حديث: ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما روي في البصرة

روي عن مسلم بن أبي بكرة قال: سمعت أبي يحدث: أن رسول اللَّه ﷺ قال «ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة عند نهر يقال له: دجلة يكون عليه جسر يكثر أهلها وتكون من أمصار المهاجرين».
قال ابن يحيى: قال أبو معمر: «وتكون من أمصار المسلمين، فإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء عراض الوجوه، صغار الأعين، حتى ينزلوا على شط النهر، فيتفرق أهلها ثلاث فرق: فرقة يأخذون أذناب البقر والبرية وهلكوا. وفرقة يأخذون لأنفسهم وكفروا. وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم، ويقاتلونهم وهم الشهداء».

ضعيف: رواه أبو داود (٤٣٠٦)، وابن حبان (٦٧٤٨)، وأحمد (٢٠٤١٣) كلهم من حديث سعيد بن جمهان، عن مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه.

روي عن مسلم بن أبي بكرة قال: سمعت أبي يحدث: أن رسول اللَّه ﷺ قال «ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة عند نهر يقال له: دجلة يكون عليه جسر يكثر أهلها وتكون من أمصار المهاجرين».
قال ابن يحيى: قال أبو معمر: «وتكون من أمصار المسلمين، فإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء عراض الوجوه، صغار الأعين، حتى ينزلوا على شط النهر، فيتفرق أهلها ثلاث فرق: فرقة يأخذون أذناب البقر والبرية وهلكوا. وفرقة يأخذون لأنفسهم وكفروا. وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم، ويقاتلونهم وهم الشهداء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من حديث نبينا الكريم.
الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده، يتناول علامة من علامات آخر الزمان وأحداث ستقع في مدينة البصرة.


1. شرح المفردات:


● بِغَائِطٍ: أرض منخفضة واسعة أو منبسطة.
● يُسَمُّونَهُ البَصْرَةَ: أي يسمون ذلك المكان (البصرة)، وهي المدينة المعروفة في العراق.
● دِجْلَةَ: هو نهر دجلة المشهور.
● جسر: معبر يُبنى على النهر لعبوره.
● أمصار المهاجرين: المصْر (بفتح الصاد) هو المدينة الكبيرة، أي تكون من المدن العظيمة التي يسكنها المهاجرون ومن بعدهم المسلمون.
● بَنُو قَنْطُورَاء: هم التتار أو المغول، وقيل هم أتراك، وهم من قبائل الترك المعروفة بصفاتهم المذكورة.
● عِرَاضُ الوُجُوه: واسعو الوجوه، والمقصود وجههم عريض ومسطح.
● صِغَارُ الأَعْيُن: عيونهم ضيقة وصغيرة، وهي الصفة المعروفة لأقوام آسيا الوسطى.
● شَطَّ النَّهْر: جانب النهر وضفته.
● أَذْنَابَ البَقَر: يفرون ويلتحقون بالرعاة والفلاحين في البراري (أي يهربون من القتال خائفين على دنياهم).
● والبَرِّيَّة: الحياة في البراري والصحاري هرباً.
● يَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ: أي يختارون السلامة والذلة ويخضعون للعدو، فيأخذون لأنفسهم عهداً بالأمان من الكفار، وهذا كفر لأنه إذعان لهم وترك للجهاد.
● ذَرَارِيِّهِمْ: أي أطفالهم ونساءهم (أهلهم).
● خَلْفَ ظُهُورِهِمْ: يحمونهم ويجعلونهم في الخلف ليدافعوا عنهم.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن حدث عظيم سيقع في آخر الزمان، حيث يهاجم قوم (بنو قنطوراء وهم التتار أو المغول) مدينة البصرة العظيمة الواقعة على نهر دجلة.
عندما ينزل هؤلاء الأعداء على ضفة النهر، ينقسم أهل المدينة إلى ثلاث فرق في موقفهم من هذا العدوان:
1- الفرقة الأولى: فرقة تهرب من المواجهة، تلوذ بالفرار إلى البوادي وتلتحق برعاة البقر وغيرهم، طلباً للسلامة وحباً للدنيا. وهؤلاء هلكوا معنوياً ودنيوياً، لأن الهروب من الزحف من كبائر الذنوب إذا كان القتال فرض عين، وقد يعرضهم لهلاك في الدنيا أيضاً.
2- الفرقة الثانية: فرقة تستسلم للعدو وتخضع له، وتأخذ منه عهداً بالأمان مقابل الإذعان له. وهذا الفعل كفر لأنه ترك للجهاد الذي هو فرض، وذلة للمشركين، ورضا بالحكم بغير ما أنزل الله.
3- الفرقة الثالثة: فرقة تقف موقف الأبطال، يجعلون نساءهم وأطفالهم في مؤخرتهم ليدافعوا عنهم، ويقاتلون العدو بشجاعة وإيمان. وهؤلاء هم الشهداء الذين نالوا أعلى الدرجات بفضل الله.


3. الدروس المستفادة منه:


1- صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم: فالحديث وصف حدثاً وقع بعد قرون، حيث غزا التتار بقيادة هولاكو regions العراق ومنها البصرة في القرن السابع الهجري، ووصفهم ينطبق على صفات التتار تماماً.
2- بيان موقف المسلمين عند البلاء: الحديث يصور المواقف الثلاثة المحتملة لأي أمة تواجه عدواً غاشماً: الهروب، الاستسلام، أو المقاومة والجهاد.
3- ذم الهروب من الزحف والاستسلام للكفار: بيّن النبي أن الهروب من المعركة عندما تكون فرض عين سبب للهلاك، وأن الاستسلام وطلب الأمان من العدو على حساب الدين هو كفر وردة.
4- فضل الجهاد والشهادة في سبيل الله: الثلة المؤمنة التي تقاتل دفاعاً عن الدين والعرض والوطن هي الفائزة في الدنيا والآخرة، حتى لو قتلت، فهي من الشهداء.
5- التعليق على الأحداث التاريخية: غزو التتار للعالم الإسلامي كان ابتلاء عظيماً، وكان عبرة للمسلمين في أهمية التمسك بالدين والوحدة والاستعداد للعدو.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أشراط الساعة الصغرى، التي وقعت بالفعل.
● بنو قنطوراء هم من نسل يافث بن نوح عليه السلام، وهم شعوب الترك والمغول.
- الغزو التتاري للبصرة وبلاد الإسلام كان في منتصف القرن السابع الهجري (656 هـ) وكانت له آثار مروعة، ولكن الله رد كيدهم وأهلكهم على يد المماليك المسلمين في معركة عين جالوت.
- الحديث يحث على الثبات على الدين وعدم التخاذل عند مواجهة الأعداء، وأن النصر يكون بالصبر والتقوى.
أسأل الله أن يجعلنا من الثابتين على دينه، والمقاتلين في سبيله، وأن يحفظ بلاد المسلمين من كل سوء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٣٠٦)، وابن حبان (٦٧٤٨)، وأحمد (٢٠٤١٣) كلهم من حديث سعيد بن جمهان، عن مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه. فذكره.
وسعيد بن جمهان عندي حسن الحديث إذا لم يخطئ ولم يأت في حديثه ما ينكر عليه، وهنا أنه روى هذا الحديث بألوان كثيرة كما أنه أتى في متنه ما لم يتابع عليه.
وله أسانيد أخرى لا تفيد شيئًا، وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث رواه درست بن زياد، عن راشد أبي محمد الحماني، عن أبي الحسن مولى أبي بكرة، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي ﷺ، وذكر الحديث باختلاف في بعض ألفاظه، فقال أبو حاتم: «هو حديث منكر». علل الحديث (٢/ ٤١٩).
وفي الباب أيضًا عن أنس بن مالك أن رسول اللَّه ﷺ قال له: «يا أنس، إن الناس يمصرون أمصارًا، وإن مصرًا منها يقال له البصرة أو البصيرة، فإن أنت مررت بها أو دخلتها، فإياك وسباخها وكلاءها وسوقها وباب أمرائها، وعليك بضواحيها؛ فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف، وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير».
رواه أبو داود (٤٣٠٧) عن عبد اللَّه بن الصباح، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، قال: ثنا موسى الحناط لا أعلمه إلا ذكره عن موسى بن أنس، عن أنس، فذكره.
ولا يعرف هذا الحديث إلا عن أنس، وقد وقع شك في رواية الحناط، عن موسى بن أنس،
وفي متنه غرابة.
وله طريقان آخران عن أنس وفيهما من هو متهم، وأورد أحدهما ابن الجوزي في الموضوعات.
وأما ما روي عن أبي هريرة مرفوعا: «يبعث من مسجد العشار الذي بالأُبلة شهداء، لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم». فهو منكر.
رواه أبو داود (٤٣٠٨)، والعقيلي في الضعفاء (١/ ٥٥)، وابن عدي في الكامل (٣/ ٩٠٣) كلهم من طريق إبراهيم بن صالح بن درهم، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وعلته إبراهيم بن صالح قال البخاري: لا يتابع عليه، وضعفه الدارقطني.
وقال ابن عدي: «هذا الحديث بأي إسناد كان فهو منكر».
قوله: «مسجد العشار» قال أبو داود: هذا المسجد مما يلي النهر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 130 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة

  • 📜 حديث: ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب