لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا حاجة وفاقة

حديث: لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا حاجة وفاقة

عن فضالة بن عبيد قال: كان رسول اللَّه ﷺ إذا صلى بالناس خر رجال من قامتهم في الصلاة لما بهم من الخصاصة وهم من أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب: إن هؤلاء مجانين، فإذا قضى رسول اللَّه ﷺ الصلاة انصرف إليهم، فقال لهم: «لو تعلمون ما لكم عند اللَّه لأحببتم لو أنكم تزدادون حاجة وفاقة» قال فضالة: وأنا مع رسول اللَّه ﷺ يومئذ.

صحيح: رواه الترمذيّ (٢٣٦٨)، وأحمد (٢٣٩٣٨)، وصحّحه ابن حبان (٧٢٤) كلهم من طريق أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن يزيد المقري، حدّثنا حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ الخولاني حميد بن هانئ أن أبا علي عمرو بن مالك الجنبي أخبره عن فضالة بن عبيد، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه فضالة بن عبيد رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تُظهر عظيم فضل الصبر على الفقر والاحتياج في سبيل الله، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:

● خر رجال من قامتهم في الصلاة: أي سقطوا من قيامهم أثناء الصلاة.
● الخصاصة: الفقر الشديد والحاجة.
● أصحاب الصفة: هم فقراء الصحابة الذين كانوا يسكنون في صفة (ظلة) في مسجد النبي ﷺ، وكانوا غرباء لا أهل لهم ولا مال.
● الأعراب: سكان البادية من العرب، وكان بعضهم يأتي المدينة.
● مجانين: جمع مجنون، أي يظنون أنهم مجانين بسبب هذا السقوط.
● تزدادون حاجة وفاقة: أي تزدادون فقرًا واحتياجًا.

ثانيًا. شرح الحديث:

يصف فضالة بن عبيد رضي الله عنه، وهو أحد الصحابة وكان حاضرًا هذه الواقعة، حال بعض فقراء الصحابة من أهل الصفة. كان هؤلاء الصحابة في فقر مدقع وجوع شديد لدرجة أنهم أثناء وقوفهم في الصلاة مع النبي ﷺ، لا يقوون على الثبات من شدة الضعف والجوع، فيسقطون على الأرض.
وكان بعض الأعراب ممن يحضر المسجد يرى هذا المشهد، فيظن أن هؤلاء الرجال مجانين لأنهم يسقطون دون سبب ظاهر (حيث لا يعلم الأعراب شدة جوعهم).
وبعد أن ينتهي النبي ﷺ من الصلاة، لا يتجاهلهم أو يخجل من حالهم، بل ينصرف إليهم مباشرة ليُعلّمهم ويُعلّم الأمة كلها درسًا عظيمًا. فيخبرهم ﷺ أن هذا الفقر والاحتياج الذي هم فيه، إذا صبروا عليه واحتسبوا الأجر عند الله، فإن له أجرًا عظيمًا عند الله تعالى، لدرجة أنهم لو يعلمون قدر هذا الأجر لتمنوا أن يزيد فقرهم واحتياجهم ليحصلوا على أجر أعظم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- الصبر على البلاء والفقر له أجر عظيم: الحديث يوضح أن المشقة والاحتياج في سبيل الله ليست نقمة، بل يمكن أن تكون نعمة ووسيلة للتقرب إلى الله إذا صبر المسلم واحتسب الأجر.
2- الرسول ﷺ القدوة في الرحمة والاهتمام بالضعفاء: انصرافه ﷺ إليهم بعد الصلاة مباشرة показывает اهتمامه بأحوال المسلمين، خاصة الفقراء والمحتاجين، وتعليمه وتثبيته لهم.
3- عدم الحكم على الناس من الظاهر: الأعراب حكموا من الظاهر فظنوهم مجانين، لكن الحقيقة كانت غير ذلك. هذا يعلمنا not to judge people without knowing their circumstances.
4- فضل أهل الصفة: هؤلاء الصحابة كانوا من أفقر الناس في الدنيا، ولكنهم بأعين الله ورسوله كانوا من أعظم الناس قدرًا لأجل صبرهم واتباعهم للنبي ﷺ.
5- الترغيب في الزهد في الدنيا وطلب الآخرة: الحديث يحث على عدم الخوف من الفقر إذا كان في سبيل الله، ويرغب في طلب الأجر الأخروي على المتاع الدنيوي.

رابعًا. معلومات إضافية:

● أهل الصفة كان عددهم يختلف، sometimes reaching up to seventy or more. They were known for their extreme piety and dedication to learning from the Prophet ﷺ رغم أن their poverty.
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني، والحاكم، وقال عنه الحاكم: صحيح الإسناد.
- يستدل به العلماء على فضل الصبر على الفقر والمرض، وأن المؤمن يرى البلاء تكفيرًا للسيئات ورفعة للدرجات.
أسأل الله أن يجعلنا من الصابرين الشاكرين، وأن يرزقنا القناعة بما قسم لنا، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٣٦٨)، وأحمد (٢٣٩٣٨)، وصحّحه ابن حبان (٧٢٤) كلهم من طريق أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن يزيد المقري، حدّثنا حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ الخولاني حميد بن هانئ أن أبا علي عمرو بن مالك الجنبي أخبره عن فضالة بن عبيد، فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 135 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا حاجة وفاقة

📜 حديث: لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا حاجة وفاقة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا حاجة وفاقة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا حاجة وفاقة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا حاجة وفاقة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية