حديث: عنوان الحديث: "لقد رأيتنا وما لنا ثياب إلا البراد المتفتقة"

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عيش الصحابة

عن عبد اللَّه بن شقيق، قال: أقصت بالمدينة مع أبي هريرة سنة، فقال لي ذات يوم ونحن عند حجرة عائشة: لقد رأيتنا وما لنا ثياب إلا البراد المتفتقة، وإنه ليأتي على أحدنا الأيام ما يجد طعاما يقيم به صلبه، حتى إن كان أحدنا ليأخذ الحجر فيشده على أخمص بطنه، ثم يشده بثوبه ليقيم به صلبه، فقسم رسول اللَّه ﷺ ذات يوم بيننا تمرًا، فأصاب كل إنسان منا سبع تمرات فيهن حشفة، فما سرني أن لي مكانها تمرة جيدة، قال: قلت: لم؟ قال: تشد لي من مضغي. قال: فقال لي: من أين أقبلت؟ قلت: من المنمام. قال: فقال لي: هل رأيت حجر موسى؟ قلت: وما حجر موسى؟ قال: إن بني إسرائيل قالوا لموسى قولا تحت ثيابه في مذاكيره، قال: فوضع ثيابه على صخرة وهو يغتسل، قال: فسعت بثيابه، قال: فتبعها في أثرها وهو يقول: يا حجر، ألق ثيابي، يا حجر، ألق ثيابي، حتى أتت به على بني إسرائيل، فرأوه سويا حسن الخلق، فلَحَبه ثلاث لحَبات، فوالذي نفس أبي هريرة بيده، لو كنت نظرت، لرأيت لحبات موسى فيه.

صحيح: رواه أحمد (٨٣٠١) عن عبد الصمد (هو ابن عبد الوارث)، حدثني أبي، حدّثنا الجريري، عن عبد اللَّه بن شقيق قال: فذكره.

عن عبد اللَّه بن شقيق، قال: أقصت بالمدينة مع أبي هريرة سنة، فقال لي ذات يوم ونحن عند حجرة عائشة: لقد رأيتنا وما لنا ثياب إلا البراد المتفتقة، وإنه ليأتي على أحدنا الأيام ما يجد طعاما يقيم به صلبه، حتى إن كان أحدنا ليأخذ الحجر فيشده على أخمص بطنه، ثم يشده بثوبه ليقيم به صلبه، فقسم رسول اللَّه ﷺ ذات يوم بيننا تمرًا، فأصاب كل إنسان منا سبع تمرات فيهن حشفة، فما سرني أن لي مكانها تمرة جيدة، قال: قلت: لم؟ قال: تشد لي من مضغي. قال: فقال لي: من أين أقبلت؟ قلت: من المنمام. قال: فقال لي: هل رأيت حجر موسى؟ قلت: وما حجر موسى؟ قال: إن بني إسرائيل قالوا لموسى قولا تحت ثيابه في مذاكيره، قال: فوضع ثيابه على صخرة وهو يغتسل، قال: فسعت بثيابه، قال: فتبعها في أثرها وهو يقول: يا حجر، ألق ثيابي، يا حجر، ألق ثيابي، حتى أتت به على بني إسرائيل، فرأوه سويا حسن الخلق، فلَحَبه ثلاث لحَبات، فوالذي نفس أبي هريرة بيده، لو كنت نظرت، لرأيت لحبات موسى فيه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما نسمع ونقرأ. هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وفيه شهادة صادقة من صحابي جليل هو أبو هريرة رضي الله عنه على حال الصحابة الكرام في عهد النبوة، وبيان لصبرهم وجلدهم في سبيل الله.

أولاً. شرح المفردات:


● أقصت بالمدينة: أي أقمت وسكنت فيها.
● البراد المتفتقة: البراد: ثياب غليظة من صوف أو شعر. المتفتقة: الممزقة والمتهرئة.
● ليقيم به صلبه: أي ليملأ بطنه ويقوي ظهره من الجوع.
● أخمص بطنه: أخمص البطن هو الجزء الأسفل منه.
● حشفة: الحشفة هي التمرة الرديئة الصغيرة أو اليابسة.
● تشُد لي من مضغي: أي تشد وتقوي من لحمي وجسدي.
● المنمام: موضع قرب المدينة المنورة.
● حجر موسى: أي الصخرة التي حصلت عندها القصة مع نبي الله موسى عليه السلام.
● مذاكيره: جمع مذكار، وهو العضو الذكري.
● سعت بثيابه: أي مشت وذهبت بثيابه.
● لَحَبه: اللَّحْب هو الضرب بالعصا أو الجلد.
● لَحَبات: جمع لَحْبة، وهي الضربة.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا عبد الله بن شقيق أنه أقام في المدينة سنة مع الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. وفي يوم من الأيام، بينما هما جالسان عند حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، استرجع أبو هريرة ذكريات الأيام الأولى للإسلام، فقال:
لقد كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في فقر مدقع وعوز شديد. لم تكن لدينا ثياب إلا الخَلَق الممزق من الصوف. وكان يمر على أحدنا أيام لا يجد فيها ما يأكله ليشبع ويقوي جسده. حتى إن أحدنا كان يأخذ حجراً ويضعه على بطنه من شدة الجوع، ثم يربطه بثوبه ليحس بالشبع الوهمي ويسكت ألم الجوع.
ثم ذكر أبو هريرة موقفاً معيناً تجلى فيه كرم النبي صلى الله عليه وسلم وحنكته في التوزيع مع شدة العوز. فقد قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصحابة تمراً، فحصل كل واحد منهم على سبع تمرات فقط، وكان من بينهن تمرة رديئة (حشفة). ومع هذا القلة والرداءة، فإن أبا هريرة كان يفضل هذه الحصة الصغيرة على أن يكون له بدلاً منها تمرة واحدة جيدة! فلما سأله ابن شقيق عن سبب ذلك، أجابه: لأن هذه السبع التميرات، ولو كانت رديئة، كانت تشبعني وتقويني أكثر من تمرة واحدة جيدة.
ثم انتقل أبو هريرة في حديثه إلى قصة نبي الله موسى عليه السلام سائلاً ابن شقيق إن كان رأى "حجر موسى" في طريقه. فلما استفهم ابن شقيق عن هذه الصخرة، أخبره أبو هريرة بالقصة التي تدل على عفة نبي الله موسى وكمال خلقته:
حيث أن بني إسرائيل قالوا كلاماً فيه اغتياب ونقد لنبي الله موسى عليه السلام فيما يتعلق بعورته (في مذاكيره) أثناء اغتساله. فلما نزل موسى ليغتسل، وضع ثيابه على صخرة. فإذا بالصخرة - بإذن الله - تأخذ ثيابه وتهرب بها! فأخذ موسى يتبعها وهو ينادي: "يا حجر، ألق ثيابي"، حتى وصلت الصخرة إلى مجمع بني إسرائيل، فرأوه عليه السلام بكمال خلقه وجمال هيئته (سويًا حسن الخلق)، فشاهدوا بأعينهم بطلان ما كانوا يتهمونه به. فغضب موسى عليه السلام منهم فضرب الحجر ثلاث ضربات بالعصا (فلَحَبه ثلاث لَحَبات). ويقسم أبو هريرة رضي الله عنه بالله أنه لو نظر إلى تلك الصخرة لرأى أثر تلك الضربات فيها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان شدة فقر الصحابة وصبرهم: يصور لنا الحديث حياة الصحابة رضي الله عنهم في بداية الإسلام، وكيف تحملوا الفقر والجوع في سبيل الله ورسوله، مما يربي فينا روح الصبر والزهد في الدنيا وعدم الترفع عن الفقراء.
2- كرم النبي وحكمته: رغم شدة الحاجة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يوزع القليل الذي يجده بين أصحابه بعدل وحكمة، ليشعر الجميع بالعناية والرحمة.
3- القناعة بما قسم الله: موقف أبي هريرة الذي فضل السبع التميرات الرديئة على التمرة الجيدة الواحدة يعلمنا القناعة والرضا بالقليل الذي يقيم الأود ويشبع الحاجة،而不是 التذمر والطمع.
4- عفة الأنبياء وكمال خلقهم: قصة موسى عليه السلام ترد على افتراءات بني إسرائيل وتؤكد أن الأنبياء معصومون من النقائص والعيوب الخلقية، وهم في غاية الكمال البشري الذي خلقه الله عليهم.
5- أن المعجزات حقيقة: هروب الحجر بثياب موسى معجزة من الله تعالى подтверждающая نبوته وردًا على افتراء القوم.
6- التأسي بالصالحين: في الحديث حث على التأسي بالصحابة في صبرهم وزهدهم، وبالأنبياء في عفتهم وكمال أخلاقهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" وحسنه محققو المسند، ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وقال الهيثمي: ر
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٨٣٠١) عن عبد الصمد (هو ابن عبد الوارث)، حدثني أبي، حدّثنا الجريري، عن عبد اللَّه بن شقيق قال: فذكره. وإسناده صحيح.
والجريري هو: سعيد بن إياس اختلط لكن عبد الوارث سمع منه قبل اختلاطه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 134 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: "لقد رأيتنا وما لنا ثياب إلا البراد المتفتقة"

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: "لقد رأيتنا وما لنا ثياب إلا البراد المتفتقة"

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: "لقد رأيتنا وما لنا ثياب إلا البراد المتفتقة"

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: "لقد رأيتنا وما لنا ثياب إلا البراد المتفتقة"

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: "لقد رأيتنا وما لنا ثياب إلا البراد المتفتقة"

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب