حديث: الرجل يأخذ بيد الرجلين على قدر طاقته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عيش الصحابة

عن جابر بن عبد اللَّه، قال: كان يقدم على النبي ﷺ قوم ليست لهم معارف، فيأخذ الرجل بيد الرجل، والرجل بيد الرجلين، والرجل بيد الثلاثة، على قدر طاقته، فأخذ ختني بيد رجلين فخلوت به، فلمته، فقلت: تأخذ رجلين، وعندك ما عندك، فقال: إن عندنا رزقا من رزق اللَّه، فانطلق حتى أريك، فانطلقت، فأراني شيئًا من بر، فقال: هذا عندنا، فقلت: من أين لك هذا؟، قال: اشتريناه من العير التي قدمت أمس، وأراني مثل جثوة البعير تمرا، فقال: وهذا عندنا، وأراني جرة فيها ودك، فقال: وهذا دهان وإدام، ثم غدا بهما إلى رسول اللَّه ﷺ، أو راح بهما، وقد أطعمهما ودهنهما، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «إني أرى صاحبيك حسني الحال، كم تطعمهما كل يوم من وجبة؟ قال: وجبتين، قال: «وجبتين؟ فلولا كانت واحدة».

صحيح: رواه البزار - كشف الأستار (٣٦٠٦) عن نصر بن علي، أخبرنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ثنا الجريري، -واسمه: سعد بن إياس-، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه، قال: كان يقدم على النبي ﷺ قوم ليست لهم معارف، فيأخذ الرجل بيد الرجل، والرجل بيد الرجلين، والرجل بيد الثلاثة، على قدر طاقته، فأخذ ختني بيد رجلين فخلوت به، فلمته، فقلت: تأخذ رجلين، وعندك ما عندك، فقال: إن عندنا رزقا من رزق اللَّه، فانطلق حتى أريك، فانطلقت، فأراني شيئًا من بر، فقال: هذا عندنا، فقلت: من أين لك هذا؟، قال: اشتريناه من العير التي قدمت أمس، وأراني مثل جثوة البعير تمرا، فقال: وهذا عندنا، وأراني جرة فيها ودك، فقال: وهذا دهان وإدام، ثم غدا بهما إلى رسول اللَّه ﷺ، أو راح بهما، وقد أطعمهما ودهنهما، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «إني أرى صاحبيك حسني الحال، كم تطعمهما كل يوم من وجبة؟ قال: وجبتين، قال: «وجبتين؟ فلولا كانت واحدة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

نص الحديث:


عن جابر بن عبد اللَّه، قال: كان يقدم على النبي ﷺ قوم ليست لهم معارف، فيأخذ الرجل بيد الرجل، والرجل بيد الرجلين، والرجل بيد الثلاثة، على قدر طاقته، فأخذ ختني بيد رجلين فخلوت به، فلمته، فقلت: تأخذ رجلين، وعندك ما عندك، فقال: إن عندنا رزقا من رزق اللَّه، فانطلق حتى أريك، فانطلقت، فأراني شيئًا من بر، فقال: هذا عندنا، فقلت: من أين لك هذا؟، قال: اشتريناه من العير التي قدمت أمس، وأراني مثل جثوة البعير تمرا، فقال: وهذا عندنا، وأراني جرة فيها ودك، فقال: وهذا دهان وإدام، ثم غدا بهما إلى رسول اللَّه ﷺ، أو راح بهما، وقد أطعمهما ودهنهما، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «إني أرى صاحبيك حسني الحال، كم تطعمهما كل يوم من وجبة؟ قال: وجبتين، قال: «وجبتين؟ فلولا كانت واحدة».


الشرح التفصيلي:



# أولاً. شرح المفردات:


● معارف: أقارب أو معارف يساعدونهم في النفقة والإقامة.
● ختني: صهر الرجل (زوج ابنته أو أخته).
● خلوت به: انفردت به.
● لمته: عتبت عليه وعيرته.
● جثوة البعير: ما يحمله البعير على ظهره من الحمل الثقيل.
● ودك: دهن أو سمن.
● إدام: ما يؤكل مع الخبز من طعام.
● غدا بهما: ذهب بهما في الصباح.
● راح بهما: ذهب بهما بعد الزوال.
● وجبتين: وجبتي طعام في اليوم.

# ثانيًا. شرح الحديث:


يصف لنا الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ما كان يحدث عندما يقدم إلى المدينة المنورة قوم من المسلمين ليس لهم فيها أقارب أو معارف يساعدونهم في النفقة والإقامة. فكان الصحابة الكرام يتسابقون لإيواء هؤلاء الضيوف وإكرامهم، كلٌ حسب طاقته، فمنهم من يأخذ ضيفًا واحدًا، ومنهم من يأخذ اثنين، ومنهم من يأخذ ثلاثة.
وكان صهر جابر (ختنه) قد أخذ ضيفين، فاستغرب جابر من ذلك لأنه يعرف أن صهره ليس عنده سعة من المال، فانفرد به وعاتبه قائلاً: كيف تأخذ ضيفين وعندك ما عندك (أي وأنت محدود الدخل)؟ فأجابه صهره بأن عنده رزقًا من الله، وأراه ما عنده من البر (القمح) والتمر والدهن، وأنه اشترى هذه الأشياء من القافلة التي قدمت بالأمس.
ثم ذهب صهر جابر بالضيفين إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أطعمهما وادهنهما (أي قدم لهما الطعام وسقاهما الدهن ليكون إدامًا للخبز). فلما رآهما النبي صلى الله عليه وسلم في حالة حسنة، سأل صهر جابر: كم تطعمهما في اليوم؟ فأخبره أنه يطعمهما وجبتين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم متعجبًا: "وجبتين؟! فهلا جعلتها وجبة واحدة؟".

# ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل إكرام الضيف: الحديث يظهر حرص الصحابة على إكرام الضيف واستضافته، وهي من خصال الكرم والإيمان.
2- التوكل على الله والثقة برزقه: رد صهر جابر على عتبه بأن "عندنا رزقًا من رزق الله" يعلمنا التوكل على الله واليقين بأن الرزق بيده سبحانه.
3- الاقتصاد في النفقة وعدم الإسراف: تعليق النبي صلى الله عليه وسلم "فلولا كانت واحدة" فيه توجيه إلى الاعتدال في الإنفاق وعدم الإسراف حتى في أبواب الخير والضيافة.
4- مراعاة الظروف المادية: النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن إكرام الضيف، بل نبه إلى مراعاة الحالة الاقتصادية وعدم تحميل النفس ما لا تطيق.
5- التعاون على البر والتقوى: صورة رائعة من تعاون الصحابة على استضافة القادمين وإعانتهم.

# رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على أن الضيافة تكون بقدر الاستطاعة، ولا يجب إكراه النفس على ما لا تقدر عليه.
- فيه إشارة إلى أن الإسراف مذموم حتى في الطاعات، والأفضل هو التوسط والاعتدال.
- يظهر حرص النبي صلى الله عليه وسلم على توجيه أصحابه إلى الأساليب الحكيمة في التعامل مع الضيوف ومع النفقة.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار - كشف الأستار (٣٦٠٦) عن نصر بن علي، أخبرنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ثنا الجريري، -واسمه: سعد بن إياس-، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
وإسناده صحيح، وعبد الأعلى سمع من الجريري قبل اختلاطه.
قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٥٣): «رواه البزار ورجاله رجال الصحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 142 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الرجل يأخذ بيد الرجلين على قدر طاقته

  • 📜 حديث: الرجل يأخذ بيد الرجلين على قدر طاقته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرجل يأخذ بيد الرجلين على قدر طاقته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرجل يأخذ بيد الرجلين على قدر طاقته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرجل يأخذ بيد الرجلين على قدر طاقته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب