حديث: اتِّبَاعُ سُنَنِ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن هذه الأمة تتبع سنن اليهود والنصارى

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ، حتى لو دخل أحدهم جحر ضَبٍّ لاتبعتموه»، قالوا: يا رسول اللَّه من اليهود والنصارى؟ قال: «فمن إذًا».

حسن: رواه ابن أبي عاصم في السنة (٧٣)، ومحمد المروزي في السنة (٣٦) كلاهما من
طريق أبي حازم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ، حتى لو دخل أحدهم جحر ضَبٍّ لاتبعتموه»، قالوا: يا رسول اللَّه من اليهود والنصارى؟ قال: «فمن إذًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، يحمل تحذيراً نبويّاً بليغاً للأمة الإسلامية من الوقوع في التقليد الأعمى للأمم السابقة.

أولاً. شرح المفردات:


● "لتتبعن": اللام للقسم، أي أقسم أنكم ستتبعون.
● "سنن": جمع سنة، وهي الطريقة والمنهج والسيرة.
● "شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ": كناية عن المطابقة التامة في التقليد، حتى في أصغر الأمور وأكبرها.
● "جحر ضَبٍّ": الجحر هو النفق أو الوكر الذي يحفره الحيوان في الأرض، والضَبُّ هو حيوان بري معروف (يعرف بالورل أو العظاية).
● "فمن إذًا": استفهام بمعنى التقرير، أي: نعم هم اليهود والنصارى، فليس غيرهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الأمة الإسلامية ستقلد الأمم السابقة من اليهود والنصارى تقليداً أعمى وكاملاً، حتى في الأمور التافهة والضيقة (كالدخول في جحر ضب)، مع أن هذه الأمم قد حادت عن الطريق المستقيم وحرفت الشرائع.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "حتى لو دخل أحدهم جحر ضب لاتبعتموه" هو من أبلغ أساليب الكناية في اللغة العربية، حيث يشير إلى أن التقليد سيصل إلى درجة الجنون والحمق، فمن المعروف أن جحر الضب ضيق وقذر، ولا يعقل أن يتبعه الإنسان في دخوله.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحذير من التقليد الأعمى: الحديث تحذير صريح من اتباع غير المسلمين في عاداتهم وتقاليدهم وأفكارهم من غير تمييز بين صالحها وطالحها.
2- الحفاظ على الهوية الإسلامية: التأكيد على ضرورة التمسك بخصوصية الأمة الإسلامية ومنهجها الرباني الذي يميزها عن غيرها.
3- بيان حقيقة حال الأمم السابقة: أن اليهود والنصارى قد ضلوا وانحرفوا، وليسوا قدوة يُحتذى بها.
4- المنهج الوسط في التعامل مع الآخر: لا يعني هذا الحديث عدم الأخذ من علوم الأمم الأخرى النافعة في الدنيا (كالطب والهندسة)، بل التحذير من تقليدهم في العقائد والأخلاق والعادات التي تتعارض مع الإسلام.
5- تحقيق الاستخلاف في الأرض: بقاء الأمة مرتبط بتمسكها بهويتها، وتقليد الآخرين يؤدي إلى الذوبان والضعف.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم التي أخبر فيها عن أمور مستقبلية، وقد تحققت كثير من مظاهره في واقعنا.
- يجب التفريق بين التقليد المذموم (في العقائد والعبادات والعادات المخالفة للشرع) والتأثر الإيجابي (في مجالات العلوم الدنيوية النافعة التي لا تخالف الشريعة).
- من الأمثلة المعاصرة على هذا التقليد: تقليد الغرب في الاحتفاء بأعيادهم الوثنية، وتقليدهم في الأزياء والمظاهر المخلة بالحياء، وتقليدهم في النظم الاجتماعية المخالفة للشريعة.
نسأل الله أن يثبتنا على دينه، ويحفظنا من مضلات الفتن، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي عاصم في السنة (٧٣)، ومحمد المروزي في السنة (٣٦) كلاهما من
طريق أبي حازم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 154 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اتِّبَاعُ سُنَنِ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ

  • 📜 حديث: اتِّبَاعُ سُنَنِ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اتِّبَاعُ سُنَنِ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اتِّبَاعُ سُنَنِ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اتِّبَاعُ سُنَنِ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب