حديث: أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء لكل سورة ركعة

عن أبي العالية قال: حدثني من سمع النبي ﷺ يقول: «أَعطوا كل سورة حظَّها من الركوع والسجود».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٠٥٩٠) عن أبي معاوية وعبدة، قالا: حدثنا عاصم، عن أبي العالية فذكر الحديث.

عن أبي العالية قال: حدثني من سمع النبي ﷺ يقول: «أَعطوا كل سورة حظَّها من الركوع والسجود».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أَعطوا كل سورة حظَّها من الركوع والسجود».

نص الحديث ودرجته:


الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والطبراني في المعجم الكبير، عن أبي العالية رفيع بن مهران، قال: حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أَعطوا كل سورة حظَّها من الركوع والسجود».
وهو حديث ضعيف الإسناد، لأن أبا العالية لم يسم من حدثه به، فهو حديث مرسل، لكن معناه صحيح ومقبول، وقد عمل به جمهور العلماء.

شرح المفردات:


● أعطوا: أوفوا، وأدوا.
● كل سورة: كل جزء من القرآن تقرؤونه في الصلاة.
● حظها: نصيبها، حقها.
● الركوع والسجود: أي أعداد الركعات والسجدات التي تستحقها بحسب طولها أو فضلها.

المعنى الإجمالي للحديث:


يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المصلي أن يوافق بين قراءته في الصلاة وبين ركوعها وسجودها، فلا يطيل القراءة في ركعة ثم يقصر في الركوع والسجود، أو العكس، بل يكون هناك تناسب وتوازن بين أجزاء الصلاة.
وقيل: المعنى أن تستوفي كل سورة حقها من الخشوع والتأمل عند الركوع والسجود، فلا تهذ القرآن هذًّا دون تدبر.
وقيل: أن تعطي كل سورة ما يناسبها من الركوع والسجود الطويل إذا كانت السورة طويلة، أو القصير إذا كانت قصيرة.

الدروس المستفادة والفقه فيه:


1- التوازن في الصلاة: ينبغي للمصلي أن يجعل صلاته متوازنة، فلا يطيل القيام ويقصر الركوع والسجود، أو العكس، بل يكون هناك تناسق بين الأركان.
2- الخشوع والتدبر: الحث على تدبر القرآن في الصلاة، وإعطاء كل آية حقها من التأمل والخشوع، خاصة في الركوع والسجود.
3- مراعاة حال المأمومين: إذا كان الإمام، فإنه يراعي حال من خلفه، فلا يطيل عليهم إطالة تشق عليهم، خاصة إذا كان هناك ضعفاء أو مرضى.
4- أن الصلاة فيها سكينة وطمأنينة: فلا يعجل فيها، بل يؤدى كل ركن بحقه من الطمأنينة والوقت المناسب.
5- فضل طول القيام والركوع والسجود: لكن مع المراعاة والاعتدال، كما في حديث حذيفة: «صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقوم طولًا ويركع طولًا ويسجد طولًا».

تنبيهات مهمة:


- ليس المراد أن يكون الركوع والسجود مساويين للقيام في الطول، بل المراد الاعتدال وعدم الإخلال بالصلاة.
- يستحب للإمام إذا قرأ سورة طويلة أن يطيل الركوع والسجود نوعًا ما، لكن دون مشقة على المأمومين.
- هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع في كلمات قليلة معاني كثيرة.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٠٥٩٠) عن أبي معاوية وعبدة، قالا: حدثنا عاصم، عن أبي العالية فذكر الحديث. ورواه أيضًا ابن أبي شيبة (١/ ٣٦٩) عن عبدة وحده مثله.
وإسناده صحيح، ولا يضر عدم تسمية الصحابي. وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٢٦٧٤)
وقال: «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وأبو معاوية هو: محمد بن خازم الضرير الكوفي، عمي وهو صغير، من رجال الجماعة.
وعاصم هو: ابن سليمان الأحول أبو عبد الرحمن البصري من رجال الجماعة.
وأبو العالية هو: رُفيع بن مهران من رجال الجماعة.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (٢٠٦٥١) عن يحيى بن سعيد الأموي، عن عاصم - قال: حدثنا أبو العالية قال: أخبرني من سمع رسول الله ﷺ يقول: «لكل سورة حظُّها من الركوع والسجود».
قال: ثم لقيتُه بعدُ فقلت له: إن ابن عمر كان يقرأ في الركعة بالسور، فتعرف من حدثَك هذا الحديث؟ قال: إني لأعرفه، وأعرف منذ كم حدَّثنيه، حدثني منذ خمسين سنة. انتهى.
ورواه البيهقي (٣/ ١٠) عن شيخه أبي عبد الله الحاكم من طريق مروان بن معاوية، أنبأنا عاصم الأحول، عن ابن سيرين قال: كان ابن عمر يقرأ عشر سور في كل ركعة. قال عاصم: فذكرت ذلك لأبي العالية فقال: وأنا كنتُ أقرأ عشرين سورة في كل ركعة، ولكن حدثني من سمع رسول الله ﷺ يقول: «لكل سورة حظُّها من الركوع والسجود».
قال البيهقي: وتابعه عبد الواحد بن زياد، عن عاصم في حديث أبي العالية.
ثم رواه من طريق عبد الواحد، ثنا عاصم الأحول به مثله.
ولا منافاة بين هذا الحديث والأحاديث التي سبق ذكرها في الجمع بين السورتين أو أكثر في ركعة واحدة لبيان الجواز في الصورتين، ومن أكثر الركوع والسجود فهو أولى، لما جاء في الصحيح: «إن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 301 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود

  • 📜 حديث: أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب