قسم النبي ﷺ يوما قسمة فقال رجل إن هذه لقسمة ما أريد بها

حديث: قسم النبي ﷺ يوما قسمة فقال رجل إن هذه لقسمة ما أريد بها

عن عبد الله بن مسعود قال: قسم النبي ﷺ يوما قسمة، فقال رجل من الأنصار: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله، قلت: أما والله! لآتين النبي ﷺ، فأتيته وهو في ملإ فساررته، فغضب حتى احمر وجهه ثم قال: «رحمة الله على موسى، أوذي بأكثر من هذا فصبر».

متفق عليه: رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٩١)، ومسلم في الزكاة (١٠٦٢: ١٤١) كلاهما من طريق الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:

الحديث:

1. شرح المفردات:

● قسمة: توزيع المال أو الغنائم على المستحقين.
● ملإ: جمع من الناس، أي في مجلس عام.
● فساررته: همست إليه وأخبرته بما حدث سرًا.
● أوذي: أُصيب بأذى أو تعرض للإيذاء.
● فصبر: تحمل الأذى مع الثبات والاحتساب.

2. شرح الحديث:

يحدثنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ قام بتوزيع بعض الأموال أو الغنائم على الناس، فاعترض رجل من الأنصار – وهم أهل الإيمان والصحبة – قائلاً: "إن هذه القسمة لم يُرَد بها وجه الله"، أي أنه اتهم النبي ﷺ بعدم العدل في التوزيع، أو أنه لم يُخلص النية لله تعالى فيها.
فغضب ابن مسعود رضي الله عنه لهذا الكلام الجارح في حق النبي ﷺ، وقرر أن يخبر النبي بما قاله ذلك الرجل. فذهب إليه وهو بين جمع من أصحابه، وأخبره سرًا بما حدث.
فغضب النبي ﷺ غضبًا شديدًا حتى احمر وجهه – وهذا دليل على عظم الجرم الذي صدر من ذلك الرجل – ثم قال: «رحمة الله على موسى، أوذي بأكثر من هذا فصبر».
ففي هذا الموقف، لم يرد النبي ﷺ على الإساءة بمثلها، بل ضرب مثلاً بنبي الله موسى عليه السلام، الذي تعرض لأذى أكبر من هذا فصبر واحتسب.

3. الدروس المستفادة منه:

1- عصمة النبي ﷺ في تبليغ الشرع: فقسمته ﷺ كانت بتوجيه من الله تعالى، وليست عن هوى أو محاباة.
2- خطورة الطعن في نيات الناس: خاصة من هم في منزلة النبي ﷺ أو العلماء والدعاة.
3- الحلم والصبر على الأذى: فقد ضرب النبي ﷺ أروع الأمثلة في الصبر والحلم، مع أنه قادر على العقوبة.
4- الاستعانة بصبر الأنبياء: في حال التعرض للأذى، ينبغي تذكر صبر الأنبياء والاقتداء بهم.
5- غضب النبي ﷺ لله: غضبه هنا كان لله تعالى دفاعًا عن حقه، وليس انتقامًا لنفسه.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على أن النبي ﷺ بشر يغضب، لكن غضبه لا يكون إلا لله تعالى.
- القسمة التي قام بها النبي ﷺ كانت من أموال الفيء أو الغنائم، وتوزيعها يكون حسب ما يراه الإمام لمصلحة المسلمين.
- الحديث يدعو إلى التثبت وعدم التسرع في الحكم على نيات الناس، خاصة من له فضل وعلم.
- فيه درس عظيم في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعدم الرد على الإساءة بمثلها.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على الاقتداء بنبينا محمد ﷺ في خلقه ودعوته وصبره.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٩١)، ومسلم في الزكاة (١٠٦٢: ١٤١) كلاهما من طريق الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، فذكره. واللفظ للبخاري.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 692 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قسم النبي ﷺ يوما قسمة فقال رجل إن هذه لقسمة ما أريد بها

📜 حديث: قسم النبي ﷺ يوما قسمة فقال رجل إن هذه لقسمة ما أريد بها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قسم النبي ﷺ يوما قسمة فقال رجل إن هذه لقسمة ما أريد بها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قسم النبي ﷺ يوما قسمة فقال رجل إن هذه لقسمة ما أريد بها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قسم النبي ﷺ يوما قسمة فقال رجل إن هذه لقسمة ما أريد بها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية