ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهبا إلا شيئا أرصده لدين

حديث: ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهبا إلا شيئا أرصده لدين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٤)﴾

عن زيد بن وهب قال: قال أبو ذر: كنت أمشي مع النبي ﷺ في حرة المدينة، فاستقبلنا أحد، فقال: «يا أبا ذر؟» قلت: لبيك يا رسول الله! قال: «ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا، تمضي علي ثالثة وعندي منه دينار، إلا شيئا أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا» عن يمينه وعن شماله ومن خلفه، ثم مشى فقال: «إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا - عن يمينه وعن شماله ومن خلفه - وقليل ما هم ...» الحديث.

متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (٦٤٤٤)، ومسلم في الزكاة (٩٤) كلاهما من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: قال أبو ذر: فذكره، واللفظ للبخاري.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في ذم التكاثر بالدنيا وبيان خطر الشح، وفضل الإنفاق في سبيل الله.
### أولاً. تخريج الحديث ورواته
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 6444) والإمام مسلم في صحيحه (رقم 994) من رواية الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وهو من الأحاديث الصحيحة في معناها.
### ثانياً. شرح المفردات
● حرة المدينة: أرض ذات حجارة سوداء كانت حول المدينة المنورة.
● أحد: جبل معروف في المدينة المنورة.
● لبيك: إجابة نداء بمعنى: أنا مقبل عليك مطيع لأمرك.
● يرصده لدين: يبقيه ويحفظه لسداد دين عليه.
● هكذا وهكذا وهكذا: إشارة إلى التبذير والعطاء بكل اتجاه، يميناً وشمالاً ووراءه، أي بغير حساب.
● الأكثرين: أي أكثر الناس مالاً ومتاعاً في الدنيا.
● الأقلون: أقل الناس أجراً وثواباً وقدراً عند الله يوم القيامة.
### ثالثاً. شرح الحديث
يحدثنا الصحابي الجليل أبو ذر رضي الله عنه أنه كان يمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في منطقة حرة المدينة، فلما صار في مواجهة جبل أحد، ناداه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: "ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهباً...".
وهنا تأتي العبرة العظيمة: فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يتمنى كنوز الدنيا، بل يحدد شرطاً واحداً لوجود المال عنده، وهو ألا يبقى منه إلا ما يسدد به ديناً، ثم ينفق الباقي كله في وجوه الخير والطاعة، يميناً وشمالاً ومن خلفه، أي بكل سخاء وكرم دون تقتير.
ثم يمضي النبي صلى الله عليه وسلم فيشرح الحكمة من ذلك فيقول: "إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة..."، أي أن أكثر الناس أموالاً ومتاعاً في الدنيا، هم أقل الناس أجراً ومثوبةً وقدراً عند الله يوم القيامة، إلا من أنفق ماله في طاعة الله بهذا الكرم والعطاء، وهؤلاء - مع الأسف - قلة ضمن الناس.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- ذم التكاثر بالدنيا: الحديث تحذير صريح من الاغترار بالمال والتفاخر به، وأن ذلك لا وزن له في ميزان الله تعالى.
2- فضل الإنفاق في سبيل الله: بيان عظيم المكانة للإنفاق في وجوه الخير، وأنه السبيل لتحويل المال من نقمة إلى نعمة، ومن ثقل في الميزان إلى رصيد للأجر.
3- خطر الشح والبخل: الحديث يوضح أن الشح بالمال وعدم إنفاقه في الطاعات هو سبب لخسران الآخرة، حتى لو كثر المال.
4- قلة المخْلِصين: الإشارة إلى أن الذين ينفقون أموالهم بهذه الصورة (بكرم وسخاء دون منّ ولا أذى) هم قلة، مما يدعو المسلم إلى أن يكون منهم.
5- التوسط في الإنفاق:رغم أن الحديث يحث على الإنفاق، إلا أنه استثنى ما يرصده لدين، وهذا يعلمنا أن الإنفاق لا يعني إهمال الالتزامات المالية أو التسبب في الديون.

خامساً:

تطبيقات عملية في حياتنا
● إعادة النظر في أولوياتنا: أن نقيّم علاقتنا بالمال، هل هو وسيلة للطاعة أم غاية في حد ذاته؟
● البذل والعطاء: أن نجعل لنا حظاً من الصدقات والنفقات في سبيل الله، ولو كانت قليلة، فالأهم هو الإخلاص والاستمرارية.
● عدم الاغترار بالمال: أن نتذكر دائماً أن قيمة الإنسان عند الله ليست بما يملك، بل بما يقدم من طاعات وأعمال صالحة.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا القناعة والكرم والإنفاق في سبيله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الرقاق (٦٤٤٤)، ومسلم في الزكاة (٩٤) كلاهما من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: قال أبو ذر: فذكره، واللفظ للبخاري.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 608 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهبا إلا شيئا أرصده لدين

📜 حديث: ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهبا إلا شيئا أرصده لدين

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهبا إلا شيئا أرصده لدين

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهبا إلا شيئا أرصده لدين

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهبا إلا شيئا أرصده لدين

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية