حديث: من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النهي عن سبّ الوالدين
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأدب (٥٩٧٣)، ومسلم في الإيمان (٩٠) كلاهما من طريق سعد بن إبراهيم، عن حُميد بن عبد الرحمن، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: «يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ».
(متفق عليه: رواه البخاري ومسلم)
شرح المفردات:
* يَلْعَنُ: اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله. وهو من أشد أنواع السب والدعاء بالشر.
* الْكَبَائِرِ: جمع كبيرة، وهي كل ذنب عظيم حدد الشرع له عقوبة خاصة في الدنيا (كحد الزنا أو القذف) أو توعد فاعله بعذاب خاص في الآخرة، أو جاء فيه وعيد شديد.
* يَسُبُّ: السب هو الشتم والتقبيح والذكر بالقبيح من الألفاظ.
شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن جرم عظيم من كبائر الذنوب، ألا وهو أن يلعن الرجل والديه، أي يدعو عليهما بالطرد من رحمة الله أو يشتمهما.
ولما استغرب الصحابة رضي الله عنهم هذا الأمر – لأن من الطبيعي أن يبر الإنسان والديه ولا يؤذيهما – سألوا النبي صلى الله عليه وسلم: كيف يمكن أن يقع هذا من عاقل؟ فكيف يلعن الإنسان من أحسن إليه ورباه؟
فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم موضحًا الصورة التي يقع فيها هذا الذنب العظيم دون أن يشعر الإنسان، فقال: «يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ».
والمعنى: أن الرجل إذا شتم رجلاً آخر وسبَّ أباه (أي شتم والد ذلك الرجل)، فإن الرجل الذي تم شتم أبيه قد يرد عليه بمثل فعله، فيشتم أبا الأول ويشتم أمه انتقامًا منه وردًا على إهانته. فكان هذا السباب من الطرف الثاني سببًا في أن يسب والدي الأول، فكأن الأول هو البادئ والسبب في شتم والديه.
مثال توضيحي:
تقول لشخص في شجار: "يا ابن [كلمة سبٍّ لقومه أو لأبيه]"، فيرد عليك غاضبًا: "بل أنت يا ابن [كلمة سبٍّ لقومك أو لأبيك] وأمك كذا وكذا". فأنت بهذا السباب الذي beganته جعلت الطرف الآخر يسب أباك وأمك، فكنت أنت السبب في لعن والديك، فاقترفت هذه الكبيرة.
الدروس المستفادة والعبر:
1- عِظَم حق الوالدين: الحديث يظهر المنزلة العظيمة للوالدين عند الله تعالى، حتى أن الإساءة إليهما – ولو بطريقة غير مباشرة – تعتبر من أكبر الكبائر.
2- تحريم السباب واللعن: يحذر الحديث من خلق السباب والشتائم، ويبين أن آثارها المدمرة قد تعود على الشخص نفسه من حيث لا يدري. فمن يسب الناس يسبونه.
3- التحذير من المفاسد المتسلسلة: الذنب الصغير (ككلمة سب) قد يقود إلى ذنب كبير (كسب الوالدين)، فيجب على المسلم أن يحجز لسانه عن كل ما يضره في دنياه وآخرته.
4- مسؤولية الكلمة: المسلم مسؤول عن كل كلمة تخرج من فمه، وقد تكون كلمة واحدة سببًا في إثم عظيم يدخله النار، كما في الحديث: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» (متفق عليه).
5- الحكمة من النهي: النهي عن سب آباء الآخرين حكمة عظيمة؛ لأنه يؤدي إلى الفتنة وتمزيق روابط المجتمع وإثارة الأحقاد، ويجر الواحد إلى الإساءة لوالديه هو شخصيًا.
فوائد إضافية:
* هذا الحديث أصل من أصول الأدب الإسلامي في التعامل، يأمر بحفظ الألسنة واحترام الناس وذويهم.
* فيه دليل على أن الكبائر متفاوتة في عظمها، فبعضها أكبر من بعض، ولعن الوالدين من أكبرها.
* يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب الحوار والتوضيح، حيث أجاب على استفسار الصحابة بأسلوب واضح ومثال ملموس.
* يجب على المسلم إذا تعرض لسبٍ أن يتذكر هذا الحديث ويتصرف بحكمة، فلا يرد الإساءة بمثلها فيقع في المحظور، بل يعفو ويصفح كما أمر الله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63].
نسأل الله أن يعيننا على بر والدينا، وأن يحفظ ألسنتنا من كل ما يغضبه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن جرم عظيم من كبائر الذنوب، ألا وهو أن يلعن الرجل والديه، أي يدعو عليهما بالطرد من رحمة الله أو يشتمهما.
ولما استغرب الصحابة رضي الله عنهم هذا الأمر – لأن من الطبيعي أن يبر الإنسان والديه ولا يؤذيهما – سألوا النبي صلى الله عليه وسلم: كيف يمكن أن يقع هذا من عاقل؟ فكيف يلعن الإنسان من أحسن إليه ورباه؟
فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم موضحًا الصورة التي يقع فيها هذا الذنب العظيم دون أن يشعر الإنسان، فقال: «يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ».
والمعنى: أن الرجل إذا شتم رجلاً آخر وسبَّ أباه (أي شتم والد ذلك الرجل)، فإن الرجل الذي تم شتم أبيه قد يرد عليه بمثل فعله، فيشتم أبا الأول ويشتم أمه انتقامًا منه وردًا على إهانته. فكان هذا السباب من الطرف الثاني سببًا في أن يسب والدي الأول، فكأن الأول هو البادئ والسبب في شتم والديه.
مثال توضيحي:
تقول لشخص في شجار: "يا ابن [كلمة سبٍّ لقومه أو لأبيه]"، فيرد عليك غاضبًا: "بل أنت يا ابن [كلمة سبٍّ لقومك أو لأبيك] وأمك كذا وكذا". فأنت بهذا السباب الذي beganته جعلت الطرف الآخر يسب أباك وأمك، فكنت أنت السبب في لعن والديك، فاقترفت هذه الكبيرة.
الدروس المستفادة والعبر:
1- عِظَم حق الوالدين: الحديث يظهر المنزلة العظيمة للوالدين عند الله تعالى، حتى أن الإساءة إليهما – ولو بطريقة غير مباشرة – تعتبر من أكبر الكبائر.
2- تحريم السباب واللعن: يحذر الحديث من خلق السباب والشتائم، ويبين أن آثارها المدمرة قد تعود على الشخص نفسه من حيث لا يدري. فمن يسب الناس يسبونه.
3- التحذير من المفاسد المتسلسلة: الذنب الصغير (ككلمة سب) قد يقود إلى ذنب كبير (كسب الوالدين)، فيجب على المسلم أن يحجز لسانه عن كل ما يضره في دنياه وآخرته.
4- مسؤولية الكلمة: المسلم مسؤول عن كل كلمة تخرج من فمه، وقد تكون كلمة واحدة سببًا في إثم عظيم يدخله النار، كما في الحديث: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» (متفق عليه).
5- الحكمة من النهي: النهي عن سب آباء الآخرين حكمة عظيمة؛ لأنه يؤدي إلى الفتنة وتمزيق روابط المجتمع وإثارة الأحقاد، ويجر الواحد إلى الإساءة لوالديه هو شخصيًا.
فوائد إضافية:
* هذا الحديث أصل من أصول الأدب الإسلامي في التعامل، يأمر بحفظ الألسنة واحترام الناس وذويهم.
* فيه دليل على أن الكبائر متفاوتة في عظمها، فبعضها أكبر من بعض، ولعن الوالدين من أكبرها.
* يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب الحوار والتوضيح، حيث أجاب على استفسار الصحابة بأسلوب واضح ومثال ملموس.
* يجب على المسلم إذا تعرض لسبٍ أن يتذكر هذا الحديث ويتصرف بحكمة، فلا يرد الإساءة بمثلها فيقع في المحظور، بل يعفو ويصفح كما أمر الله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63].
نسأل الله أن يعيننا على بر والدينا، وأن يحفظ ألسنتنا من كل ما يغضبه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* هذا الحديث أصل من أصول الأدب الإسلامي في التعامل، يأمر بحفظ الألسنة واحترام الناس وذويهم.
* فيه دليل على أن الكبائر متفاوتة في عظمها، فبعضها أكبر من بعض، ولعن الوالدين من أكبرها.
* يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب الحوار والتوضيح، حيث أجاب على استفسار الصحابة بأسلوب واضح ومثال ملموس.
* يجب على المسلم إذا تعرض لسبٍ أن يتذكر هذا الحديث ويتصرف بحكمة، فلا يرد الإساءة بمثلها فيقع في المحظور، بل يعفو ويصفح كما أمر الله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63].
نسأل الله أن يعيننا على بر والدينا، وأن يحفظ ألسنتنا من كل ما يغضبه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 986 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 961 الألد الخصم
- 962 من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة...
- 963 إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها
- 964 اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة
- 965 عاقبة الظلم
- 966 المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة
- 967 إملاء الله للظالمين
- 968 العنوان: قال رسول الله ﷺ: إن الرجل يصدق حتى يكتب...
- 969 العَضْهُ نَقْلُ الْحَدِيثِ لِإِفْسَادِ بَيْنَ النَّاسِ
- 970 لا يدخل الجنة قتات
- 971 لا يستتر من بوله ويمشي بالنميمة
- 972 إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن...
- 973 لقد مزجت بكلمة لو مزج بها ماء البحر مزجت
- 974 من اغتاب المسلمين بعثت له الريح المنتنة
- 975 ريح الذين يغتابون المؤمنين
- 976 عقوبة آكلي لحوم الناس والقائلين في أعراضهم
- 977 أبا بكر وعمر يستأديان النبي فيؤنبهم بأكلهما لحم أخيهما
- 978 من أكل برجل مسلم أكلة فإن الله يطعمه مثلها من...
- 979 تخلل فإنك أكلت لحم أخيك
- 980 لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم
- 981 من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته
- 982 من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته
- 983 من اتبع عورات الناس أفسدهم أو كاد أن يفسدهم
- 984 إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم
- 985 ائذنوا له فلبئس ابن العشيرة
- 986 من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه
- 987 لعن الله من لعن والده ومن ذبح لغير الله
- 988 لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا
- 989 لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا
- 990 لا تهجروا ولا تدابروا ولا تحسسوا ولا يبع بعضكم على...
- 991 لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تنافسوا وكونوا عباد الله إخوانا
- 992 الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب
- 993 لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا
- 994 إنا قد نهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء...
- 995 ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئًا
- 996 تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس ويغفر لكل عبد مسلم
- 997 لا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا
- 998 من يبدأ بالسلام هو الخير
- 999 عائشة تنذر ألا تكلم ابن الزبير أبدا
- 1000 لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام
- 1001 لا هجرة بعد ثلاث
- 1002 لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث
- 1003 من هجر أخاه فوق ثلاث وهو يعلم فمات دخل النار
- 1004 لا يحل لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث ليال
- 1005 من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه
- 1006 كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع
- 1007 سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
- 1008 لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام
- 1009 معنى سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
- 1010 تحريم سباب المسلم
معلومات عن حديث: من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه
📜 حديث: من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








