حديث: الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوي سبعين عاما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عيش الصحابة

عن خالد بن عمير العدوي، قال: خطبنا عتبة بن غزوان، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، يتصابّها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم، فيهوي فيها سبعين عاما، لا يدرك لها قعرًا، وواللَّه لتملأن، أفعجبتم؟ ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول اللَّه ﷺ، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرًا على مصر من الأمصار، وإني أعوذ باللَّه أن أكون في نفسي عظيما، وعند اللَّه صغيرًا، وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت، حتى يكون آخر عاقبتها ملكا، فستخبرون وتجربون الأمراء بعدنا.

صحيح: رواه مسلم في الزهد (٢٩٦٧) من طرق عن سليمان بن المغيرة، حدّثنا حميد بن هلال، عن خالد بن عمير العدوي - وقد أدرك الجاهلية، فذكره.

عن خالد بن عمير العدوي، قال: خطبنا عتبة بن غزوان، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، يتصابّها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم، فيهوي فيها سبعين عاما، لا يدرك لها قعرًا، وواللَّه لتملأن، أفعجبتم؟ ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول اللَّه ﷺ، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرًا على مصر من الأمصار، وإني أعوذ باللَّه أن أكون في نفسي عظيما، وعند اللَّه صغيرًا، وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت، حتى يكون آخر عاقبتها ملكا، فستخبرون وتجربون الأمراء بعدنا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه خالد بن عمير العدوي عن الصحابي الجليل عتبة بن غزوان رضي الله عنه، يحمل في طياته دروسًا عظيمةً وعبرًا جليلةً، سأشرحها لكم وفقًا لما يلي:

أولاً. شرح المفردات:


● آذنت بصرم: أي أعلمت بانقطاعها وزوالها.
● ولت حذاء: أي مضت مسرعةً لا تلوِي على شيء.
● صبابة الإناء: ما يتبقى في الإناء بعد شرب معظمه، وهو قليل.
● كظيظ: مملوءة ومزدحمة جدًا.
● قرحت أشداقنا: تأذت أفواهنا وجوانبها من أكل ورق الشجر.
● بردة: ثوب خشن.
● اتزرت: لبستها على شكل إزار.
● تناسخت: تتابعت وتحولت.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ عتبة بن غزوان رضي الله عنه خطبته بحمد الله والثناء عليه، ثم ينتقل إلى التحذير من الدنيا وغرورها، فيذكر أن الدنيا قد قاربت على الانتهاء والزوال، ولم يبقَ منها إلا القليل الزائل، كالبقية القليلة في الإناء. ثم يذكر أن المصير هو الانتقال إلى دار الآخرة، التي إما جنة خالدة أو نارعذاب أبدي، ويحث على الاستعداد لها بأحسن الأعمال.
ثم يذكر رضي الله عنه بعضًا من أهوال جهنم وعظمتها، فيشير إلى أن الحجر يُلقى من حافة جهنم فيهوي فيها سبعين عامًا دون أن يصل إلى قعرها، وهذا من شدة عمقها وعظم هولها، ثم يتعجب من أن هذه النار ستمتلئ بالمعاندين الكافرين.
وبالمقابل، يذكر رضي الله عنه سعة الجنة ونعيمها، فيشير إلى أن المسافة بين مصراعي الباب الواحد من أبواب الجنة تسيرها المسيرة أربعين عامًا، ومع هذا فإنها ستمتلئ بالمؤمنين يوم القيامة.
ثم ينتقل رضي الله إلى ذكر نعمة الله عليه وعلى الصحابة، فيذكر حالهم الأول عندما كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في ضيق العيش وشدة الفقر، حتى كانوا يأكلون ورق الشجر، وتأذت أفواههم منه، وكان يشارك سعد بن مالك في ثوب واحد، كل منهما يلبس نصفه. ثم ينظر إلى حالهم بعد ذلك، حيث أصبح كل منهم أميرًا على إقليم من أقاليم المسلمين، فيعوذ بالله من العجب والكبر، ويحذر من أن يرى نفسه عظيمة بين الناس وهي صغيرة عند الله.
وأخيرًا يذكر رضي الله عنه أن النبوة لا تبقى على حالها، بل تتحول إلى خلافة ثم إلى ملك، ويحذر من فتنة الأمراء الذين سيأتون بعد الصحابة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- زوال الدنيا: الدنيا فانية لا بقاء لها، وما بقي منها قليل زائل، فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بها أو يتعلق بها.
2- الاستعداد للآخرة: يجب على المسلم أن يعد نفسه للدار الآخرة بالأعمال الصالحة، فهي دار الخلود والبقاء.
3- ذكر الجنة والنار: التذكير بنعيم الجنة وعذاب النار مما يزيد في إيمان العبد ويحفزه على الطاعة.
4- التواضع: ينبغي للمسلم أن يتواضع لله وللناس، ولا يغتر بما أعطاه الله من نعيم الدنيا، فالنعم قد تزول.
5- الصبر على الشدة: حال الصحابة في بداية الإسلام كان صعبًا وشديدًا، ولكنهم صبروا حتى جاءهم النصر والتمكين.
6- التحذير من فتنة الأمراء: يجب على المسلم أن يكون حذرًا من فتنة الحكام والأمراء، وأن لا يغتر بزخارف الدنيا.

رابعًا. معلومات إضافية:


- عتبة بن غزوان رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام، وهو من الصحابة الذين شهدوا بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- كان واليًا على البصرة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لطاعته ورضاه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد (٢٩٦٧) من طرق عن سليمان بن المغيرة، حدّثنا حميد بن هلال، عن خالد بن عمير العدوي - وقد أدرك الجاهلية، فذكره.
وكان عتبة بن غزوان يومئذ أميرًا على البصرة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 131 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوي سبعين عاما

  • 📜 حديث: الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوي سبعين عاما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوي سبعين عاما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوي سبعين عاما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوي سبعين عاما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب