يهلك الناس هذا الحي من قريش

حديث: يهلك الناس هذا الحي من قريش

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يُهلك الناسَ هذا الحي من قريش«، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: لو أن الناس اعتزلوهم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (٣٦٠٤)، ومسلم في الفتن (٢٩١٧) كلاهما من طريق أبي أسامة، حدّثنا شعبة، عن أبي التياح، قال: سمعت أبا زرعة، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يُهلك الناسَ هذا الحي من قريش»، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «لو أن الناس اعتزلوهم».
(رواه البخاري ومسلم)

1. شرح المفردات:

● يُهلك الناسَ: أي يسببون هلاك الناس ودمارهم.
● هذا الحي: الحي هنا بمعنى القبيلة أو الجماعة، والمقصود بهم فرقة معينة من قريش.
● اعتزلوهم: أي تجنبونهم وتبتعدون عنهم، وترك الدخول معهم في الفتن والحروب.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث النبوي الشريف يحذر النبي ﷺ فيه من فتنة ستقع من بعض قريش، تؤدي إلى هلاك الناس ودمارهم.
وسبب هذا التحذير أن بعضًا من قريش سيصلون إلى السلطة والحكم، ولكنهم لا يحكمون بما أنزل الله، بل يتبعون أهواءهم، ويقودون الأمة إلى الفتن والصراعات الداخلية التي تهلك الحرث والنسل.
فلما سأل الصحابة النبي ﷺ: «فما تأمرنا؟» أي ماذا نفعل عند وقوع هذه الفتنة؟
أمرهم ﷺ بأن يعتزلوهم، أي يبتعدوا عن هذه الفئة الضالة، ولا يشاركوهم في فتنهم، ولا يقاتلوا معهم، حتى لا يكونوا سببًا في هلاك أنفسهم وغيرهم.

3. الدروس المستفادة منه:

1- تحذير النبي ﷺ من الفتن: وهذا من رحمته بأمته، حيث بين لهم المخاطر قبل وقوعها.
2- وجوب الابتعاد عن الفتن: فإذا وقعت الفتن بين المسلمين، فالواجب على المسلم أن يعتزل هذه الفتن، ولا يشارك فيها، حفظًا لدينه ونفسه.
3- عدم الطاعة في المعصية: فلا يجوز للمسلم أن يطيع الحاكم إذا أمر بمعصية الله، أو إذا كان حكمه غير شرعي.
4- الحكمة في التعامل مع الفتن: فليس كل صمت أو اعتزال ضعفًا، بل قد يكون قوة وحكمة، كما قال النبي ﷺ: «كونوا كابن آدم» في حديث الفتنة.
5- التنبيه على أن الهلاك لا يكون فقط بالكفر، بل也可能 يكون بالمعاصي والفتن الداخلية.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من أعلام نبوة النبي ﷺ، حيث أخبر بأمر قبل وقوعه، وقد وقع كما أخبر، في الفتن التي حدثت بين المسلمين بعد مقتل عثمان رضي الله عنه.
- بعض العلماء فسر «هذا الحي من قريش» بأنهم بنو أمية، أو غيرهم من الطوائف التي حكمت بغير شرع الله.
- الاعتزال هنا لا يعني الخروج على الحكام بالسلاح، بل يعني عدم المشاركة في الفتنة، وعدم الانحياز لأحد الطرفين المتقاتلين بغير حق.
- هذا الحديث يندرج تحت باب «التحذير من الفتن ووجوب اعتزالها»، وهو من صحيح البخاري ومسلم.

أسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرزقنا الحكمة والبصيرة في ديننا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المناقب (٣٦٠٤)، ومسلم في الفتن (٢٩١٧) كلاهما من طريق أبي أسامة، حدّثنا شعبة، عن أبي التياح، قال: سمعت أبا زرعة، عن أبي هريرة، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 146 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يهلك الناس هذا الحي من قريش

📜 حديث: يهلك الناس هذا الحي من قريش

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يهلك الناس هذا الحي من قريش

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يهلك الناس هذا الحي من قريش

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يهلك الناس هذا الحي من قريش

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية