حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾

عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ أنه قال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان، ثم قال: «أيّ شهر هذا؟» قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال: «أليس ذا الحجة؟» قلنا: بلى. قال: «فأي بلد هذا؟» قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال: «أليس البلدة؟». قلنا: بلى. قال: «فأي يوم هذا؟». قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فسكت حتى ظننا
أنه سيسميه بغير اسمه. قال: «أليس يوم النحر» قلنا: بلى يا رسول الله. قال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، وستلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم، فلا ترجعن بعدي كفارا (أو ضلالا)، يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه». ثم قال «ألا هل بلغت».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٦٦٢)، ومسلم في القسامة (١٦٧٩) كلاهما من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، عن ابن أبي بكرة (هو عبد الرحمن)، عن أبي بكرة، فذكره.

عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ أنه قال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان، ثم قال: «أيّ شهر هذا؟» قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال: «أليس ذا الحجة؟» قلنا: بلى. قال: «فأي بلد هذا؟» قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال: «أليس البلدة؟». قلنا: بلى. قال: «فأي يوم هذا؟». قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فسكت حتى ظننا
أنه سيسميه بغير اسمه. قال: «أليس يوم النحر» قلنا: بلى يا رسول الله. قال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، وستلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم، فلا ترجعن بعدي كفارا (أو ضلالا)، يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه». ثم قال «ألا هل بلغت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يحوي تأكيدًا على حرمة الدماء والأموال والأعراض، وتذكيرًا بأهمية تبليغ العلم، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● استدار: عاد إلى حالته الأولى، أي أن الزمان يدور في دورة ثابتة كما بدأ.
● كهيئته: مثل هيئته وشكله.
● أربعة حرم: الأشهر الحرم وهي محرمة فيها القتال ويُعظم فيها الإثم.
● متواليات: متتابعات.
● رجب شهر مضر: سمي بشهر مضر لأن قبيلة مضر كانت تعظمه أكثر من غيرها.
● يوم النحر: يوم عيد الأضحى (العاشر من ذي الحجة).
● كحرمة يومكم هذا: أي حرمة الدماء والأموال والأعراض مثل حرمة هذا اليوم.
● يضرب بعضكم رقاب بعض: أي يقتل بعضكم بعضًا.
● أوعى له: أكثر فهمًا ووعيًا.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بتأكيد النبي صلى الله عليه وسلم على انتظام الزمان ودورانه كما خلقه الله، فالسنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة أشهر حرم، ثلاثة متتالية (ذو القعدة، ذو الحجة، محرم) ورجب منفردًا.
ثم يوجه النبي صلى الله عليه وسلم أسئلة إلى الصحابة ليثير انتباههم ويؤكد على أهمية ما سيقوله:
- يسأل عن الشهر، فيجيبون أنهم لا يعلمون إلا ما علمهم الله ورسوله، فيؤكد أنه شهر ذي الحجة.
- يسأل عن البلد، فيجيبون similarly، فيؤكد أنه البلدة (مكة).
- يسأل عن اليوم، فيجيبون، فيؤكد أنه يوم النحر.
بعد ذلك يعلن النبي صلى الله عليه وسلم حرمة الدماء والأموال والأعراض، ويشبه حرمتها بحرمة اليوم (يوم النحر) والشهر (ذي الحجة) والبلد (مكة)، وهي أعظم الحرمات في الإسلام.
ثم يذكرهم باللقاء مع الله تعالى وأنه سيسألهم عن أعمالهم، ويحذرهم من الارتداد بعد موته والقتال بينهم، ويأمرهم بتبليغ العلم، لأن من يبلغه قد يكون أفهم ممن سمعه مباشرة.
وأخيرًا يستفسر: "ألا هل بلغت" لتأكيد التبليغ.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- حرمة الدماء والأموال والأعراض: فهي من أعظم المحرمات في الإسلام، ويجب صونها والمحافظة عليها.
2- تأكيد حرمة الأشهر الحرم: وهي فرصة للتقوى وترك المعاصي والقتال.
3- الوعيد الشديد لمن يقاتل المسلم أخاه: فالقتال بين المسلمين من الكفر أو الضلال.
4- أهمية تبليغ العلم: فالدعوة وتبليغ العلم من مسؤوليات المسلم، وقد يصل العلم إلى من هو أفهم وأوعى.
5- التذكير باليوم الآخر: والاستعداد له بالإيمان والعمل الصالح.
6- أسلوب النبي التعليمي: باستخدام الأسئلة والتكرار لجذب الانتباه وتثبيت المعلومة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- الأشهر الحرم هي: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، ورجب.
- الحديث يحذر من الفتنة والقتال بين المسلمين، وهو تحذير نبوي لما سيحدث من فرقة واختلاف.
- فيه تأكيد على عظمة حرمة مكة ويوم النحر وشهر ذي الحجة، مما يدل على تعظيم الشعائر.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يحفظون دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، وأن يعيننا على تبليغ العلم والعمل به، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٦٦٢)، ومسلم في القسامة (١٦٧٩) كلاهما من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، عن ابن أبي بكرة (هو عبد الرحمن)، عن أبي بكرة، فذكره. واللفظ لمسلم ولفظ البخاري مختصر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 611 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا

  • 📜 حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب