حديث: كل سلطان في القرآن حجة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (١٤٤)﴾

قال ابن عباس: «كل سلطان في القرآن حجة».

صحيح: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٤/ ١٠٩٧) عن أبيه، ثنا مالك بن إسماعيل، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

قال ابن عباس: «كل سلطان في القرآن حجة».

شرح الحديث:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فالحديث الذي ذكر: «كُلُّ سُلْطَانٍ فِي الْقُرْآنِ حُجَّةٌ» هو من كلام التابعين، وهو قول لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حبر الأمة وترجمان القرآن، وليس بحديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

1. شرح المفردات:


● سُلْطَانٍ: السلطان هنا لا يُقصد به الحاكم أو الملك، بل يُقصد به الدليل القاطع، والبرهان الواضح، والحجة البينة التي تسكت الخصم وتبين الحق. وهو ما يكون في القرآن من آيات بينات، وأوامر ونواهٍ، وأخبار صادقة.
● حُجَّةٌ: أي دليلٌ يجب العمل به، ويُلزم من بلغه القبولَ والانقياد، ولا يجوز رده أو التهاون فيه.

2. شرح المعنى الإجمالي:


معنى هذا القول: أن كل دليل قاطع، وبرهان واضح، وحجة بينة موجودة في القرآن الكريم، هي حجة الله على خلقه. فما أمر به القرآن فهو واجب الاتباع، وما نهى عنه فهو واجب الاجتناب، وما أخبر به فهو حقٌ لا مرية فيه. فالقرآن كله حجة لله تعالى على عباده، يجب الإيمان به، وتصديقه، والعمل بمحكمه، والتسليم لمتشابهه.
وهذا القول يؤكد على حجية القرآن الكريم المطلقة، وأنه المصدر الأول للتشريع، وأن نصوصه قطعية الثبوت والدلالة في أصول الدين وقواعده الكلية. فما ثبت أنه من القرآن، فهو حجة ملزمة للأمة جميعًا، لا يسع أحدًا مخالفته.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● عظمة القرآن وحجيته: القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، وهو الحجة البالغة على الناس إلى يوم القيامة. فهو دستور الحياة، وله السيادة والسلطان على كل قول ورأي.
● وجوب الانقياد للقرآن: يجب على المسلم أن يجعل القرآن هو الحَكَم في جميع شؤون حياته، فيعبد الله بما شرع، ويحكم بما أنزل، ويأخذ الأخلاق والأحكام منه.
● الرد على من يحتج بغير القرآن: هذا القول يرد على كل من أراد أن يقدم قولًا أو عرفًا أو مذهبًا على النص القرآني الواضح. فليس لأحد أن يعارض نصًّا قرآنيًّا بحال من الأحوال.
● بيان مكانة ابن عباس العلمية: هذا القول يدل على فقه ابن عباس رضي الله عنهما وعمق فهمه للقرآن، حيث أدرك أن كل ما فيه هو حجة ملزمة.

4. معلومات إضافية:


- هذا القول يُستشهد به العلماء عند الكلام على حجية القرآن ووجوب الأخذ به.
- وهو متفق مع قوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]. وقوله: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [المائدة: 49].
- ليس في القول ما يدل على إهمال السنة النبوية، بل السنة هي البيان العملي للقرآن، وهي حجة مثلها مثل القرآن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ».
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٤/ ١٠٩٧) عن أبيه، ثنا مالك بن إسماعيل، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 377 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كل سلطان في القرآن حجة

  • 📜 حديث: كل سلطان في القرآن حجة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كل سلطان في القرآن حجة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كل سلطان في القرآن حجة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كل سلطان في القرآن حجة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب