حديث: دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن تهييج الحبشة

عن رجل من أصحاب النبي ﷺ عن النبي ﷺ أنه قال: «دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم».

حسن: رواه أبو داود (٤٣٠٢)، والنسائي (٣١٧٦) كلاهما من طريق ضمرة، عن أبي زرعة السيباني، عن أبي سكينة رجل من المحررين، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ، فذكره.

عن رجل من أصحاب النبي ﷺ عن النبي ﷺ أنه قال: «دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي سألت عنه، رواه الإمام أبو داود في سننه، وغيره، وهو حديث صحيح بشواهده، وفيه توجيه نبوي كريم ذو دلالات عميقة.

أولاً. شرح المفردات:


● دعوا: اتركوا وكفوا عنهم.
● الحبشة: هم أهل إثيوبيا وما جاورها في ذلك الزمان.
● ما ودعوكم: ما داموا قد تركوكم ولم يعتدوا عليكم. (الوداع: بمعنى الترك).
● الترك: هم قبائل الأتراك الذين كانوا يسكنون مناطق آسيا الوسطى.
● ما تركوكم: ما داموا قد كفوا أذاهم عنكم ولم يبدؤوا بالعدوان.

ثانياً. شرح الحديث:


معنى الحديث النبوي الشريف واضح وجلي، وهو توجيه من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بأن لا يبدؤوا أحداً بعدوان أو حرب، ما دام ذلك الطرف مسالماً لا يعتدي عليهم.
● "دعوا الحبشة ما ودعوكم": أي اتركوا أهل الحبشة في حالهم، ولا تتعرّضوا لهم بسوء ما داموا قد تركوكم ولم يعتدوا على دينكم أو أرضكم أو أنفسكم.
● "واتركوا الترك ما تركوكم": ونفس الحكم ينطبق على الأتراك، فلا تبدؤوهم بحرب ما داموا غير معتدين.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتوي على حكم عظيمة، منها:
1- أصل العلاقة بين المسلمين وغيرهم هو السلم والعهد: فليس الأصل في العلاقات هو القتال، بل الأصل هو السلام وعدم الاعتداء، ما دام الطرف الآخر محترماً لهذا المبدأ. وهذا من رحمة الإسلام وعدله.
2- تحريم العدوان والبدء بالقتال بغير حق: لا يجوز للمسلمين أن يبدؤوا أحداً بالحرب لمجرد اختلاف الدين أو الجنس أو العرق، بل إن القتال مشروع فقط للدفاع عن النفس، أو رد العدوان، أو لرفع الظلم عن المستضعفين.
3- الحكمة والسياسة الشرعية في التعامل مع الأمم: النبي صلى الله عليه وسلم خصّ الحبشة والترك بالذكر لسببين:
● سبب تاريخي: الحبشة كان لهم موقف مشهور في استقبال الصحابة المهاجرين واحترامهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُكنّ لهم تقديراً خاصاً due to their just king, Al-Najashi.
● سبب استشرافي: فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ببعض علامات الساعة وفتن آخر الزمان، وكان من المعلوم أن للترك والحبشة شأن في ذلك، فكان التوجيه النبوي للأمة بأن لا تفتعل الصدام معهم ما داموا مسالمين.
4- مراعاة المصلحة ودفع المفسدة: فالحكم بترك قتال من لم يعتدِ هو تحقيق لمصلحة السلام والأمن، ودرءٌ لِمَفْسدة إراقة الدماء وتبديد الطاقات في صراعات غير ضرورية.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث هو دليل قوي لأهل العلم في تقرير مبدأ "العهد" و "الأمان" في العلاقات الدولية في الإسلام.
- يستدل به الفقهاء على أن "الجهاد" في الإسلام ليس غزواً عدوانياً لتغيير عقائد الناس، بل هو دفاعي في جوهره، أو لردع المعتدين وفتح الطريق لبلاغ الدعوة في أجواء من الحرية والأمان.
- ينبغي أن يفهم هذا الحديث في سياقه، فهو لا يعني السلبية أو الضعف، بل يعني القوة الحكيمة التي لا تعتدي ولكنها تُعِدّ القوة لردع任何 معتدٍ محتمل، كما قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}.
نسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا من الداعين إلى الخير الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٣٠٢)، والنسائي (٣١٧٦) كلاهما من طريق ضمرة، عن أبي زرعة السيباني، عن أبي سكينة رجل من المحررين، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ، فذكره.
واقتصر أبو داود على اللفظ المذكور، وساقه النسائي مطولا كما هو مذكور في المغازي.
وإسناده حسن من أجل ضمرة وهو ابن ربيعة الفلسطيني فإنه حسن الحديث، وأبو سكينة مختلف في صحبته كما في التقريب. والكلام عليه مبسوط في المغازي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 131 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم

  • 📜 حديث: دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب