قسمة الميراث بين البنت وابنة الابن والاخت

حديث: قسمة الميراث بين البنت وابنة الابن والاخت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٧٦)﴾

عن هزيل بن شرحبيل قال: سئل أبو موسى عن ابنة وابنة ابن، وأخت. فقال: للابنة النصف وللأخت النصف. وائت ابن مسعود فسيتابعني». فسئل ابن مسعود، وأخبر بقول أبي موسى. فقال: لقد ضللت إذًا، وما أنا من المهتدين. أقضي فيها بما قضى النبي ﷺ: «للابنة النصف، ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت». فأتينا أبا موسى، فأخبرناه بقول ابن مسعود، فقال: لا تسألوني ما دام الحَبر فيكم.

صحيح: رواه البخاريّ في الفرائض (٦٧٣٦)، عن آدم، حدّثنا شعبة، حدّثنا أبو قيس، سمعت هزيل بن شرحبيل يقول: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

الحديث:

عن هزيل بن شرحبيل قال: سُئل أبو موسى عن ابنة وابنة ابن، وأخت. فقال: للابنة النصف وللأخت النصف. وائت ابن مسعود فسيتابعني». فسُئل ابن مسعود، وأخبر بقول أبي موسى. فقال: لقد ضللت إذًا، وما أنا من المهتدين. أقضي فيها بما قضى النبي ﷺ: «للابنة النصف، ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت». فأتينا أبا موسى، فأخبرناه بقول ابن مسعود، فقال: لا تسألوني ما دام الحَبر فيكم.

1. شرح المفردات:

● ابنة وابنة ابن وأخت: أي في مسألة توريث تتضمن وجود ابنة المتوفى، وابنة ابنه (حفيدته)، وأخته.
● ضللت: أي أخطأت في الحكم.
● المهتدين: المصيبين في الاجتهاد والعمل.
● الحَبر: العالم الفقيه المتبحر في العلم، والمقصود هنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يتعلق بمسألة من مسائل الميراث، وهي ما يُعرف بـ "المسألة المشتركة" أو "المسألة الحجرية"، حيث اختلف فيها رأي الصحابيين الجليلين أبي موسى الأشعري وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما.
● رأي أبي موسى الأشعري رضي الله عنه:
رأى أن للابنة النصف، وللأخت النصف، ولم يذكر ابنة الابن، لأنها ليست من العصبة في هذه الحالة عنده، أو لأنه رأى أن الأخت تستحق الباقي بعد فرض الابنة.
● رأي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
خالفه ابن مسعود، واستدل بقضاء النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال:
- للابنة النصف (فرضًا).
- لابنة الابن السدس تكملة للثلثين (لأن الثلثين حظ البنات أو بنات الابن عند عدم وجود البنات الصلبيات أو وجود ما يكمل بهن الثلثين).
- والباقي بعد ذلك للأخت (فإن بقي شيء فهو لها).
وهذا القول هو الصحيح الموافق لقول النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما عليه جمهور العلماء.

3. الدروس المستفادة:

1- وجوب الرجوع إلى السنة النبوية: حيث إن ابن مسعود رضي الله عنه ردّ قول أبي موسى بقوله: "أقضي فيها بما قضى النبي صلى الله عليه وسلم"، مما يدل على أن السنة هي الحَكَم عند الاختلاف.
2- التواضع العلمي والرجوع إلى الحق: فقد تراجع أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن رأيه عندما علم بقول ابن مسعود، وقال: "لا تسألوني ما دام الحَبر فيكم"، وهذا من أدب العلماء والرجوع إلى الصواب.
3- احترام اجتهادات العلماء مع بيان الصواب: لم يقدح ابن مسعود في أبي موسى، بل بين الصواب بأدب، وأبو موسى قبل ذلك بتواضع.
4- تفاضل العلماء في الفهم والاجتهاد: فقد كان ابن مسعود رضي الله عنه من أعمق الصحابة فقهًا، خاصة في الفرائض، وقد أشاد به أبو موسى بقوله "الحَبر".
5- أهمية التفقه في علم المواريث: لأنه من العلوم الدقيقة التي تحتاج إلى ضبط وفهم عميق للسنة.

4. معلومات إضافية:

- هذه المسألة تسمى في علم الفرائض "المسألة الحجرية" نسبة إلى أمَةَ بنت خالد بن الربيع التي وقعت فيها هذه القضية.
- القول الصحيح في توزيع التركة في هذه المسألة (ابنة + ابنة ابن + أخت):
- الابنة: النصف (3/6).
- ابنة الابن: السدس (1/6) تكملة للثلثين.
- الأخت: الباقي (2/6) وهو الثلث.
- هذا الحديث من الأدلة على أن بنات الابن يأخذن ما يكمّل الثلثين عند عدم وجود البنات الصلبيات أو وجود ما يكمل بهن.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويعلّمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من أهل السنة والجماعة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الفرائض (٦٧٣٦)، عن آدم، حدّثنا شعبة، حدّثنا أبو قيس، سمعت هزيل بن شرحبيل يقول: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 387 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قسمة الميراث بين البنت وابنة الابن والاخت

📜 حديث: قسمة الميراث بين البنت وابنة الابن والاخت

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قسمة الميراث بين البنت وابنة الابن والاخت

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قسمة الميراث بين البنت وابنة الابن والاخت

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قسمة الميراث بين البنت وابنة الابن والاخت

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية