حديث: كان النبي يتختم في يمينه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لبس الخاتم في اليد اليمنى

عن علي بن أبي طالب أن النبي ﷺ كان يتختم في يمينه.

حسن: رواه أبو داود (٤٢٢٦)، والنسائي (٥٢٠٣)، والترمذي في الشمائل (٩٠)، وصحّحه ابن حبان (٥٥٠١) كلهم من حديث ابن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي نمر، عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن حنين، عن أبيه، عن علي، فذكره.

عن علي بن أبي طالب أن النبي ﷺ كان يتختم في يمينه.

شرح الحديث:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، أن النبي صلى الله عليه وسلم "كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ".

1. شرح المفردات:


* يَتَخَتَّمُ: من الخاتم، أي يلبس الخاتم.
* فِي يَمِينِهِ: أي في يده اليمنى.
فمعنى الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس خاتمه في إصبعه على يده اليمنى.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يدل على مشروعية التختم في اليد اليمنى، وأن هذا الفعل كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم. والخاتم في عهده صلى الله عليه وسلم لم يكن للزينة فقط، بل كان يُستخدم كختم للمكاتبات والرسائل الرسمية، حيث كان يُطبع على الشمع أو الطين ليكون علامة على صدورها منه.
وقد وردت أحاديث أخرى تُظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم نقل خاتمه من يمينه إلى يساره. روى الإمام البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَكَانَ يَخْتِمُ بِهِ فِي يَمِينِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ اتَّخَذْتُ هَذَا الْخَاتَمَ فِي يَمِينِي... ثُمَّ أَلْقَاهُ". وفي رواية: "ثُمَّ أَلْقَاهُ وَقَالَ: لاَ أَلْبَسُهُ أَبَدًا، فَأَلْقَى النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ".
وفي رواية للإمام مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَبِسَ خَاتَمَ فِضَّةٍ فِي يَمِينِهِ، فِيهِ فَصٌّ حَبَشِيٌّ، كَانَ يَجْعَلُ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ".
الجمع بين الأحاديث:
جمهور العلماء على أن السنة في لبس الخاتم للرجال أن يكون في اليد اليسرى، بناءً على أكثر الأحاديث ثبوتاً وصراحة، مثل حديث ابن عمر السابق الذي فيه أنه صلى الله عليه وسلم نقل خاتمه إلى يساره ثم نَبَذَه بالكلية.
أما حديث علي رضي الله عنه (موضوع السؤال)، فيُحمل على أحد أمرين:
1- إما أنه كان في بداية الأمر، ثم نُقل إلى اليسار كما في رواية ابن عمر.
2- أو أن المقصود باليمين هو اليمنى مقارنة باليسرى، ولكن الخاتم كان في الخنصر من اليد اليسرى، وهي اليمين من الأصابع (أي أقربها لليمين) إذا نظرت إلى راحة اليد. وهذا تأويل ذكره بعض الشراح.
والراجح عند المحققين هو الاحتمال الأول، وأنه كان هديه صلى الله عليه وسلم الأخير والمستقر لبس الخاتم في الخنصر من اليد اليسرى.

3. الدروس المستفادة منه:


* مشروعية التختم للرجال: وذلك إذا كان من مواد مباحة (كالفضة للرجال)، ولم يكن فيه مخالفة شرعية (كالتشبه بالنساء أو الكفار).
* اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأمور كلها: حتى في أمور الزينة والشكل الظاهري، فهو الأسوة الحسنة.
* مرونة الشريعة وتنوع الهيئات في العبادات والعادات: فقد كان له صلى الله عليه وسلم هيئات متعددة في لبس الخاتم، والأمر فيها واسع.
* ترك التشبه بالذين غضب الله عليهم: حيث إن سبب إلقاء النبي صلى الله عليه وسلم للخاتم الذهب ونهيه عن لبسه كان لأنه تشبه بأهل الكتاب (اليهود والنصارى) في ذلك الوقت، الذين كانوا يلبسون خواتيم الذهب. وهذا يدل على وجوب اجتناب التشبه بغير المسلمين في خصائصهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


* حكم لبس خاتم الذهب للرجال: محرم تحريماً شديداً، وهو من الكبائر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "حُرِّمَ لِبَاسُ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي، وَأُحِلَّ لِإِنَاثِهِمْ". (رواه الترمذي وحسنه).
* حكم لبس خاتم الفضة للرجال: جائز ومشروع، وكان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضة.
* موضع الخاتم: السنة وضعه في الخنصر (أصغر الأصابع) كما جاء في الأحاديث الصحيحة.
* نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم: كان منقوشاً عليه ثلاثة أسطر: (مُحَمَّدٌ) في الأعلى، و(رَسُولُ) في الوسط، و(اللَّهِ) في الأسفل.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٢٢٦)، والنسائي (٥٢٠٣)، والترمذي في الشمائل (٩٠)، وصحّحه ابن حبان (٥٥٠١) كلهم من حديث ابن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي نمر، عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن حنين، عن أبيه، عن علي، فذكره.
وإسناده حسن من أجل شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر فإنه حسن الحديث إذا لم يخطئ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 288 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان النبي يتختم في يمينه

  • 📜 حديث: كان النبي يتختم في يمينه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان النبي يتختم في يمينه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان النبي يتختم في يمينه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان النبي يتختم في يمينه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب