حديث: نهى النبي ﷺ عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الوعيد للمصورين

عن أبي جحيفة أنه اشترى غلامًا حجامًا، فقال: إن النبي ﷺ نهى عن ثمن الدم، وثمن الكلب، وكسب البغي، ولعن آكل الربا، وموكله، والواشمة، والمستوشمة، والمصور.

صحيح: رواه البخاريّ في اللباس (٥٩٦٢) عن محمد بن المثنى، قال: حدثني غندر، حدّثنا شعبة، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، فذكره.

عن أبي جحيفة أنه اشترى غلامًا حجامًا، فقال: إن النبي ﷺ نهى عن ثمن الدم، وثمن الكلب، وكسب البغي، ولعن آكل الربا، وموكله، والواشمة، والمستوشمة، والمصور.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي جحيفة رضي الله عنه:

أولاً. نص الحديث ومصدره:


روى الإمام البخاري في صحيحه (2237) عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي رضي الله عنه قال:
"اشترَى غُلامًا حَجَّامًا، فقال: إنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن ثَمَنِ الدَّمِ، وثَمَنِ الكَلْبِ، وكَسْبِ البَغِيِّ، ولَعَنَ آكِلَ الرِّبا، ومُوكِلَهُ، والواشِمَةَ، والمُسْتَوْشِمَةَ، والمُصَوِّرَ."


ثانيًا. شرح المفردات:


● غُلامًا حَجَّامًا: عبدًا يعمل في الحجامة (سحب الدم الفاسد من الجسم).
● ثَمَنِ الدَّمِ: المال الذي يُؤخذ مقابل إراقة الدم، كأجرة الحجامة.
● ثَمَنِ الكَلْبِ: ثمن بيع الكلب.
● كَسْبِ البَغِيِّ: المال الذي تكسبه المرأة من الزنا.
● آكِلَ الرِّبا: من يأكل الربا ويستحله.
● مُوكِلَهُ: من يدفع المال ليتاجر به بالربا.
● الوَاشِمَةَ: المرأة التي تضع الوشم (بوخز الجلد وحشوه بالصبغ).
● المُسْتَوْشِمَةَ: التي تطلب الوشم وتفعله بنفسها أو بغيرها.
● المُصَوِّرَ: من يصنع التماثيل أو الصور ذات الأرواح (التي تعبد من دون الله).


ثالثًا. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي أبو جحيفة رضي الله عنه أنه اشترى عبدًا يعمل في الحجامة، ثم بيَّن أن النبي ﷺ نهى عن أربعة أنواع من الكسب الحرام، ولعن خمسة أصناف من الناس، وذلك لأمرين:
1- النهي عن كسب معين لكونه مالاً خبيثًا لا بركة فيه.
2- اللعن على أفعال معينة لكونها من الكبائر أو مما يدخل في الشرك أو الفساد.

# التفصيل في المحرمات المذكورة:


1- ثمن الدم:
- النهي عن أخذ الأجرة على الحجامة، وهو مذهب جمهور العلماء (ومنهم الإمام أحمد والشافعي).
- والعلة: لأن الدم نجس، فلا يجوز أخذ عوض عنه، وكأنه بيع شيء محرم.
- لكن هناك رأي آخر (للإمام مالك وأبي حنيفة) بجواز أجرته إذا كانت الحجامة حاجة طبية، والأولى ترك الأخذ احتياطًا.
2- ثمن الكلب:
- نهى النبي ﷺ عن ثمن الكلب لأنه نجس، ولا منفعة مباحة فيه شرعًا (إلا ما استثني ككلب الصيد أو الحراسة).
- فبيعه وشراؤه باطل، والمال المكتسب منه حرام.
3- كسب البغي (الزانية):
- كل مال تأخذه المرأة من طريق الزنا فهو حرام، لأنه عوض عن فعل محرم.
- وهذا يشمل أيضًا "القوادة" (التوسيط في الزنا) وأي مال يُكتسب من الدعارة.
4- الربا وآكله وموكله:
- اللعن على آكل الربا (المستحل له)، وموكله (الذي يدفع المال ليتاجر به بالربا).
- والربا من الكبائر، وقد توعد الله فاعله بالحرب.
5- الواشمة والمستوشمة:
- الواشمة: التي توشم غيرها (بتغيير خلق الله).
- المستوشمة: التي تطلب الوشم لنفسها.
- والعلة: لأنه تغيير لخلق الله، وتشبه بالكفار، وفيه تدليس على الناس.
6- المصور:
- وهو من يصنع التماثيل أو الصور ذات الأرواح (كصورة الإنسان أو الحيوان).
- والعلة: لأنه يتشبه بخلق الله، وقد يؤدي إلى العبادة أو التكبر، وقد لعن النبي ﷺ المصورين.


رابعًا. الدروس المستفادة:


1- تحريم الكسب الخبيث: يجب على المسلم أن يتحرى الحلال في مكاسبه، ويجتنب الحرام.
2- النهي عن التشبه بالكفار: كالوشم والتصوير المحرم.
3- التحذير من الربا: فهو من أكبر الذنوب، ويشارك فيه الآكل والموكل.
4- اللعن على فاعلي هذه الأفعال: يدل على عظمها عند الله.
5- الحكمة من النهي عن ثمن الدم والكلب: النجاسة وعدم المنفعة الشرعية.
6- وجوب سد الذرائع إلى المحرمات: كالوشم والتصوير الذي قد يؤدي إلى الشرك.


خامسًا. ملاحظات فقهية:


- اختلف العلماء في حكم أجر الحجامة، والأحوط ترك الأخذ إلا للضرورة.
- الصور والتماثيل محرمة إذا كانت ذات أرواح، أما ما لا ظل له (كالرسومات على الجدران أو السجاد) ففيه خلاف.
- النهي عن ثمن الكلب لا يشمل كلاب الصيد أو الحراسة المباحة.

أسأل الله أن يعيننا على اجتناب الحرام، وأن يبارك لنا في أرزاقنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللباس (٥٩٦٢) عن محمد بن المثنى، قال: حدثني غندر، حدّثنا شعبة، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 313 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى النبي ﷺ عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي

  • 📜 حديث: نهى النبي ﷺ عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى النبي ﷺ عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى النبي ﷺ عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى النبي ﷺ عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب