حديث: أنزل النفاق على قوم خير منكم ثم تابوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (١٤٥) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (١٤٦)﴾

عن الأسود قال: كنا في حلقة عبد اللَّه، فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلّم، ثم قال: لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم». قال الأسود: «سبحان اللَّه! إنّ اللَّه يقول: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾، فتبسم عبد اللَّه، وجلس حذيفة في ناحية المسجد، فقام عبد اللَّه فتفرق أصحابه، فرماني بالحصا، فأتيته، فقال حذيفة: «عجبت مِن ضحكه، وقد عرف ما قلتُ، لقد أنزل النفاق على قوم كانوا خيرا منكم، ثم تابوا فتاب اللَّه عليهم.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٠٢)، عن عمر بن حفص، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش قال: حدثني إبراهيم، عن الأسود قال: فذكره.

عن الأسود قال: كنا في حلقة عبد اللَّه، فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلّم، ثم قال: لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم». قال الأسود: «سبحان اللَّه! إنّ اللَّه يقول: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾، فتبسم عبد اللَّه، وجلس حذيفة في ناحية المسجد، فقام عبد اللَّه فتفرق أصحابه، فرماني بالحصا، فأتيته، فقال حذيفة: «عجبت مِن ضحكه، وقد عرف ما قلتُ، لقد أنزل النفاق على قوم كانوا خيرا منكم، ثم تابوا فتاب اللَّه عليهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النافع، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين:
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني.

ثانيًا. شرح المفردات:


● حلقة عبد الله: المجلس العلمي الذي يعقده الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لتعليم القرآن والسنة.
● حذيفة: هو حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين.
● أنزل النفاق: أي وصف النفاق وحكمه.
● الدرك الأسفل: أعمق مكان في النار وأشدها عذابًا.

ثالثًا. شرح الحديث:


يحدثنا الأسود بن يزيد (وهو من كبار التابعين) عن موقف حصل في مجلس العلم لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث جاءهم حذيفة بن اليمان فسلم عليهم ثم قال عبارة استغربها الحاضرون: "لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم".
فاستنكر الأسود هذا الكلام مستدلاً بقوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: 145]، فكيف يكون هؤلاء المنافقون خيرًا من الصحابة؟!
وهنا تبسم عبد الله بن مسعود لأنه فهم مراد حذيفة، بينما جلس حذيفة في جانب المسجد منتظرًا أن يفهم الحاضرون مغزى كلامه.
لما انفض المجلس، دعا عبد الله بن مسعود الأسود وأخبره أن حذيفة يعجب من استغرابه، لأنه يقصد أن النفاق نزل في وصف قوم كانوا خيرًا من الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوبوا، ثم تابوا فتاب الله عليهم فنجوا من النفاق وعذابه.

رابعًا. الدروس المستفادة:


1- دقة فهم الصحابة: حيث فهم عبد الله بن مسعود مراد حذيفة مباشرة، بينما استغربه الآخرون، مما يدل على تفاوت الفهم حتى بين الصحابة.
2- فضل التوبة: أن التوبة النصوح تمحو ما قبلها، حتى لو كان صاحبها منافقًا.
3- أدب طلب العلم: حيث استخدم عبد الله بن مسعود التبسم ثم التفرقة لأصحابه ثم الإفراد بالشرح للأسود، مما يدل على الحكمة في التعليم.
4- الاستدلال الصحيح: ضرورة فهم النصوص في إطارها الصحيح وعدم إطلاق الأحكام دون تأمل.
5- المنافقون الذين تابوا: المقصود بقول حذيفة هم من كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، ثم تابوا توبة نصوحًا قبل الموت.

خامسًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يبين أن المنافق إذا تاب توبة صادقة قبل أن يفضحه الله فإن توبته مقبولة.
- القوم الذين أشير إليهم في الحديث هم بعض من كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم تابوا، مثل جماعة تابوا بعد غزوة تبوك.
- فيه إشارة إلى فضل الصحابة رضي الله عنهم، حيث أن حذيفة لم يقصد أن أولئك المنافقين أفضل مطلقًا، بل كانوا خيرًا في أصلهم قبل النفاق، ثم تابوا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٠٢)، عن عمر بن حفص، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش قال: حدثني إبراهيم، عن الأسود قال: فذكره.
قوله: ﴿الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ﴾ بيوت لها أبواب تطبق عليهم، فيوقد من تحتهم النار، ومن فوقهم النار.
روي ذلك عن أبي هريرة وابن مسعود وغيرهم بأسانيد صحيحة.
وقوله: ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ﴾ أي بدلوا الرياء بالإخلاص وهو الإيمان بالقلب، فإنّ النفاق كفر القلب.
وقد روي عن معاذ بن جبل أن رسول اللَّه ﷺ قال: «أخلصْ دينَك يكفك القليلُ من العمل»
رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٤/ ١٠٩٩)، والحاكم (٤/ ٣٠٥) كلاهما من حديث ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن عبيد اللَّه بن زَحر، عن خالد بن أبي عمران، عم عمرو بن مرة، عن معاذ بن جبل فذكره.
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد». وتعقبه الذهبي، فقال: «لا».
قال الأعظمي: «القول قول الذهبي فإن فيه عبد اللَّه بن زحر ضعيف، وعمرو بن مرة لم يسمع من معاذ ابن جبل».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 378 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنزل النفاق على قوم خير منكم ثم تابوا

  • 📜 حديث: أنزل النفاق على قوم خير منكم ثم تابوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أنزل النفاق على قوم خير منكم ثم تابوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أنزل النفاق على قوم خير منكم ثم تابوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أنزل النفاق على قوم خير منكم ثم تابوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب