حديث: لا يتناجى رجلان دون الثالث حتى تختلطوا بالناس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إذا كانوا ثلاثة لا يتناجى اثنان دون الثالث

عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي ﷺ: «إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، أجلَ أن يُحْزِنَه».

متفق عليه: رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٩٠)، ومسلم في السلام (٢١٨٤: ٣٧) كلاهما
من طريق منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكره.

عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي ﷺ: «إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، أجلَ أن يُحْزِنَه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، أجلَ أن يُحْزِنَه».

أولاً. شرح المفردات:


● تَناجَى: أي تحدثا سراً بكلام لا يسمعه الثالث.
● أجَلَ: أي من أجل، أو خشية.
● يُحْزِنَه: أي يحزنه ويؤلمه.

ثانياً. شرح الحديث:


يوجه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى أدب اجتماعي رفيع، حيث ينهى أن يتناجى اثنان من ثلاثة حاضرين، فيتحدثان سراً دون الثالث. وهذا النهي ليس تحريماً مطلقاً، ولكنّه من باب الأدب والرفق بالآخرين، خشية أن يحزن الشخص الثالث أو يتأذى نفسياً، فيظن أن الحديث عنه أو أنه غير مرغوب فيه، أو أن هناك أمراً يُكتم عنه.
ويستثني النبي صلى الله عليه وسلم حالة "حتى تختلطوا بالناس"، أي إذا انضم إليكم آخرون وصار الجمع أكثر من ثلاثة، فحينها لا حرج في أن يتناجى اثنان، لأن الثالث لن يحزن إذ سيكون معه آخرون يحدثهم أو يصاحبهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مراعاة مشاعر الآخرين: الإسلام دين يراعي المشاعر الإنسانية، ويحرص على عدم إيذاء النفس أو إحزانها، حتى في الأمور البسيطة كالحديث الخاص.
2- الأدب في المعاشرة: الحديث يدل على أهمية الآداب الاجتماعية في الإسلام، والتي تحفظ للجميع كرامتهم ومشاعرهم.
3- اجتناب سوء الظن: قد يظن المنفي عنه الحديث سوءاً، فيظن أن الحديث عنه أو أنه مستبعد، فنهى النبي عن ذلك سداً لذرائع سوء الظن.
4- التعامل بالرفق: الرفق بالآخرين واجب، وعدم إيذائهم نفسياً من صفات المسلم الحق.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "النهي عن التناجي" الذي ذكره الفقهاء في كتب الآداب.
- بعض العلماء استدل به على كراهة التناجي بين اثنين مع وجود الثالث إذا كان ذلك سيحزنه، أما إذا أذن الثالث أو كان الحديث لا يضره فلا بأس.
- ينبغي للمسلم أن يكون حريصاً على تطبيق هذه الآداب في جميع مجالات حياته: في البيت، والعمل، والاجتماعات، حتى يسود الوئام والمحبة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٩٠)، ومسلم في السلام (٢١٨٤: ٣٧) كلاهما
من طريق منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 690 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يتناجى رجلان دون الثالث حتى تختلطوا بالناس

  • 📜 حديث: لا يتناجى رجلان دون الثالث حتى تختلطوا بالناس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يتناجى رجلان دون الثالث حتى تختلطوا بالناس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يتناجى رجلان دون الثالث حتى تختلطوا بالناس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يتناجى رجلان دون الثالث حتى تختلطوا بالناس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب