حديث: عن الرجل الذي لم يرد عليه النبي ﷺ بسبب خاتم الذهب.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في اتخاذ الخاتم من حديد

عن أبي سعيد الخدري قال: أقبل رجل من البحرين إلى النبي ﷺ فسلم، فلم يرد عليه، وكان في يده خاتم من ذهب، وجبة حرير، فألقاهما ثم سلم، فرد عليه السلام، ثم قال: يا رسول اللَّه، أتيتك آنفا فأعرضت عني، فقال: «إنه كان في يدك جمرة من نار» قال: لقد جئت إذًا بجمر كثير، قال: «إن ما جئت به ليس بأجزأ عنا من
حجارة الحرة، ولكنه متاع الحياة الدنيا» قال: فماذا أتختم؟ قال: «حلقة من حديد أو ورق أو صفر».

حسن: رواه النسائي (٥٢٠٦، ٥١٨٨)، وفي الكبرى (٩٤٦١)، وابن وهب في الجامع (٥٩٣)، وأحمد (١١١٠٩)، وابن حبان (٥٤٨٩) كلهم من حديث عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن أبي النجيب، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: أقبل رجل من البحرين إلى النبي ﷺ فسلم، فلم يرد عليه، وكان في يده خاتم من ذهب، وجبة حرير، فألقاهما ثم سلم، فرد ﵇، ثم قال: يا رسول اللَّه، أتيتك آنفا فأعرضت عني، فقال: «إنه كان في يدك جمرة من نار» قال: لقد جئت إذًا بجمر كثير، قال: «إن ما جئت به ليس بأجزأ عنا من
حجارة الحرة، ولكنه متاع الحياة الدنيا» قال: فماذا أتختم؟ قال: «حلقة من حديد أو ورق أو صفر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي سعيد الخدري قال: أقبل رجل من البحرين إلى النبي ﷺ فسلم، فلم يرد عليه، وكان في يده خاتم من ذهب، وجبة حرير، فألقاهما ثم سلم، فرد ﷺ، ثم قال: يا رسول اللَّه، أتيتك آنفا فأعرضت عني، فقال: «إنه كان في يدك جمرة من نار» قال: لقد جئت إذًا بجمر كثير، قال: «إن ما جئت به ليس بأجزأ عنا من حجارة الحرة، ولكنه متاع الحياة الدنيا» قال: فماذا أتختم؟ قال: «حلقة من حديد أو ورق أو صفر».


1. شرح المفردات:


● البحرين: منطقة معروفة في شرق الجزيرة العربية.
● جبة حرير: ثوب مصنوع من الحرير.
● جمرة من نار: قطعة من النار تشبيهًا لشدة تحريم الذهب والحرير على الرجال.
● حجارة الحرة: الحجارة السوداء الموجودة في منطقة الحرة (أرض بركانية)، وهي قليلة القيمة.
● حلقة من حديد أو ورق أو صفر: الخاتم من الحديد، أو الفضة (الورق)، أو النحاس (الصفر).


2. شرح الحديث:


جاء رجل من البحرين إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يلبس خاتمًا من ذهب وجبة من حرير، فسلم على النبي، فلم يرد عليه السلام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه ما يحرم على الرجال من الذهب والحرير.
فأدرك الرجل سبب الإعراض، فألقى الخاتم والجبة، ثم سلم مرة أخرى، فرد عليه النبي السلام.
فسأل الرجل: لماذا لم ترد عليَّ في المرة الأولى؟
فأجابه النبي: «إنه كان في يدك جمرة من نار» أي أن خاتم الذهب الذي تلبسه محرم وهو مثل الجمرة المؤذية.
فظن الرجل أن ما جاء به من تجارة أو هدية سيعوض عن ذلك، فقال: "لقد جئت إذًا بجمر كثير" (أي: إذا كان الخاتم جمرة، فقد جئت بتجارة كثيرة قد تفيدكم).
فبين له النبي أن متاع الدنيا لا قيمة له عند الله مقارنة بالطاعة، فقال: «إن ما جئت به ليس بأجزأ عنا من حجارة الحرة» أي أن تجارتك هذه لا تفيدنا ولا تساوي عندنا شيئًا يذكر مقارنة بحجارة الحرة (وهي حجارة رخيصة لا قيمة لها)، بل هي مجرد متاع زائل من الدنيا.
فسأل الرجل: فماذا أتختم بدلاً من الذهب؟
فأرشده النبي إلى البدائل المباحة: خاتم من حديد، أو فضة (ورق)، أو نحاس (صفر).


3. الدروس المستفادة:


- تحريم لبس الذهب والحرير على الرجال، وهو إجماع بين العلماء.
- النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه بالتوجيه غير المباشر أحيانًا، كما في هذا الموقف حيث لم يرد السلام حتى أزال الرجل المحرم.
- التواضع وعدم الاغترار بمتاع الدنيا، فقيمتها عند الله قليلة.
- الحرص على سؤال أهل العلم عن البدائل المباحة عند وجود محرم.
- إيثار مرضاة الله على زينة الدنيا، كما فعل الرجل عندما ألقى الخاتم والجبة فورًا.


4. معلومات إضافية:


- الخاتم من الفضة هو السنة للرجال، كما ورد في أحاديث أخرى.
- هذا الحديث يدل على أن ترك الحرام سبب لقبول الدعاء ورد السلام، كما أن فعل الحرام قد يكون سببًا في حرمان الإجابة.
- يستفاد منه أيضًا أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم وسرعة استجابتهم لأمره.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بشرعه، ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٥٢٠٦، ٥١٨٨)، وفي الكبرى (٩٤٦١)، وابن وهب في الجامع (٥٩٣)، وأحمد (١١١٠٩)، وابن حبان (٥٤٨٩) كلهم من حديث عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن أبي النجيب، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي النجيب فإنه أحد الفقهاء في أيامه، وكان معروفا عند الناس ولم يجرحه أحد، وذكره ابن حبان في الثقات.
تنبيه: وقع في نسخة النسائي الصغرى «عن أبي البختري، عن أبي سعيد» وهو خطأ مطبعي، والصحيح «عن أبي النجيب» لأنه لم يذكره المزي في التحفة، ولا استدركه الحافظ في النكت الظراف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 295 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن الرجل الذي لم يرد عليه النبي ﷺ بسبب خاتم الذهب.

  • 📜 حديث: عن الرجل الذي لم يرد عليه النبي ﷺ بسبب خاتم الذهب.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن الرجل الذي لم يرد عليه النبي ﷺ بسبب خاتم الذهب.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن الرجل الذي لم يرد عليه النبي ﷺ بسبب خاتم الذهب.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن الرجل الذي لم يرد عليه النبي ﷺ بسبب خاتم الذهب.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب