حديث: يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (١٢٧)﴾

عن عائشة: ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾ قالت عائشة: «هو الرجل تكون عنده اليتيمة، هو وليها ووارثها، فأشركته في ماله حتى في العذق، فيرغب أن ينكحها ويكره أن يزوّجها رجلا فيشركه في ماله بما شركته فيعضلها، فنزلت هذه الآية».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٠٠)، ومسلم في التفسير (٣٠١٨: ٧) كلاهما من طريق أبي أسامة، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة: ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾ قالت عائشة: «هو الرجل تكون عنده اليتيمة، هو وليها ووارثها، فأشركته في ماله حتى في العذق، فيرغب أن ينكحها ويكره أن يزوّجها رجلا فيشركه في ماله بما شركته فيعضلها، فنزلت هذه الآية».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: رواه البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في تفسير قوله تعالى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} [النساء: 127].


1. شرح المفردات:


● يستفتونك: يطلبون منك الفتوى والحكم.
● اليتيمة: التي مات أبوها وهي صغيرة لم تبلغ.
● العَذق: (بفتح العين والذال) - النخلة بكاملها بما فيها من ثمر، أو العذق هو الكباسة من النخل، والمقصود المال والثروة.
● يشركته في ماله: جعلها شريكة له في ماله، لأن مالها مختلط بماله.
● يرغب أن ينكحها: يريد أن يتزوجها هو.
● يعضلها: يمنعها من الزواج من غيره.


2. شرح الحديث:


تشرح لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها السبب المباشر لنزول هذه الآية الكريمة، فتبين لنا صورة من صور الجور والظلم الذي كان يمارسه بعض الأولياء في الجاهلية وصدر الإسلام.
كانت القصة كالتالي:
- كان الرجل يكون له ولاية على يتيمة (قريبة له مثل ابنة أخيه أو نحو ذلك) وهي في حجره.
- تكون هذه اليتيمة وارثة له، فإذا مات تكون له جزء من ميراثها.
- يكون مالها مختلطًا بماله، فيستفيد من مالها وينتفع به، حتى في أصغر الأشياء كالثمر على النخلة (العذق).
- ثم إذا كبرت هذه اليتيمة وأصبحت بالغة، يراها الرجل فيعجب بها ويرغب في الزواج منها ليبقى مالها معه.
- في نفس الوقت، يكره أن يزوجها لغيره من الرجال، لأنه إذا تزوجت رجلاً آخر، سيطالب بحقها في المال الذي استولى عليه وليها، فيفصله عن ماله وينقله إلى زوجها.
- لذلك كان يمنعها عن الزواج (يُعْضِلُهَا) ويحرمها حقها في الزواج من كفء لها إلا هو، ظلمًا وطمعًا في البقاء على الانتفاع بمالها.
فنزلت هذه الآية: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ...} توبخ هؤلاء الظالمين، وتأمر بإعطاء اليتيمات حقوقهن كاملة، وتحرم عضلهن ومنعهن من الزواج طمعًا في أموالهن.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم الظلم والطمع في أموال اليتامى: فالآية والحديث ينددان بأشد الاستنكار بمن يستغل ولايته على الضعفاء (كاليتمى والنساء) ليطمع في أموالهم ويحرمهم حقوقهم.
2- الحث على إكرام اليتيم والإحسان إليه: لا سيما اليتيمة، فالواجب حمايتها ورعايتها وتزويجها من الكفء، لا استغلالها والطمع في مالها.
3- ذم الشح والبخل: فطمع الرجل في العذق (وهو جزء بسيط من المال) يدل على شح شديد جعله يقدم على منع امرأة من حقها الشرعي في الزواج.
4- بيان أن الإسلام جاء لمحاربة العادات الجاهلية الظالمة التي تهضم حقوق الضعفاء وتذلهم.
5- وجوب النصح لله ولعباده في الولاية: فالولي مؤتمن على من تحت ولايته، عليه أن يبحث عن مصلحتهم لا عن مصلحته هو.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أحاديث أسباب النزول، وهي مهمة جدًا لفهم السياق والمقصد من الآية.
- العضل (منع المرأة من الزواج) من الكبائر، سواء كان لطمع في مال أو لغير ذلك، إذا كان الزوج كفؤًا.
- الآية التي شرحتْها عائشة هي مقدمة لأحكام مفصلة في سورة النساء تتعلق بحقوق اليتامى والنساء، مما يدل على عناية الإسلام بهذه الشريحة وحماية حقوقها.
- القصة توضح حكمة التشريع الإسلامي، حيث جاء ليبني مجتمعًا قائمًا على العدل والرحمة، وينقض عادات الجاهلية القائمة على الظلم والأنانية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٠٠)، ومسلم في التفسير (٣٠١٨: ٧) كلاهما من طريق أبي أسامة، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته. واللفظ للبخاري ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 365 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ

  • 📜 حديث: يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب