حديث: أيما ذهب أو فضة أوكي عليه فهو جمر على صاحبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٤)﴾

عن عبد الله بن الصامت: أنه كان مع أبي ذر، فخرج عطاؤه ومعه جارية له، فجعلت تقضي حوائجه، قال: ففضل معها سبع، قال: فأمرها أن تشتري به فلوسا، قال: قلت له: لو ادخرته للحاجة تنوبك، أو للضيف ينزل بك. قال: إن خليلي عهد إليّ: «أن أيما ذهب أو فضة أوكي عليه، فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله عز وجل».

صحيح: رواه أحمد (٢١٣٨٤)، والبزار في المسند (٣٩٢٦)، والطبراني (٢/ ١٦٠) كلهم من حديث عفان بن مسلم، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، عن عبد الله بن الصامت، فذكره، واللفظ لأحمد.

عن عبد الله بن الصامت: أنه كان مع أبي ذر، فخرج عطاؤه ومعه جارية له، فجعلت تقضي حوائجه، قال: ففضل معها سبع، قال: فأمرها أن تشتري به فلوسا، قال: قلت له: لو ادخرته للحاجة تنوبك، أو للضيف ينزل بك. قال: إن خليلي عهد إليّ: «أن أيما ذهب أو فضة أوكي عليه، فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله ﷿».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عبد الله بن الصامت: أنه كان مع أبي ذر، فخرج عطاؤه ومعه جارية له، فجعلت تقضي حوائجه، قال: ففضل معها سبع، قال: فأمرها أن تشتري به فلوسا، قال: قلت له: لو ادخرته للحاجة تنوبك، أو للضيف ينزل بك. قال: إن خليلي عهد إليّ: «أن أيما ذهب أو فضة أوكي عليه، فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله عز وجل».

1. شرح المفردات:


● عطاؤه: رزقه أو ما يصله من مال من بيت المال.
● جارية له: خادمة عنده.
● تقضي حوائجه: تنجز أموره وتشتري ما يحتاجه.
● فضل معها سبع: بقي معها سبعة دراهم (أو دنانير) بعد شراء الحاجات.
● فلوسا: نقودًا من فئة صغيرة (نحاسية) كانت تستخدم في المعاملات اليومية.
● ادخرته: حفظته لوقت الحاجة.
● تنوبك: تأتيك فجأة أو تحل بك.
● خليلي: أي صديقي الحبيب، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● أوكي عليه: أي جُمع وادُّخر وكُتم عن الإنفاق في سبيل الله.
● جمر: جمرة من نار، أي عذاب وحرارة.
● حتى يفرغه في سبيل الله: حتى ينفقه كله في وجوه الخير والطاعة.

2. شرح الحديث:


يحكي عبد الله بن الصامت أنه كان مع الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، فلما وصل عطاؤه (من بيت المال)، أعطاه لجاريته (خادمته) لتقضي به حوائجه، فاشترت ما يلزم، وبقي معها سبعة دراهم (أو دنانير). فأمرها أبو ذر أن تشتري بهذه السبعة "فلوسًا" أي نقودًا نحاسية صغيرة، ربما ليتيسر له إنفاقها في وجوه البر.
فعرض عليه عبد الله بن الصامت أن يدخر هذا المال لحاجة طارئة أو لضيف ينزل به، فرد عليه أبو ذر بقوله: "إن خليلي (أي رسول الله صلى الله عليه وسلم) عهد إليّ"، أي أوصاني وقال لي: «أن أيما ذهب أو فضة أوكي عليه، فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله».
ومعنى هذا: أن من يكنز الذهب والفضة (أي النقود) ولا ينفقها في سبيل الله، فإنها تكون عليه حملاً ثقيلاً وعذابًا يوم القيامة، كجمرة من نار تحرقه، حتى ينفقها في الطاعات والقربات.

3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم كنز المال دون إنفاقه في سبيل الله: وهذا تحذير شديد من الاكتناز والبخل، وأنه يؤدي إلى العذاب.
● الحث على الإنفاق والزكاة: فالحديث يدعو إلى المسارعة في إنفاق المال في وجوه الخير، وعدم تأخير الزكاة أو الصدقات.
● القدوة في الصحابة: أبو ذر رضي الله عنه يطبق وصية النبي صلى الله عليه وسلم بحذافيرها، حتى في المبلغ القليل.
● الاستعداد للطوارئ لا يبرر البخل: فمع أن عبد الله بن الصامت نصحه بالادخار لحاجة أو ضيف، إلا أن أبا ذر قدّم وصية النبي على ذلك، لأن الإنفاق في سبيل الله أولى.
● التسامي عن حب الدنيا: الصحابة رضوان الله عليهم كانوا زاهدين في الدنيا، لا يخشون الفقر، ويؤثرون الآخرة على العاجلة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- المقصود بـ "سبيل الله" هنا يشمل جميع وجوه الخير: كالزكاة، والصدقة، وإعانة المحتاجين، والجهاد، وغير ذلك من الطاعات.
- ليس المقصود تحريم الادخار مطلقًا، بل المقصود تحريم الكنز بمعنى منع الحقوق الواجبة (كـالزكاة) أو البخل بالمال مع القدرة على الإنفاق.
- الفلوس (النقود النحاسية) كانت تستخدم في المعاملات الصغيرة، فأبو ذر أراد أن يحولها إلى ما هو أسهل في الإنفاق اليومي على الفقراء والحاجات.
نسأل الله أن يرزقنا حسن الاتباع لسنة نبيه، والزهد في الدنيا، والمسارعة إلى الخيرات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢١٣٨٤)، والبزار في المسند (٣٩٢٦)، والطبراني (٢/ ١٦٠) كلهم من حديث عفان بن مسلم، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، عن عبد الله بن الصامت، فذكره، واللفظ لأحمد. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 610 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أيما ذهب أو فضة أوكي عليه فهو جمر على صاحبه

  • 📜 حديث: أيما ذهب أو فضة أوكي عليه فهو جمر على صاحبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أيما ذهب أو فضة أوكي عليه فهو جمر على صاحبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أيما ذهب أو فضة أوكي عليه فهو جمر على صاحبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أيما ذهب أو فضة أوكي عليه فهو جمر على صاحبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب