حديث: أحرق بطوننا التمر وتخرقت عنا الخنف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عيش الصحابة

عن أبي حرب بن أبي الأسود، أن طلحة حدثه، وكان من أصحاب رسول اللَّه ﷺ، قال: أتيت المدينة، وليس لي بها معرفة، فنزلت في الصفة مع رجل فكان بيني وبينه كل يوم مد من تمر، فصلى رسول اللَّه ﷺ ذات يوم، فلما انصرف، قال رجل من أصحاب الصفة: يا رسول اللَّه أحرق بطوننا التمر، وتخرقت عنا الخنف، فصعد رسول اللَّه ﷺ، فخطب ثم قال: «واللَّه، لو وجدت خبزا أو لحما لأطعمتكموه، أما إنكم توشكون أن تدركوا، ومن أدرك ذاك منكم أن يراح عليكم بالجفان، وتلبسون
مثل أستار الكعبة» قال: فمكثت أنا وصاحبي ثمانية عشر يوما وليلة، ما لنا طعام إلا البرير، حتى جئنا إلى إخواننا من الأنصار فواسونا، وكان خير ما أصبنا هذا التمر.

صحيح: رواه أحمد (١٥٩٨٨)، والبزار - كشف الأستار (٣٦٧٣)، وصحّحه ابن حبان (٦٦٨٤)، والحاكم (٣/ ١٥) كلهم من طرق عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، فذكره.

عن أبي حرب بن أبي الأسود، أن طلحة حدثه، وكان من أصحاب رسول اللَّه ﷺ، قال: أتيت المدينة، وليس لي بها معرفة، فنزلت في الصفة مع رجل فكان بيني وبينه كل يوم مد من تمر، فصلى رسول اللَّه ﷺ ذات يوم، فلما انصرف، قال رجل من أصحاب الصفة: يا رسول اللَّه أحرق بطوننا التمر، وتخرقت عنا الخنف، فصعد رسول اللَّه ﷺ، فخطب ثم قال: «واللَّه، لو وجدت خبزا أو لحما لأطعمتكموه، أما إنكم توشكون أن تدركوا، ومن أدرك ذاك منكم أن يراح عليكم بالجفان، وتلبسون
مثل أستار الكعبة» قال: فمكثت أنا وصاحبي ثمانية عشر يوما وليلة، ما لنا طعام إلا البرير، حتى جئنا إلى إخواننا من الأنصار فواسونا، وكان خير ما أصبنا هذا التمر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يروي لنا جانبًا من حياة الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وما كانوا عليه من صبر وجَلَدٍ في سبيل الله، ويرويه لنا أبو حرب بن أبي الأسود عن الصحابي الجليل طلحة رضي الله عنه، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

شرح المفردات:


● الصفة: مكان مظلل في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كان يأوي إليه الفقراء والغرباء من الصحابة، وسُمُّوا بأهل الصفة.
● الخنف: جمع خُنُف، وهي النعال البالية التي تخرقت من شدة الاستعمال.
● الجفان: جمع جَفْنَة، وهي القصاع الكبيرة التي يوضع فيها الطعام.
● البرير: نوع من التمر رديء الجودة، قاسٍ لا يُستطاع.

شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي طلحة رضي الله عنه أنه قدم المدينة المنورة غريبًا لا يعرف فيها أحدًا، فنزل في "الصفة" مع رجل آخر، وكان قوت كل واحد منهما كل يوم هو "مد" من التمر (والمد يساوي حوالي 750 جرامًا تقريبًا)، وهو طعام بسيط لا يكاد يسد الجوع.
وفي يوم من الأيام، صلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم انصرف، فقام أحد أصحاب الصفة يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حالهم، فقال: "يا رسول الله، أحرق بطوننا التمر"؛ لأنهم لا يأكلون غيره، حتى أصبحت بطونهم تتألم من كثرة أكله، "وتخرقت عنا الخنف"؛ أي أن نعالهم قد تمزقت من الفقر والحاجة.
فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر وخطب الناس، ثم قال لهم بتأكيدٍ قَسَمٍ بالله: "والله، لو وجدت خبزًا أو لحمًا لأطعمتكموه"، أي لو كان عندي شيءٌ أفضل من التمر لأطعمتكموه، ولكن هذا هو المتاح، ثم بشرهم صلى الله عليه وسلم بقرب زوال هذه الشدة، فقال: "أما إنكم توشكون أن تدركوا، ومن أدرك ذاك منكم أن يراح عليكم بالجفان"؛ أي سترون الأيام التي يُؤتى فيها إليكم بالطعام في القصاع الكبيرة، "وتلبسون مثل أستار الكعبة"؛ أي ثيابًا فاخرةً كتلك التي تُصنع للكعبة المشرفة.
ثم يخبرنا طلحة رضي الله عنه أنه وصاحبه مكثا ثمانية عشر يومًا وليلة لا طعام لهما إلا "البرير"؛ وهو تمر رديء قاسٍ، حتى جاء إخوانهم من الأنصار فواَسَوهم وشاركوهم في الطعام، فكان خير ما أصابوه ذلك التمر الذي جاءهم به الأنصار.

الدروس المستفادة:


1- الصبر على الشدة والفقر: فقد صبر الصحابة رضي الله عنهم على الجوع والفقر في سبيل الله، ولم يشكوا إلا لله ورسوله.
2- البشارة بعد الشدة: فالنبي صلى الله عليه وسلم بشرهم بقرب زوال الشدة، وأنهم سينعمون بالخير الوفير.
3- فضل إخوانية الأنصار: فقد ضرب الأنصار أروع الأمثلة في المواساة والإيثار، كما قال الله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر:9].
4- التوكل على الله: فمع شدة الحاجة، كانوا يعلمون أن الرزق بيد الله، وأن الفرج قريب.
5- صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: فقد تحققت بشارته صلى الله عليه وسلم، حيث فتح الله على المسلمين ووسع عليهم رزقهم.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- قصة أهل الصفة من أروع قصص الصبر والإيمان في تاريخ الإسلام.
- التمر كان طعامًا أساسيًا لأهل المدينة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ويأكله، وهو طعام مبارك كما ورد في السنة.
نسأل الله أن يرزقنا الصبر واليقين، وأن يجعلنا من المتوكلين عليه حق توكل. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٥٩٨٨)، والبزار - كشف الأستار (٣٦٧٣)، وصحّحه ابن حبان (٦٦٨٤)، والحاكم (٣/ ١٥) كلهم من طرق عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، فذكره. وإسناده صحيح.
قال البزار: «وطلحة هذا سكن البصرة، وهو طلحة بن عمرو، ولم يرو إلا هذا الحديث».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 140 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أحرق بطوننا التمر وتخرقت عنا الخنف

  • 📜 حديث: أحرق بطوننا التمر وتخرقت عنا الخنف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أحرق بطوننا التمر وتخرقت عنا الخنف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أحرق بطوننا التمر وتخرقت عنا الخنف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أحرق بطوننا التمر وتخرقت عنا الخنف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب