دخل النبي مكة وحول الكعبة ثلاث مائة وستون نصبا فجعل يطعنها

حديث: دخل النبي مكة وحول الكعبة ثلاث مائة وستون نصبا فجعل يطعنها

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: دخل النبي ﷺ مكة، وحول الكعبة ثلاث مائة وستون نصبا، فجعل يطعنها بعود في يده، وجعل يقول: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [سورة الإسراء: ٨١]

متفق عليه: رواه البخاريّ في المظالم (٢٤٧٨)، ومسلم في الجهاد (١٧٨١) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد اللَّه، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يروي لنا حدثًا عظيمًا من أحداث فتح مكة، وهو تحطيم الأصنام التي كانت حول الكعبة، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:

● دخل النبي ﷺ مكة: أي عند فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة.
● حول الكعبة ثلاث مائة وستون نصبا: النصب هو الصنم أو التمثال الذي يعبد من دون الله، وكان عددها 360 صنمًا موزعة حول الكعبة.
● يطعنها بعود في يده: يطعنها أي يهوي عليها بالعصا ليكسرها ويسقطها.
● ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾: هذه آية من سورة الإسراء، تلاها النبي ﷺ أثناء تحطيمه للأصنام.

ثانيًا. شرح الحديث:

يصف لنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه هذا المشهد المهيب، عندما دخل النبي ﷺ مكة فاتحًا منتصرًا، وكان حول الكعبة 360 صنمًا، وضعتها قريش لتعبدها من دون الله. فما كان من النبي ﷺ إلا أن أخذ عصًا بيده وأخذ يطعن هذه الأصنام ويسقطها الواحد تلو الآخر، وهو يردد قوله تعالى: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾.
هذا الفعل النبوي يحمل معاني عميقة:
● إعلان انتصار الحق: فتح مكة كان انتصارًا للحق على الباطل، والإسلام على الشرك.
● تطهير البيت الحرام: الكعبة هي أول بيت وضع للناس، وقد طهرها النبي ﷺ من الأصنام لتعود كما بناها إبراهيم عليه السلام للتوحيد.
● التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ لم يكسر الأصنام بقوته الشخصية، ولكن بقوة الله، ومع ذلك أخذ بالأسباب (استخدام العصا).

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- عزة الإسلام وذلة الشرك: هذا الموقف يظهر قوة الإسلام وزهقان الباطل، فالأصنام لم تستطع أن تدفع عن نفسها.
2- وجوب محاربة الشرك بجميع أشكاله: سواء كان أصنامًا أو أفكارًا أو عادات تخالف التوحيد.
3- التأسي بالنبي ﷺ في الجهر بالحق: النبي ﷺ لم يكتفِ بتحطيم الأصنام، بل رافق ذلك بتلاوة القرآن لإعلان الحق.
4- بيان أن الباطل زاهق لا محالة: كما زهقت هذه الأصنام، فإن كل باطل سيزهق ويضمحل أمام الحق.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- عدد الأصنام (360) فيه إشارة إلى عدد أيام السنة عند العرب في الجاهلية، حيث كان لكل يوم صنم!
- بعد تحطيم الأصنام، قام النبي ﷺ بتنظيف الكعبة من الصور والتماثيل، وأعادها إلى حالتها الأصلية.
نسأل الله أن يطهر قلوبنا من أصنام الهوى والشرك، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المظالم (٢٤٧٨)، ومسلم في الجهاد (١٧٨١) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد اللَّه، فذكره. وفي رواية: «صنما». وفي رواية: «يوم الفتح». وفي رواية: «وقرأ أيضًا: ﴿قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (٤٩)﴾ [سورة سبأ: ٤٩]

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 336 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دخل النبي مكة وحول الكعبة ثلاث مائة وستون نصبا فجعل يطعنها

📜 حديث: دخل النبي مكة وحول الكعبة ثلاث مائة وستون نصبا فجعل يطعنها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: دخل النبي مكة وحول الكعبة ثلاث مائة وستون نصبا فجعل يطعنها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: دخل النبي مكة وحول الكعبة ثلاث مائة وستون نصبا فجعل يطعنها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: دخل النبي مكة وحول الكعبة ثلاث مائة وستون نصبا فجعل يطعنها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية