حديث: عبد الرحمن بن عوف: ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عيش الصحابة

عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال: قدم رجل من أهل الشام المدينة، فلقي أصحاب النبي ﷺ فسلم عليهم، وكان عبد الرحمن بن عوف غائبا في أرض له
بالجرف، فأتاه، فإذا هو واضع رداءه، والمسحاة في يده وهو يحول الماء في أرضه، فلما رآه عبد الرحمن وضع المسحاة من يده، ولبس رداءه، قال: فوقف عليه الرجل فسلم عليه وقال: جئت لأمر، فرأيت أعجب منه، ما أدري أعلمتم ما لم نعلم، أو جاءكم ما لم يأتنا، ما لنا نخف في الجهاد وتتثاقلون عنه، ونزهد في الدنيا وترغبون فيها، وأنتم سلفنا وأصحاب نبينا؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: ما علمنا إلا ما علمتم، ولا جاءنا إلا ما جاءكم، ولكنا ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر.

صحيح: رواه عبد الرزاق (٢٠٩٩٧) عن معمر، عن الزهري قال: أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: فذكره.

عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال: قدم رجل من أهل الشام المدينة، فلقي أصحاب النبي ﷺ فسلم عليهم، وكان عبد الرحمن بن عوف غائبا في أرض له
بالجرف، فأتاه، فإذا هو واضع رداءه، والمسحاة في يده وهو يحول الماء في أرضه، فلما رآه عبد الرحمن وضع المسحاة من يده، ولبس رداءه، قال: فوقف عليه الرجل فسلم عليه وقال: جئت لأمر، فرأيت أعجب منه، ما أدري أعلمتم ما لم نعلم، أو جاءكم ما لم يأتنا، ما لنا نخف في الجهاد وتتثاقلون عنه، ونزهد في الدنيا وترغبون فيها، وأنتم سلفنا وأصحاب نبينا؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: ما علمنا إلا ما علمتم، ولا جاءنا إلا ما جاءكم، ولكنا ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه رضي الله عنه:

1. شرح المفردات:


● المسحاة: هي المجرفة أو الأداة التي يُحفر بها.
● الجرف: مكان قرب المدينة المنورة.
● يُحوِّل الماء: أي يوجه الماء في سقي الأرض.
● الضراء: الشدة والمصائب.
● السراء: النعمة والرخاء.

2. شرح الحديث:


يُخبر الحديث أن رجلاً من أهل الشام قدم إلى المدينة المنورة، فسلم على الصحابة رضي الله عنهم، وكان عبد الرحمن بن عوف غائباً في مزرعة له بالجرف، فذهب إليه الرجل فوجده يعمل بيديه، واضعاً رداءه (ملابسه الخارجية) ومشمراً عن ساعده، ومستخدماً المسحاة (المجرفة) لتحويل الماء في أرضه للزراعة.
فلما رآه عبد الرحمن، ترك العمل ولبس رداءه تكريماً للضيف، ثم سأله الرجل قائلاً: جئت لأمر (ربما للاستفادة أو السؤال)، لكني رأيت منك عجباً! لا أدري: هل تعلمون من الدين ما لا نعلم؟ أم جاءكم وحي لم يأتنا؟ كيف نوفق بين أننا (أهل الشام) نُسرع للجهاد وتتثاقلون عنه، ونزهد في الدنيا وترغبون فيها (بالعمل لها)، مع أنكم سلفنا الصالح وأصحاب نبينا محمد ﷺ؟
فأجابه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بحكمة بالغة: "ما علمنا إلا ما علمتم، ولا جاءنا إلا ما جاءكم" أي: ليس عندنا علم خاص أو وحي جديد، ولكن الفرق أننا "ابتلينا بالضراء فصبرنا" أي: صبرنا على الشدائد كالفقر والاضطهاد، و"ابتلينا بالسراء فلم نصبر" أي: لم نستطع أن نصبر على النعمة والغنى كما صبرنا على الشدة، فخشينا أن تفسدنا الدنيا، فلزمنا العمل لنتقي بها فتنة الغنى.

3. الدروس المستفادة:


● فضل الصحابة وحكمتهم: فهم خير القرون، وكانوا أعلم الناس بالله وبالدين، وأحرص على نجاتهم من فتن الدنيا.
● الخوف من فتنة الغنى: كما أن الفقر قد يكون بلاء، فإن الغنى قد يكون فتنة أعظم إذا لم يُشكر ويُستعمل في طاعة الله.
● الصبر على النعمة: يحتاج إلى مجاهدة كالصبر على البلاء، بل قد يكون أصعب؛ لأن النفوس تميل إلى الراحة والتمتع.
● العمل والكسب الحلال: ليس عيباً، بل هو من السنة إذا قُصد به الكفاف والتقوي على الطاعة، ولكن الخوف من الانهماك والغفلة.
● التواضع: ظهر تواضع عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، حيث كان يعمل بيديه.

4. معلومات إضافية:


- عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من كبار الصحابة، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان تاجراً غنياً لكنه سخي في الإنفاق في سبيل الله.
- هذا الحديث يُظهر جانباً من حياة الصحابة بعد وفاة النبي ﷺ، وكيف كانوا يتعاملون مع الدنيا بحذر، ويخشون الفتنة فيها.
- يستفاد منه أن المجاهدة على الدين تكون في السراء والضراء، وأن الصبر على النعمة قد يكون من أعلى درجات الإيمان.
نسأل الله أن يعيننا على شكر نعمه، وأن يقينا فتنة الغنى والفقر. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الرزاق (٢٠٩٩٧) عن معمر، عن الزهري قال: أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه الترمذيّ (٢٤٦٤) عن قتيبة، حدّثنا صفوان (واسمه: عبد اللَّه بن سعيد الأموي) عن يونس، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عوف قال: ابتلينا مع رسول اللَّه ﷺ بالضراء فصبرنا، ثم ابتلينا بالسراء بعده فلم نصبر.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن».
قال الأعظمي: وهو كما قال؛ فإن في رواية يونس عن الزهري بعض الأوهام.
ولكنه توبع في الإسناد الأول.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 138 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عبد الرحمن بن عوف: ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر

  • 📜 حديث: عبد الرحمن بن عوف: ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عبد الرحمن بن عوف: ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عبد الرحمن بن عوف: ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عبد الرحمن بن عوف: ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب