حديث: لتتبعن سنن من كان قبلكم باعا بباع وذراعا بذراع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن هذه الأمة تتبع سنن اليهود والنصارى

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لتتبعن سنن من كان قبلكم باعا بباع، وذراعًا بذراعٍ، وشبرًا بشبرٍ، حتى لو دخلوا في جحر ضَبٍّ لدخلتم فيه»، قالوا: يا رسول اللَّه، اليهود والنصارى؟ قال: «فمن إذًا؟».

حسن: رواه ابن ماجه (٣٩٩٤)، وأحمد (٩٨١٩)، وابن أبي عاصم في السنة (٧٢) كلهم من
حديث يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لتتبعن سنن من كان قبلكم باعا بباع، وذراعًا بذراعٍ، وشبرًا بشبرٍ، حتى لو دخلوا في جحر ضَبٍّ لدخلتم فيه»، قالوا: يا رسول اللَّه، اليهود والنصارى؟ قال: «فمن إذًا؟».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو يحمل تحذيراً شديداً للأمة الإسلامية من الوقوع في التقليد الأعمى للأمم السابقة.

أولاً. شرح المفردات:


● "لتتبعن": اللام للقسم، أي أقسم أنكم ستتبعون.
● "سنن": جمع سنة، وهي الطريقة والمنهج والسيرة.
● "باعاً بباع، وذراعاً بذراع، وشبراً بشبر": الباع والذراع والشبر مقاييس للطول، والمراد المبالغة في المماثلة والتقليد حتى في التفاصيل الصغيرة.
● "جحر ضب": الجحر هو النفق أو الحفرة في الأرض، والضَبُّ هو حيوان بري يشبه الوزغ (الورل) يحفر جحوراً ضيقة جداً.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الأمة الإسلامية سوف تسير على نفس النهج والطريقة التي سارت عليها الأمم السابقة من اليهود والنصارى، وتقلدهم تقليداً أعمى، حتى في أدق الأمور وأصغرها.
والمعنى: كما أنهم قاسوا أمور دينهم ودنياهم بمقاييس باطلة، و اتبعوا أهواءهم، فستفعلون أنتم مثلكم مثلهم. والتشبيه بالمقاييس (الباع والذراع والشبر) للدلالة على أن التقليد سيكون مطابقاً ومتطابقاً تماماً، دون زيادة أو نقصان.
ثم يضرب المثل الأعلى في هذا التقليد الأعمى بقوله: "حتى لو دخلوا في جحر ضب لدخلتم فيه". وجحر الضب ضيق ومقرف ولا يُعقل أن يدخله إنسان، وهذا يدل على:
1. الغباء وعدم التعقل في التقليد.
2. الاستمرار في هذا التقليد إلى نهايته المطلقة.
3. أنهم سيقلدونهم حتى في الأمور القبيحة والمستنكرة والعجيبة.
فلما سأل الصحابة رضي الله عنهم للاستفهام والاستيضاح: "يا رسول الله، اليهود والنصارى؟"، كان جواب النبي صلى الله عليه وسلم المؤكد والمقرر: "فمن إذًا؟"، أي نعم، هم اليهود والنصارى، فليس هناك غيرهم ليقلدوهم. وهذا تأكيد على أن المشبه بهم هم أهل الكتاب تحديداً.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1. تحذير من التقليد الأعمى: الحديث تحذير صريح من اتباع غير المسلمين في عاداتهم وطرق تفكيرهم وأخلاقهم ومناهج حياتهم دون تمييز بين صالحها وطالحها.
2. الحفاظ على الهوية الإسلامية: يجب على المسلم أن يكون فخوراً بدينه، معتزاً بشخصيته الإسلامية المميزة، لا ذائباً في غيره من الأمم.
3. التمييز بين المنافع الدنيوية والتقليد المذموم: ليس في الحديث منع من الأخذ بالعلوم النافعة والتجارب المفيدة في شؤون الدنيا كالطب والهندسة، إنما المنع من تقليدهم في أخلاقهم وعقائدهم وهواياتهم ومظاهرهم التي تتعارض مع الإسلام.
4. بيان صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: فقد وقع ما أخبر به، فكم من عادات وسلوكيات وتيارات فكرية غربية أصبحت تُقلَّد اليوم تقليداً أعمى.
5. أن التقليد من طبع البشر: لذا جاء التحذير منه، لأنه ميل فطري إلا أن العقل والشرع يردانه.

رابعاً. أمثلة معاصرة للتقليد المذموم:


- تقليد الغرب في عاداتهم الخاصة بأعيادهم (كعيد الحب، الهالوين، رأس السنة الميلادية).
- تقليدهم في المظهر والهيئة (قصات الشعر الغريبة، الوشوم، الثقوب في الجسد).
- تقليدهم في السلوكيات والأخلاق (الاختلاط غير المنضبط، التبرج، العلاقات غير الشرعية).
- تقليدهم في الأفكار والعقائد المنحرفة (العلمانية، الليبرالية المتطرفة، الإلحاد، الشذوذ).
نسأل الله أن يحفظنا من التقليد الأعمى، وأن يثبتنا على دينه، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٣٩٩٤)، وأحمد (٩٨١٩)، وابن أبي عاصم في السنة (٧٢) كلهم من
حديث يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو الليثي فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 150 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لتتبعن سنن من كان قبلكم باعا بباع وذراعا بذراع

  • 📜 حديث: لتتبعن سنن من كان قبلكم باعا بباع وذراعا بذراع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لتتبعن سنن من كان قبلكم باعا بباع وذراعا بذراع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لتتبعن سنن من كان قبلكم باعا بباع وذراعا بذراع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لتتبعن سنن من كان قبلكم باعا بباع وذراعا بذراع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب