إنا اتخذنا خاتما ونقشنا فيه نقشا فلا ينقش عليه أحد

حديث: إنا اتخذنا خاتما ونقشنا فيه نقشا فلا ينقش عليه أحد

عن أنس قال: صنع النبي ﷺ خاتما قال: «إنا اتخذنا خاتما، ونقشنا فيه نقشا، فلا ينقش عليه أحد». قال: فإني لأرى بريقه في خنصره.

صحيح: رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٧٤) عن أبي معمر (هو عبد اللَّه بن عمرو)، ثنا عبد الوارث، ثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث السنة النبوية، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:

● صنع: أي عمل أو اتخذ.
● خاتماً: حلقة تُلبس في الإصبع، غالباً للزينة أو كختم للمكاتبات.
● نقشنا فيه نقشاً: حفرنا عليه كتابة أو رسماً معيناً.
● لا ينقش عليه أحد: نهى عن تقليده ومحاكاته في شكل النقش تحديداً.
● بريقه: لمعانه وصقله.
● خنصره: أصبعه الأصغر (الخنصر).

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ لنفسه خاتماً من فضة، ونقش عليه عبارة "محمد رسول الله" ثلاثة أسطر: (مُحَمَّد) في الأعلى، و(رَسُول) في الوسط، و(الله) في الأسفل. وكان الغرض من هذا الخاتم أن يختم به الرسائل التي يبعثها إلى الملوك والزعماء يدعوهم إلى الإسلام، ليكون ختمه عليه الصلاة والسلام بديلاً عن الطريقة التي كانت متبعة عند الكفار من كتابة "على كذا وكذا" كتوقيع.
ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن ينقش أحد على خاتمه مثل هذا النقش بالذات، أي نقش "محمد رسول الله"، وذلك لما فيه من تعظيم وتشريف لاسمه صلى الله عليه وسلم، ولئلا يُتخذ وسيلة للغش أو التزوير، أو لأن في تقليده تشبهاً به في ما هو خاص به.
وأخيراً يذكر أنس رضي الله عنه أنه كان يرى بريق هذا الخاتم ولمعانه في خنصر النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على أنه كان يلبسه في يده اليمنى، كما هو الراجح من الأحاديث.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:

1- جواز اتخاذ الخاتم للرجال من الفضة: وهذا بإجماع العلماء، أما الذهب فمحرم على الرجال.
2- الحكمة في اتخاذ وسائل تمييز رسمية: كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في ختم رسائله.
3- النهي عن التقليد في الأمور الخاصة: كالنقش المميز الذي كان للنبي صلى الله عليه وسلم.
4- التواضع: فمع أن الخاتم كان له دور رسمي، إلا أنه كان من فضة وليس من ذهب أو جوهر ثمين.
5- حرص الصحابة على ملاحظة أدق تفاصيل حياة النبي صلى الله عليه وسلم: كملاحظة أنس رضي الله عنه لمعان الخاتم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

● مكان لبسه: الأفضل في الخنصر من اليد اليمنى، كما هو ظاهر الحديث، وقيل اليسرى.
● حكم لبس الخاتم للرجال: جائز ومستحب إذا كان للزينة المباحة أو لحاجة كالختم.
● نقش الخاتم: يجوز نقش اسم صاحبه أو غيره من العبارات المفيدة، مع تجنب نقش ما فيه تعظيم لغير الله أو ما فيه تشبه بالكفار.
● انتهاء حكمة الخاتم: بعد أن اعترفت الدول بالرسائل النبوية، ترك النبي صلى الله عليه وسلم الخاتم، كما في رواية أخرى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٧٤) عن أبي معمر (هو عبد اللَّه بن عمرو)، ثنا عبد الوارث، ثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، فذكره.
وفي الموضوع كلام آخر. انظر: السيرة النبوية.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 292 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنا اتخذنا خاتما ونقشنا فيه نقشا فلا ينقش عليه أحد

📜 حديث: إنا اتخذنا خاتما ونقشنا فيه نقشا فلا ينقش عليه أحد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إنا اتخذنا خاتما ونقشنا فيه نقشا فلا ينقش عليه أحد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إنا اتخذنا خاتما ونقشنا فيه نقشا فلا ينقش عليه أحد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إنا اتخذنا خاتما ونقشنا فيه نقشا فلا ينقش عليه أحد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية