حديث: فطوبى للغرباء الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أنّ الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء» قيل: من هم يا رسول اللَّه؟ قال: «الذين يَصْلُحون إذا فسد النّاس».

صحيح: رواه الآجريّ في «الغرباء» (١) عن عبد اللَّه بن أبي داود، حدثنا محمد بن آدم المصيصيّ، حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه -يعني ابن مسعود- فذكر الحديث.

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء» قيل: من هم يا رسول اللَّه؟ قال: «الذين يَصْلُحون إذا فسد النّاس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث «إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء» من الأحاديث العظيمة التي تحدد واقع الدعوة الإسلامية ومسارها عبر الزمن، وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه.

أولاً. شرح المفردات:


● بدأ غريبًا: أي ظهر الإسلام في بدايته غريبًا بين الناس، قليلاً أهله، مستضعفًا.
● سيعود غريبًا: سيرجع الإسلام في آخر الزمان غريبًا كما كان في أوله، قلةٌ يتمسكون به حق التمسك.
● فطوبى للغرباء: الطوبى هي الجنة أو شجرة في الجنة، وهي كلمة تدل على السعادة والفلاح، فالغرباء هم السعداء الفائزون.
● يَصْلُحون إذا فسد الناس: أي أنهم يستمرون في فعل الصلاح والإصلاح عندما يفسد الآخرون ويتركون طريق الحق.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام بدأ في مكة غريبًا، حيث كان المؤمنون قلة مستضعفين، وسيعود في آخر الزمان غريبًا مرة أخرى، حيث يقل المتمسكون به حق التمسك، ويصبح أهل الحق غرباء بين الناس. ثم يبشر النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الغرباء بالجنة والسعادة. وعندما سُئل عن صفتهم، بين أنهم الذين يصلحون أنفسهم ويصلحون غيرهم عندما يفسد الناس وتعم المعاصي والانحرافات.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الثبات على الدين: الحديث يبعث الأمل ويشحذ الهمم للثبات على الدين حتى في أحلك الظروف، عندما يصبح التمسك بالسنن غربة.
2- التميز الإيجابي: الغرباء ليسوا منعزلين سلبيين، بل هم المصلحون الذين يعملون ويجاهدون لإنكار المنكر والدعوة إلى المعروف.
3- البشارة لأهل الاستقامة: في زمن الفتن والانحرافات، يكون ثواب المتمسكين بالحق عظيمًا، وقد وعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالطوبى وهي الجنة.
4- سنة الله في الصراع بين الحق والباطل: الإسلام يمر بمراحل قوة وضعف، ولكن العاقبة للمتقين.
5- الحث على الإصلاح: صفة الغرباء أنهم يصلحون ما أفسد الناس، مما يدل على وجوب العمل الإيجابي وعدم اليأس أو الانزواء.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث له روايات متعددة بتعريف الغرباء، منها: «الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي» و«نزاع من القبائل» و«أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير».
- الغربة أنواع: غربة الدين، وغربة أهل الحق، وغربة السنة بين البدع.
- ينبغي للمسلم أن يستعد لهذه الغربة بالإيمان القوي، والعلم النافع، والعمل الصالح، والدعوة إلى الله بالحكمة.
نسأل الله أن يجعلنا من الغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الآجريّ في «الغرباء» (١) عن عبد اللَّه بن أبي داود، حدثنا محمد بن آدم المصيصيّ، حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه -يعني ابن مسعود- فذكر الحديث.
وإسناده صحيح. والمصيصيّ هذا ثقة، وثَّقه النسائيّ وغيره.
ورواه أبو عمرو الدَّانيّ في «الفتن» (٢٨٨) من طريق الآجريّ، به، إِلَّا أنه قال فيه: «عن أبي صالح» بدلًا من «أبي إسحاق»، والظاهر أنه وهم منه، أو خطأ من الناسخ.
وأبو إسحاق هو السبيعيّ وقد اختلط في آخر عمره، ولكن سماع الأعمش منه كان قديمًا.
ورواه الترمذيّ (٢٦٢٩) عن أبي كريب، وابن ماجة (٣٩٨٨) عن سفيان بن وكيع، والإمام أحمد وابنه (٣٧٨٤) عن عبد اللَّه بن محمد بن أبي شيبة، كلّهم عن حفص بن غياث، به، إِلَّا أن الترمذيّ لم يذكر السؤال وتفسيرَ الغرباء.
وأما الإمام أحمد وابن ماجة فذكرا تفسير الغرباء بلفظ آخر «قال: قيل: ومن الغرباء؟ قال: النّزاع من القبائل». وسفيان بن وكيع ضعيف لكنه توبع.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن مسعود، إنما نعرفه من حديث حفص ابن غياث، عن الأعمش، وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشميّ، تفرَّد به حفص».
قوله: «النُّزَّاع» ضبط بضم ثم تشديد، قيل: هو جمع نزيع ونازع، وهو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته، أي الذين يخرجون عن الأوطان لإقامة سنن الدين. قاله السّنديّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 153 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فطوبى للغرباء الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس

  • 📜 حديث: فطوبى للغرباء الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فطوبى للغرباء الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فطوبى للغرباء الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فطوبى للغرباء الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب