حديث: فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الوعيد للمصورين

عن أبي زرعة قال: دخلت مع أبي هريرة في دار مروان فرأى فيها تصاوير، فقال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «قال اللَّه عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي؟ فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة»

متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (٥٩٥٣)، ومسلم في اللباس (٢١١١) كلاهما من طريق عمارة بن القعقاع، ثنا أبو زرعة به، فذكره.

عن أبي زرعة قال: دخلت مع أبي هريرة في دار مروان فرأى فيها تصاوير، فقال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «قال اللَّه ﷿: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي؟ فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أبي زرعة قال: دخلت مع أبي هريرة في دار مروان فرأى فيها تصاوير، فقال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «قال اللَّه عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي؟ فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة».


1. شرح المفردات:


● أظلم: أي أكثر ظلمًا وجورًا.
● ذهب يخلق: أي تعاطى وعمل على خلق شيء.
● كخلقي: مثل خلقي في الصورة والهيئة.
● ذرة: أصغر النمل.
● حبة: مثل حبة القمح أو الشعير.
● شعيرة: نوع من الحبوب، وهي هنا للتمثيل بصغر الحجم.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث من الأحاديث القدسية، التي يرويها النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل.
المعنى الإجمالي:
يبيّن الحديث عظمة الخالق سبحانه وتعالى ويحذر من خطورة التصوير الذي فيه مضاهاة لخلق الله. فالله تعالى يتحدى أي إنسان يحاول أن يخلق كخلقه، ولو بأصغر المخلوقات (كذرة أو حبة أو شعيرة)، لأن الخلق الحقيقي هو من صفات الله تعالى وحده، ولا يقدر عليه أحد سواه.
الشرح التفصيلي:
● قوله: «قال اللَّه عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي؟»: هذا استفهام إنكاري، أي لا أحد أظلم ممن يتعاطى خلق الصور التي تشبه خلق الله، لأنه يتعدى على حق الله تعالى في الخلق الذي لا يشاركه فيه أحد.
● قوله: «فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة»: هذا تحدي من الله تعالى لهؤلاء المصورين الذين يصنعون صورًا كخلقه، بأنهم لن يستطيعوا خلق أصغر شيء ولو كان ذرة أو حبة، لأن الخلق الحقيقي (بإيجاد الروح والحياة) هو من قدرة الله وحده.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم التصوير الذي فيه مضاهاة لخلق الله: وهذا يشمل صناعة التماثيل والصور المجسمة ذات الظل، بجانب الصور التي تُرسم لذوات الأرواح (كالإنسان والحيوان) إذا كانت كاملة المعالم، لأن فيها تقليدًا لخلق الله.
2- إثبات صفة الخلق لله تعالى: وأنه لا خالق غيره، فمن ادعى أنه يخلق كخلق الله فقد أشرك.
3- بيان عظمة الله وقدرته: فخلقه تعالى لا يُضاهى، ولو اجتمع الإنس والجن على خلق أصغر مخلوق لما استطاعوا ذلك.
4- التحذير من الظلم: وأعظم الظلم الشرك بالله، والتعدي على حقوقه تعالى.
5- الحكمة من تحريم التصوير: صيانة لعقيدة التوحيد، ومنعًا للافتتان بالصور والتماثيل، بجانب سدًا لذريعة الوثنية وعبادة الأصنام.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري (5953) ومسلم (2111) وغيرهما.
- الفرق بين التصوير الجائز والمحرّم: يحرم تصوير ذوات الأرواح (إنسان أو حيوان) إذا كانت الصورة كاملة المعالم وذات ظل (أي مجسمة)، أو كانت رسومًا معظمة ومفتتنًا بها. أما ما كان غير كامل (كلا رأس فقط) أو الصور التي لا ظل لها (كالمرسومة على السجاد والوسائد للبسط والاستعمال) ففيها خلاف بين العلماء، والأحوط تركها.
- من صنع صورة من هذه الصور المحرمة فهو متوعّد بهذا الوعيد الشديد، إلا أن يتوب إلى الله تعالى.
- يستثنى من ذلك التصوير للضرورة كصور البطاقات الشخصية والجوازات، بجانب التصوير التعليمي أو الأمني إذا دعت الحاجة إليه، مع عدم التعظيم والافتتان.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يبصرنا بشرعه، وأن يجنبنا مواضع الغفلة والزلل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللباس (٥٩٥٣)، ومسلم في اللباس (٢١١١) كلاهما من طريق عمارة بن القعقاع، ثنا أبو زرعة به، فذكره. واللفظ لمسلم.
قوله: «فليخلقوا ذرة. . . الخ» هو أمر بمعنى التعجيز.
قال النووي: «معناه فليخلقوا ذرة فيها روح تتصرف بنفسها كهذه الذرة التي هي خلق اللَّه تعالى، وكذلك فليخلقوا حبة حنطة أو شعير، أي: ليخلقوا حبة فيها طعم تؤكل، وتزرع، وتنبت، ويوجد فيها ما يوجد في حبة الحنطة والشعير ونحوهما من الحب الذي يخلقه اللَّه تعالى، وهذا أمر تعجيز» اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 312 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة

  • 📜 حديث: فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب