسوله: أي خرج على الجماعة وسعى في الأرض فساداً.
● استوخمنا هذه الأرض: وجدناها وبيلة غير موافقة لأجسادنا.
● استصحّوا: صحت أجسامهم وقويت.
● اطردوا النعم: ساقوها ونهبوها.
● ما يستبطأ من هؤلاء؟: أي لا يستغرب تأخير عقوبتهم، فهم مستحقون للعقاب.
ثانياً. شرح الحديث:
يحكي هذا الحديث قصة وقوعها في عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، حيث كان الصحابي أبو قلابة جالساً خلفه، ودار نقاش حول جرائم تستوجب القصاص، فسأل عمر أبا قلابة عن رأيه، فأجاب بأن النفوس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاثة فقط:
1. الزاني المحصن (المتزوج).
2. القاتل عمداً بغير حق.
3. المحارب لله ورسوله (أي الخارج على الجماعة والساعي في الأرض فساداً).
ثم تدخل عنبسة (الراوي) بحكاية قصة حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قدم قوم على النبي يشكون مرضهم بسبب جو المدينة، فأمرهم النبي أن يخرجوا مع إبل الصدقة (النعم) ليشربوا من ألبانها وأبوالها (وهذا خاص بهذه الإبل وبظرف طبي معين، وليس عاماً)، فلما شربوا منها قويت أجسامهم، لكنهم instead of شكر النعمة، ارتكبوا ثلاثة جرائم كبرى:
- قتلوا الراعي.
- سرقوا الإبل.
- خوّفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم (بفعلهم الإجرامي).
فبين النبي صلى الله عليه وسلم أنهم جمعوا بين قتل النفس ومحاربة الله ورسوله، مما يجعلهم مستحقين لأشد العقاب.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- تقدير النعمة وعدم الجحود: فالقوم شربوا من أبوال الإبل وألبانها بناء على إذن النبي صلى الله عليه وسلم للتداوي، فقووا، لكنهم قابلوا النعمة بالجريمة.
2- عظم جريمة قتل النفس بغير حق: وهي من الكبائر التي توعد الله عليها بعذاب شديد.
3- حرمة المحاربة والخروج على الجماعة: وأن ذلك من أعظم الذنوب بعد الشرك.
4- حكمة عمر بن عبد العزيز: في استشارة العلماء والاستنباط من النصوص.
5- خصوصية أبوال الإبل للتداوي: في ذلك الزمن وبإذن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس ذلك عاماً في كل زمان ولا لكل أحد.
رابعاً. معلومات إضافية:
- الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- قصة شرب أبوال الإبل كانت للتداوي في ظرف خاص، ولا يجوز تعميمها دون دليل.
- يستفاد من الحديث أن الجرائم الكبرى توجب أشد العقوبات، وأن الإسلام يحفظ الدماء ويحرّم الاعتداء.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى دينه رداً جميلاً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وقوله: ﴿وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا﴾ الأرض شاملة للأمصار والطرقات. وبه قال جمهور أهل العلم غير أبي حنيفة، حتى قال مالك في الذي يغتال الرجل، فيخدعه حتى يُدخله بيتا فيقتله، ويأخذ متاعه، إنها محاربة، ودمه إلى السلطان، لا إلى ولي المقتول.
وقال أبو حنيفة وأصحابه: لا تكون المحاربة إلّا في الطرقات، فأما في الأمصار فلا؛ لأنه يلحقه الغوث إذا استغاث، بخلاف الطريق؛ لبعده عمن يغيثه ويعينه.
وقوله: ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٤)﴾ ظاهر الآية يقتضي سقوط جميع العقاب من القتل والصلب وقطع الأيدي والأرجل من خلاف، أو النفي من الأرض. وهذا الذي فهمه بعض الصحابة مثل علي بن أبي طالب وأبي هريرة، وقال غيرهم: العفو عما كان متعلقا بحق اللَّه، وأما حقوق الآدميين فلا تسقط.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 399 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 374 أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر
- 375 صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني...
- 376 مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين
- 377 كل سلطان في القرآن حجة
- 378 أنزل النفاق على قوم خير منكم ثم تابوا
- 379 عنوان الحديث: "لا تُسبِّخي عنه" أي لا تُخففي عنه
- 380 ابن مريم ينزل حكمًا مقسطًا ويكسر الصليب ويقتل الخنزير
- 381 نهى النبي عن الغلو في مدحه كما فعلت النصارى
- 382 جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا خير البرية
- 383 يا أيها الناس عليكم بتقواكم لا يستهوينكم الشيطان
- 384 آخر آية نزلت من القرآن الكريم في الكلالة
- 385 مريض لا أعقل فصبوا علي من وضوئه فعقلت
- 386 النصف للابنة والنصف للأخت
- 387 قسمة الميراث بين البنت وابنة الابن والاخت
- 388 لا تحلوا شعائر الله
- 389 ما أصاب بحدّه فكل وما أصاب بعرضه فهو وقيذ
- 390 محرَّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير
- 391 أخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام
- 392 إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه
- 393 أنزلت فيه، يوم جمعة ويوم عرفة. وكلاهما بحمد الله لنا...
- 394 قرأ ابن عباس: اليوم أكملت لكم دينكم وعنده يهودي
- 395 المقداد يقول لرسول الله: امض ونحن معك يوم بدر
- 396 أوجب هذا
- 397 كن كابن آدم
- 398 فضل مساعدة المسلم لأخيه
- 399 النفس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاث
- 400 كنا إذا أخذنا الشريف، تركناه. وإذا أخذنا الضعيف، أقمنا عليه...
- 401 من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون...
- 402 إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره
- 403 سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ
- 404 هم قوم هذا يعني أبا موسى الأشعري
- 405 أمرني خليلي ﷺ بحب المساكين والدنو منهم
- 406 من لم ينكر المنكر وثق بالله وخاف الناس
- 407 أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت ولا أراها...
- 408 الْفَأْرَةُ مَسْخٌ وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهَا تَشْرَبُ لَبَنَ الْغَنَمِ وَلَا تَذُوق
- 409 من حدثك أن محمدا كتم شيئا مما أنزل الله عليه...
- 410 لا يقتل المسلم بالكافر
- 411 ما ورثنا رسول الله سوداء في بيضاء
- 412 تركت فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله
- 413 ليت رجلا من أصحابي صالحا يحرسني الليلة
- 414 من يمنعك مني فقلت الله
- 415 من يمنعك مني الليلة فقال النبي الله
- 416 لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى تَأْطُرُوهُمْ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا
- 417 لو تابعني عشرة من اليهود لم يبق يهودي إلا أسلم
- 418 لَا خَيْرَ فِي النَّصَارَى وَلَا فِيمَنْ أَحَبَّهُمْ
- 419 عيونهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق
- 420 النهي عن الاستخصاء
- 421 لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم
- 422 لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم
- 423 أبو بكر لا يحنث في يمين حتى أنزل الله كفارة...
معلومات عن حديث: النفس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاث
📜 حديث: النفس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاث
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: النفس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاث
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: النفس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاث
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: النفس التي يحل قتلها في الإسلام ثلاث
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








