حديث: أخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣)﴾

عن ابن عباس أن رسول اللَّه ﷺ لما قدم مكة، أبى أن يدخل البيت، وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجتْ، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام. فقال النبي ﷺ: «قاتلهم اللَّه لقد علموا ما استقسما بها قط».

صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٨٨)، عن إسحاق، حدّثنا عبد الصمد قال: حدثني أبي، حدثني أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس أن رسول اللَّه ﷺ لما قدم مكة، أبى أن يدخل البيت، وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجتْ، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام. فقال النبي ﷺ: «قاتلهم اللَّه لقد علموا ما استقسما بها قط».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النموذجي الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما، مع بيان مفرداته ومعانيه والدروس المستفادة منه:

نص الحديث:


عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ لما قدم مكة، أبى أن يدخل البيت، وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجتْ، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام. فقال النبي ﷺ: «قاتلهم اللَّه لقد علموا ما استقسما بها قط».


1. شرح المفردات:


● أبى أن يدخل البيت: أي امتنع رسول الله ﷺ عن دخول الكعبة.
● الآلهة: تماثيل الأصنام التي وضعها المشركون حول الكعبة.
● الأزلام: جمع زَلَم، وهي سهام كان المشركون يستقسمون بها في الجاهلية ليعرفوا الحظ والمستقبل، وهي نوع من القمار والكهانة.
● استقسما بها: أي استخدما هذه الأزلام للاستقسام (طلب القسمة والحكم).


2. شرح الحديث:


لما فتح النبي ﷺ مكة في السنة الثامنة للهجرة، ودخل المسجد الحرام، وجد الكعبة مليئة بالتماثيل والأصنام التي عبدها المشركون من دون الله. فامتنع ﷺ عن دخول الكعبة حتى تُنظف من هذه الأصنام، فأمر بإخراجها جميعًا.
ومن بين ما أُخرج من الكعبة صورةٌ لإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وكانا مرسومين وهما يحملان في أيديهما الأزلام (السهام التي يستقسم بها المشركون). فأنكر النبي ﷺ هذا الفعل بشدة، ودعا على المشركين بقوله: «قاتلهم الله»، ثم بيّن كذبهم وتحريفهم للدين، حيث زعموا أن إبراهيم وإسماعيل كانا يستخدمان الأزلام، مع أن النبي ﷺ أكد أن هذا لم يحدث قط، وأنهما بريئان من هذا العمل الشركي.


3. الدروس المستفادة:


1- تنزيه بيوت الله عن الشرك والبدع: يجب أن تكون بيوت الله خالصة للتوحيد، خالية من أي مظاهر شركية أو مبتدعة.
2- البراءة من المشركين وأفعالهم: بيان كذب المشركين وتحريفهم لحقائق الدين، وتبرئة الأنبياء من هذه الأفعال.
3- الأمر بإزالة المنكرات: يجب على المسلم أن يزيل المنكر إذا قدر عليه، كما أمر النبي ﷺ بإخراج الأصنام من الكعبة.
4- التأكيد على عصمة الأنبياء: الأنبياء معصومون من الشرك والكفر، وهم أبعد الناس عن هذه الأفعال.
5- الحفاظ على قدسية الكعبة: الكعبة هي قبلة المسلمين، ويجب أن تُحفظ من أي دنس أو انحراف.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وابن ماجه، وصححه الألباني.
- كان عدد الأصنام حول الكعبة 360 صنمًا، وقد حطمها النبي ﷺ وأمر بإخراجها.
- استقسم المشركون بالأزلام ليعرفوا الحظ والقدر، وهو عمل محرم في الإسلام، وقد جاء النهي عنه في القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} [المائدة: 90].

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في الدين، والثبات على التوحيد، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٨٨)، عن إسحاق، حدّثنا عبد الصمد قال: حدثني أبي، حدثني أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وأما ما جاء في صحيح البخاري (٣٩٠٥) أنّ سراقة بن مالك بن جعشم لما خرج في طلب النبي ﷺ وأبي بكر وهما ذاهبان إلى المدينة مهاجرين. قال: «فاستقسمت بالأزلام، هل أضرهم أم لا؟ فخرج الذي أكره (لا تضرهم). قال: فعصيت الأزلام واتبعتهم، ثم إنّه استقسم بها ثانية
وثالثة، كل ذلك يخرج الذي يكره: (لا يضرهم). فكان ذلك بقدر اللَّه لا بعمل الأزلام؛ فإنّ الاستقسام بالأزلام لا يضر ولا ينفع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 391 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام

  • 📜 حديث: أخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب