حديث: لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من سوء الظن، ومن التجسس والتحاسد والتباغض ونحوها

عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد اللَّه إخوانا».

متفق عليه: رواه مالك في حسن الخلق (١٥) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: فذكره.

عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد اللَّه إخوانا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وأخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، يحوي وصايا جامعة من النبي صلى الله عليه وسلم في بناء المجتمع المسلم على أساس من الأخوة والإيمان.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● إياكم والظن: احذروا وكُفُّوا عن الظن السيِّئ.
● الظن: هو التهمة والتخمين بغير دليل.
● أكذب الحديث: أبعد الكلام عن الصدق.
● ولا تجسسوا: لا تبحثوا عن عورات الناس وتتبعوا أسرارهم.
● ولا تحسسوا: لا تستمعوا إلى أخبار الناس من وراء جدر أو من غير رغبتهم في إطلاعكم.
● ولا تنافسوا: لا يتنافس بعضكم على بعض في أمور الدنيا الزائلة.
● ولا تحاسدوا: لا يتمنى أحدكم زوال نعمة الله عن أخيه.
● ولا تباغضوا: لا تحملوا الضغائن والأحقاد في قلوبكم.
● ولا تدابروا: لا يُولِّ أحدكم ظهره لأخيه، فيهجره ويقطع صلته.
● عباد الله إخوانا: كونوا كالإخوة المتحابين في الله، المتعاونين على البر والتقوى.

ثانياً. شرح الحديث:


يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث بتحذير شديد من الظن السيِّئ، فيصفه بأنه "أكذب الحديث"، لأن الظن غالباً ما يكون بغير دليل، ويؤدي إلى اتهام الأبرياء وفساد العلاقات. فالقلب المؤمن يجب أن يكون سليماً، يَحْمِلُ أخاه على أحسن المحامل.
ثم ينهى صلى الله عليه وسلم عن التجسس، وهو تتبع عورات المسلمين والبحث عن أسرارهم، وعن التحسس، وهو الاستماع خفيةً لحديث قوم لا يريدون إفشاءه. وهذان الأمران ينتهكان حرمة المسلم وخصوصيته، ويُفْضِيَان إلى نشر الفاحشة والفساد في المجتمع.
بعد ذلك، ينهى عن التنافس المحرم، وهو التنافس على الدنيا وحطامها، الذي يؤدي إلى العداوة والبغضاء، وعن الحسد، وهو تمني زوال النعمة عن الآخرين، وهو من أخطر أمراض القلوب، لأنه يحول بين العبد ورضا الله تعالى.
ويأتي النهي عن البغضاء والتدابر، فالبغضاء هي الحقد والكراهية في القلب، والتدابر هو التقاطع والهجران، وكلاهما يهدم روابط الأخوة الإيمانية.
ويختم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الوصايا بأمر جامع: "وكونوا عباد الله إخوانا"، فهذا هو الهدف الأسمى: مجتمع مترابط، تقوم علاقاته على الأخوة في الله، والتعاون على الطاعة، والتناصح والتراحم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- حرمة المسلم وعِرْضُه: فالمسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخونه، وحرمة دمه وماله وعرضه من أعظم الحرمات.
2- تطهير القلب: الحديث يدعو إلى تطهير القلب من الأمراض التي تهدم كيان الفرد والمجتمع، مثل الظن والحسد والبغضاء.
3- بناء المجتمع المتآلف: الأمر بالأخوة الإيمانية يدل على أن الإسلام يبني مجتمعاً قوياً متماسكاً، كالجسد الواحد.
4- النهي عن كل ما يفسد العلاقات: كل ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث هو من أسباب الفرقة والعداوة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جمع في كلمات قليلة أصول الأداب الاجتماعية.
- الأخوة في الله هي رابطة أقوى من روابط النسب والقرابة، لأنها قائمة على التقوى والإيمان.
- من فضل الله أن جعل للمسلمين وسائل للتخلص من هذه الآفات، مثل الاستغفار، والدعاء، والتوبة، ومجالسة الصالحين.
نسأل الله أن يطهر قلوبنا من كل غل وحسد، وأن يجعلنا إخوة متحابين في دينه، متعاونين على البر والتقوى. وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في حسن الخلق (١٥) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: فذكره. ورواه مسلم في البر والصلة (٢٥٦٣) من طريق مالك به.
ورواه البخاريّ في النكاح (٥١٤٣) عن جعفر بن ربيعة، بهذا الإسناد نحوه.
قال الترمذيّ (١٩٨٨) بعد أن رواه من طريق سفيان، عن أبي الزناد بإسناده: «وسمعت عبد بن حميد يذكر عن بعض أصحاب سفيان، قال: قال سفيان: الظن ظنان: فظن إثم، وظن ليس بإثم، فأما الظن الذي هو إثم فالذي يظن ظنا ويتكلم به، وأما الظن الذي ليس بإثم فالذي يظن ولا يتكلم به» اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 988 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا

  • 📜 حديث: لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب