حديث: لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من سوء الظن، ومن التجسس والتحاسد والتباغض ونحوها

عن ضمرة بن ثعلبة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا».

حسن: رواه أبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه (٨٠)، والطبراني في الكبير (٨/ ٣٦٩) كلاهما من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي بحرية، عن ضمرة بن ثعلبة، فذكره.

عن ضمرة بن ثعلبة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث شريف يحمل معنى عظيماً، وها أنا أشرحه لك على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● لا يزال: الاستمرار والدوام.
● بخير: في حالة من الخير والصلاح والاستقامة.
● ما لم: أداة شرط تفيد أن استمرار الخير معلق بعدم وجود الشرط الذي بعدها.
● يتحاسدوا: من الحسد، وهو تمني زوال النعمة عن الآخرين.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن أمة الإسلام تبقى في حالة من الخير والبركة والاستقرار والتماسك ما دامت بعيدة عن داء الحسد. فإذا فشا الحسد بينهم، وتمنى بعضهم زوال النعمة عن أخيه، فإن هذا يفسد قلوبهم، ويقطع روابطهم، ويذهب بركة مجتمعهم، فيزول الخير العام ويحل محله الشر والفرقة.
والحسد هو الباب الأول الذي دخل منه الشيطان على البشرية، حين حسد إبليس آدم عليه السلام، وهو الذي أوقع ابن آدم في قتل أخيه. فالحسد داء عضال يمزق نسيج المجتمع.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطر الحسد على الفرد والمجتمع: الحديث يربط بشكل مباشر بين استقرار المجتمع وخيره وبين سلامة القلوب من الحقد والحسد.
2- الحسد من كبائر الذنوب: فهو يتضمن السخط على قدر الله تعالى وتوزيعه للرزق بين عباده.
3- ضرورة تطهير القلوب: يجب على المسلم أن يجاهد نفسه ليطهر قلبه من هذه الآفة، ويستبدل الحسد بالحب والفرح لنعمة أخيه، وهذا هو "الغبطة" التي أرشدنا إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها» (متفق عليه). أي لا غبطة محمودة إلا في هاتين الخصلتين.
4- علامة على صحة الإيمان: من كمل إيمانه يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فلا يتمنى زوال النعمة عنه.

رابعاً. معلومات إضافية:


● حكم الحديث: حديث ضمرة بن ثعلبة هذا رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وحسنه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع".
● العلاج العملي للحسد: إذا وجد المسلم في نفسه حسداً لأخيه، فعليه أن:
- يستعيذ بالله من الشيطان ومن شر نفسه.
- يدعو لأخيه بالبركة والخير، فهذا يقتل الحسد في مهده.
- يتذكر أن الرزق بيد الله تعالى، وأن نعمة الغير لا تنقص من رزقه شيئاً.
- يجتهد في العمل الصالح والسعي في أسباب الرزق الحلال.
نسأل الله أن يطهر قلوبنا من الحسد والحقد والغل، وأن يجعلنا من المتآخين المحبين في الله. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه (٨٠)، والطبراني في الكبير (٨/ ٣٦٩) كلاهما من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي بحرية، عن ضمرة بن ثعلبة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش، وشيخه ضمضم بن زرعة فإنهما حسنا الحديث وهما شاميان.
قال المنذري في الترغيب (٤٣٨٠): «رواه الطبراني ورواته ثقات»، وتبعه الهيثمي في المجمع (٨/ ٧٨).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 993 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا

  • 📜 حديث: لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب