حديث: عن اللقطة: عرفها سنة ثم اعرف وكاءها وعفاصها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب متى يجوز الغضب

عن زيد بن خالد الجهني: أن رجلا سأل رسول اللَّه ﷺ عن اللقطة، فقال: «عرِّفْها سنةً، ثم اعرف وكاءها وعفاصها، ثم استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه» قال: يا رسول اللَّه! فضالة الغنم؟ قال: «خذها، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب» قال: يا رسول اللَّه! فضالة الإبل؟ قال: فغضب رسول اللَّه ﷺ حتى احمرت وجنتاه -أو احمر وجهه- ثم قال: «ما لك ولها، معها حذاؤها وسقاؤها، حتى يلقاها ربها»

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأدب (٦١١٢)، ومسلم في اللقطة (١٧٢٢: ٢) كلاهما من طريق إسماعيل بن جعفر، أخبرنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني، فذكره.

عن زيد بن خالد الجهني: أن رجلا سأل رسول اللَّه ﷺ عن اللقطة، فقال: «عرِّفْها سنةً، ثم اعرف وكاءها وعفاصها، ثم استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه» قال: يا رسول اللَّه! فضالة الغنم؟ قال: «خذها، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب» قال: يا رسول اللَّه! فضالة الإبل؟ قال: فغضب رسول اللَّه ﷺ حتى احمرت وجنتاه -أو احمر وجهه- ثم قال: «ما لك ولها، معها حذاؤها وسقاؤها، حتى يلقاها ربها»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن زيد بن خالد الجهني: أن رجلاً سأل رسول اللَّه ﷺ عن اللقطة، فقال: «عرِّفْها سنةً، ثم اعرف وكاءها وعفاصها، ثم استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه». قال: يا رسول اللَّه! فضالة الغنم؟ قال: «خذها، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب». قال: يا رسول اللَّه! فضالة الإبل؟ قال: فغضب رسول اللَّه ﷺ حتى احمرت وجنتاه -أو احمر وجهه- ثم قال: «ما لك ولها، معها حذاؤها وسقاؤها، حتى يلقاها ربها».

شرح المفردات:


● اللقطة: هي المال المفقود من صاحبه الذي يجده الإنسان.
● عرِّفها سنة: أي أعلن عنها لمدة سنة كاملة.
● وكاءها: الوكاء هو الرباط أو الخيط الذي تربط به الأشياء مثل الكيس.
● عفاصها: العفاص هو الوعاء الذي يحفظ فيه الشيء، كالكيس أو الجراب.
● استنفق بها: أي انفقها على نفسك وأهلك.
● فضالة الغنم: الغنم الضالة التي لا يعرف صاحبها.
● حذاؤها: المقصود بها أخفاف الإبل التي تمشي بها وتتحمل المشاق.
● سقاؤها: المقصود بها ما تحمله الإبل من الماء في أجوافها مما يمكنها من الصبر على العطش أياماً.

شرح الحديث:


1- بخصوص اللقطة (المال المفقود):
- أمر النبي ﷺ من يجد لقطة (مالاً ضائعاً) أن يعرفها لمدة سنة كاملة، أي يعلن عنها في المجالس والأماكن العامة ليعثر على صاحبها.
- وأن يحفظ أوصافها الدقيقة مثل نوع رباطها (الوكاء) ووعائها (العفاص) ليميزها إذا جاء صاحبها يطلبها.
- بعد مرور السنة، إذا لم يأت صاحبها، يجوز للواجد أن ينفقها على نفسه وأهله.
- لكن إذا جاء صاحبها بعد ذلك، يجب عليه ردها إليه.
2- بخصوص فضالة الغنم (الغنم الضالة):
- أجاز النبي ﷺ أخذ الغنم الضالة، لأنها معرضة للهلاك إما بأن تأكلها الذئاب أو تضيع، فمن وجدها فليأخذها حتى يحفظها من الهلاك.
- وقوله: «فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب» يعني أنك إذا لم تأخذها فإما أن يجدها صاحبها (أخوك المسلم) أو تأكلها الذئاب، فالأفضل أن تحفظها.
3- بخصوص فضالة الإبل (الإبل الضالة):
- هنا غضب النبي ﷺ حتى احمرت وجنتاه أو وجهه، لأن الإبل تختلف عن الغنم.
- الإبل قوية وتستطيع تحمل الجوع والعطش، ولها أخفاف (حذاؤها) تمشي بها مسافات طويلة، وتخزن الماء في أجوافها (سقاؤها) مما يمكنها من البقاء حية دون مساعدة.
- لذلك لا يجوز أخذها، بل يجب تركها حتى يجدها صاحبها، لأنها لا تتعرض للهلاك مثل الغنم.
- وغضب النبي ﷺ لأن السائل سأل عن شيء لا ينبغي له أن يفعله، فالإبل لا تحتاج إلى من يأخذها ويحفظها.

الدروس المستفادة:


1- العدل والأمانة: الإسلام يحث على حفظ الأمانة ورد المال إلى أصحابه، وهذا من العدل الذي أمر الله به.
2- مراعاة الظروف: الفرق في التعامل مع اللقطة والغنم والإبل يدل على مراعاة الظروف وطبيعة كل شيء.
3- الحكمة التشريعية: في تشريع أخذ الغنم وترك الإبل حكمة عظيمة، لأن الغنم ضعيفة معرضة للهلاك بخلاف الإبل.
4- غضب النبي ﷺ لله: غضب النبي ﷺ هنا كان لله، لأنه يتعلق بأمر شرعي، وهذا يدل على غيرته على حدود الله وأحكامه.
5- التعاون والإحسان: أخذ الغنم الضالة حفظاً لها من الهلاك نوع من التعاون والإحسان إلى المسلمين.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالمعاملات.
- يستفاد منه أن الضالة أنواع، ولكل نوع حكم خاص يناسبه.
- القاعدة الفقهية المستفادة: "ما لا يضيع عادة لا يجوز أخذه" كالإبل، وما يضيع عادة يجوز أخذه كالغنم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأدب (٦١١٢)، ومسلم في اللقطة (١٧٢٢: ٢) كلاهما من طريق إسماعيل بن جعفر، أخبرنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1065 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن اللقطة: عرفها سنة ثم اعرف وكاءها وعفاصها

  • 📜 حديث: عن اللقطة: عرفها سنة ثم اعرف وكاءها وعفاصها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن اللقطة: عرفها سنة ثم اعرف وكاءها وعفاصها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن اللقطة: عرفها سنة ثم اعرف وكاءها وعفاصها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن اللقطة: عرفها سنة ثم اعرف وكاءها وعفاصها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب