حديث: أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت ولا أراها إلا الفأر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (٦٠)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «فُقدتْ أمةٌ من بني إسرائيل، لا يدرى ما فعلت، ولا أراها إلا الفأر، ألا ترونها إذا وُضِع لها ألبان الإبل لم تشربه وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته؟» قال أبو هريرة: فحدّثت هدا الحديث كعبا. فقال: آنت سمعته من رسول اللَّه ﷺ؟ قلت: نعم. قال ذلك مرارا. قلت: أأقرأ التوراة؟

صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٩٧: ٦١) من طرق عن خالد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «فُقدتْ أمةٌ من بني إسرائيل، لا يدرى ما فعلت، ولا أراها إلا الفأر، ألا ترونها إذا وُضِع لها ألبان الإبل لم تشربه وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته؟» قال أبو هريرة: فحدّثت هدا الحديث كعبا. فقال: آنت سمعته من رسول اللَّه ﷺ؟ قلت: نعم. قال ذلك مرارا. قلت: أأقرأ التوراة؟

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وله دلالات وعبر مهمة. وإليك الشرح المفصل له:
### أولاً. نص الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «فُقدتْ أمةٌ من بني إسرائيل، لا يدرى ما فعلت، ولا أراها إلا الفأر، ألا ترونها إذا وُضِع لها ألبان الإبل لم تشربه وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته؟» قال أبو هريرة: فحدّثت هذا الحديث كعبًا. فقال: آنت سمعته من رسول اللَّه ﷺ؟ قلت: نعم. قال ذلك مرارًا. قلت: أأقرأ التوراة؟

ثانيًا. شرح المفردات:


● فُقدتْ: أي اختفت وضاعت ولم يُعرف أين ذهبت.
● أمةٌ: هنا بمعنى جماعة أو طائفة من الناس.
● بني إسرائيل: هم قوم نبي الله موسى عليه السلام.
● لا يدرى ما فعلت: لا يعلم أحد ما حدث لها أو كيف هلكت.
● الفأر: الحيوان المعروف.
● ألبان الإبل: حليب الإبل.
● ألبان الشاء: حليب الغنم والماعز.

ثالثًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن قصة عجيبة لطائفة من بني إسرائيل عصت الله تعالى، فمسخهم الله تعالى، وحولهم إلى فئران. ولم يعلم أحد كيف هلكوا أو أين ذهبوا، لكن النبي صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى أن هذه الفئران التي نراها هي من بقايا تلك الأمة المسخوة.
ثم يبين لنا صلى الله عليه وسلم علامة تدل على ذلك، وهي أن الفأر إذا وضع له حليب الإبل لا يشربه، وإذا وضع له حليب الغنم والماعز شربه. وهذا لأن الإبل كانت تُعبد من دون الله من قبل بعض الأمم المشركة، فجعل الله في طبيعة هذه الفئران (التي هي مسخ من بني إسرائيل) نفورًا من حليب الإبل، لأنه منسوب إلى معبودٍ ложي، فكأنها لا تزال تحمل في فطرتها شيئًا من التوحيد الذي كان يجب أن يكونوا عليه، فتنفر مما يتعلق بالشرك.
أما قصة أبي هريرة مع كعب الأحبار (وهو من علماء اليهود الذين أسلموا)، فتبين لنا حرص الصحابة على التثبت في نقل الحديث، وتأكيد كعب على سماع أبي هريرة مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم، ليعلم أن هذا من الوحي وليس من القصص الإسرائيلية.

رابعًا. الدروس المستفادة:


1- عاقبة العصيان: أن عصيان الله تعالى قد يؤدي إلى الهلاك والمسخ، كما حدث لهذه الأمة.
2- إعجاز النبي صلى الله عليه وسلم: حيث أخبر عن أمر غيبي لا يعلمه إلا الله، ثم تحققت علامته في الفئران.
3- الحكمة الإلهية: أن الله تعالى يضع في المخلوقات غرائز وعادات تدل على حكمته وعظمته.
4- التثبت في النقل: كما فعل كعب الأحبار عندما استفصل من أبي هريرة عن مصدر الحديث.
5- تنفير الله للقلوب من الشرك: حتى الفئران المسخّة نَفَرت من حليب الإبل لأنه كان معبودًا لبعض الأمم.

خامسًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم التي أخبر بها عن الغيب.
- المسخ قد يكون حقيقيًا كما في هذه القصة، وقد يكون معنويًا كما فيمن تغيرت فطرتهم وانحرفوا.
- ينبغي للمسلم أن يتعظ بهذه القصص، ويحذر من معصية الله تعالى.
أسأل الله أن يجعلنا من المتعظين بآياته، المهتدين بهديه، المستمسكين بسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٩٧: ٦١) من طرق عن خالد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة فذكره.
قال النووي: «ألا ترونها إذا وضعت لها ألبان الإبل» معنى هذا أن لحوم الإبل وألبانها حرمت على بني إسرائيل دون لحوم الغنم وألبانها فدل امتناع الفأرة من لبن الإبل دون الغنم على أنها مسخ من بني إسرائيل.
وقوله: «أأقرأ التوراة؟» بهمزة الاستفهام وهو استفهام إنكار. ومعناه ما أعلم ولا عندي شيء إلا عن النبي ﷺ. ولا أنقل عن التوراة ولا غيرها من كتب الأوائل شيئًا بخلاف كعب الأحبار وغيره ممن له علم بعلم أهل الكتاب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 407 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت ولا أراها إلا الفأر

  • 📜 حديث: أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت ولا أراها إلا الفأر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت ولا أراها إلا الفأر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت ولا أراها إلا الفأر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت ولا أراها إلا الفأر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب