اعتمد على الأرض بيده إذا قام من الركعتين

حديث: اعتمد على الأرض بيده إذا قام من الركعتين

عن الأزرق بن قيس قال: رأيتُ ابن عمر إذا قام من الركعتين اعتمد على الأرض بيده. فقلت لولده ولجلسائه: لعله يفعل هذا من الكبر؟ قالوا: لا ولكن هذا يكون.

حسن: رواه البيهقي (٢/ ١٣٥) من حديث كامل بن طلحة، نثا حماد بن سلمة، عن الأزرق، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي أوردته:
الحديث:
عن الأزرق بن قيس قال: رأيتُ ابن عمر إذا قام من الركعتين اعتمد على الأرض بيده. فقلت لولده ولجلسائه: لعله يفعل هذا من الكبر؟ قالوا: لا ولكن هذا يكون.

1. شرح المفردات:

● الأزرق بن قيس: راوي الحديث، وهو تابعي ثقة.
● ابن عمر: هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، صحابي جليل، من أكثر الصحابة رواية للحديث واتباعًا للسنة.
● اعتمد على الأرض بيده: أي وضع يده على الأرض عند القيام للركعة الثالثة أو الرابعة في الصلاة، ليعين نفسه على النهوض.
● من الكبر: أي خشي الأزرق أن يكون ابن عمر يعتمد بيده لضعف أو كبر في السن.
● قالوا: لا ولكن هذا يكون: أي أجابوه بأنه ليس من الكبر، بل هذا فعلٌ مشروعٌ أو مسنون.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يروي الأزرق بن قيس أنه رأى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما – عندما ينهض من الجلوس بعد الركعة الثانية في الصلاة (أي عند القيام للركعة الثالثة) – يعتمد على يده بوضعها على الأرض ليقوم. فظن الأزرق أن ابن عمر يفعل ذلك بسبب كبر سنه وضعفه، فسأل ولده (أي أولاد ابن عمر) وجلسائه عن سبب هذا الفعل، فأخبروه أنه ليس بسبب الكبر أو الضعف، بل إن هذا الفعل سنةٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ابن عمر يفعله اتباعًا للسنة، حتى لو كان قويًا قادرًا على القيام بدون اعتماد.

3. الدروس المستفادة منه:

1- اتباع السنة في أدق تفاصيل الصلاة: كان ابن عمر رضي الله عنهما حريصًا على تطبيق كل ما رآه من النبي صلى الله عليه وسلم، حتى في كيفية القيام من الجلوس في الصلاة. وهذا يدل على حرص السلف على الاقتداء بالنبي في كل صغيرة وكبيرة.
2- الاعتماد على اليد عند القيام في الصلاة سنة: هذا الفعل – وهو وضع اليدين على الأرض عند النهوض للركعة الثالثة – هو سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث مالك بن الحويرث: "أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدًا" (رواه البخاري). والاعتماد على اليدين عند القيام من السجود أو الجلوس هو من هديه صلى الله عليه وسلم.
3- الحرص على نفي التهمة والتبيين للمشروعية: لما ظن الأزرق أن الفعل بسبب الكبر، بادر أولاد ابن عمر وجلساؤه بالتوضيح أن هذا سنة، لئلا يظن ظان أن ابن عمر يخترع في الدين، أو أن الفعل من أجل الضعف فقط.
4- التأدب في السؤال والاستفسار: لم يقل الأزرق بن قيس مباشرة لابن عمر: "لماذا تفعل هذا؟" بل سأل المقربين منه، وهذا من الأدب مع الكبار والعلماء.
5- أن السنة تفعل حتى مع القدرة على تركه: ابن عمر كان قويًا قادرًا على القيام بدون اعتماد، لكنه كان يفعله اتباعًا للسنة، ليعلم الناس أن هذا مشروع.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الفعل (الاعتماد على اليدين عند القيام في الصلاة) هو من سنن الهيئة في الصلاة، وهو مستحب وليس واجبًا.
- وردت أحاديث أخرى تؤكد هذا الفعل، منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتمد على يديه" (رواه الطبراني وهو حسن).
- الفقهاء يستدلون بهذا على استحباب الاعتماد على اليدين عند القيام في الصلاة، سواء كان المصلي شابًا قويًا أو كبيرًا ضعيفًا.
- ينبغي للمصلي أن يفعل هذا الفعل بتأنٍ وطمأنينة، ولا يعجل في النهوض.

الخلاصة:
الحديث يدل على سنة الاعتماد على اليدين عند القيام في الصلاة، وعلى حرص الصحابة رضي الله عنهم على التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء، وعلى أهمية نشر العلم والتبيين للمشروعية لدفع الشبهات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقي (٢/ ١٣٥) من حديث كامل بن طلحة، نثا حماد بن سلمة، عن الأزرق، فذكره.
وإسناده حسن من أجل كامل بن طلحة وهو الجحدري فإنه لا بأس به، وهو حسن الحديث. قال البيهقي: وروينا عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يستند على يديه إذا نهض، وكذلك كان يفعل الحسن وغير واحد من التابعين.
وقوله: «ولكن هذا يكون«إشارة إلى الرفع.
وأما ما رواه الطبراني في الأوسط (٤٠١٩) من حديث يونس بن بكير، قال: حدثنا الهيثم بن علقمة، عن عطية بن قيس بن ثعلبة، عن الأزرق بن قيس، قال: رأيت عبد الله بن عمر وهو يعجن في الصلاة، يعتمد على يديه إذا قام.
فقلت: ما هذا يا أبا عبد الرحمن؟ قال: رأيت رسول الله ﷺ يعجن في الصلاة - يعني يعتمد» فقوله: «يعجن» منكر.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن الأزرق إلا الهيثم، تفرد به يونس بن بكير».
قال الأعظمي: يونس بن بكير مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
ولكن شيخه الهيثم بن علقمة «مجهول» ولم يتابعه أحد على قوله: «يعجن».
وقد روي ذلك أيضًا عن ابن عباس: «أن رسول الله ﷺ كان إذا قام في صلاته وضع يديه على الأرض كما يضع العاجن».
قال ابن الصلاح في كلامه على الوسيط: «هذا الحديث لا يصح، ولا يعرف، ولا يجوز أن يحتج به». وقال النووي في «شرح المهذب»: هذا حديث ضعيف، أو باطل لا أصل له».
ذكره الحافظ في: التلخيص (٣٩٢) (١/ ٤٢٣) وأطال الكلام فيه، فليراجعه من شاء.
وأما الاعتماد على اليدين في النهوض، فقال مالك والشافعي: السنة أن يعتمد على يديه في النهوض؛ لأنّ مالك بن الحويرث وصف صلاة النبي ﷺ فقال: «ثم اعتمد على الأرض». كذا ذكره ابن قدامة في: المغني (١/ ٢١٣ - ٢١٤).
وأما الإمام أحمد فنقل عنه أنه لا يعتمد على يديه سواء جلس جلسة الاستراحة أو لم يجلس» انتهى.
وقال ابن هانئ: «سألت أبا عبد الله: الرجل ينهض على يديه في الصلاة؟ قال: لا ينهض على يديه إلا أن يكون شيخًا كبيرًا، فينهض على يديه. ولينهض على صدور قدميه».
ثم قال: «رأيت أبا عبد الله (يعني الإمام أحمد) ربما يتوكّأ على يديه إذا قام في الركعة الأخيرة، وربما استوى جالسًا، ثم ينهض». مسائل الإمام أحمد (١/ ٥٤).
وقال النووي في «شرح المهذب» (٣/ ٤٤٤): وقد ذكرنا أن مذهبنا أنه يستحب أن يقوم معتمدًا على يديه، وحكى ابن المنذر هذا عن ابن عمر ومكحول وعمر بن عبد العزيز، وابن أبي زكرياء والقاسم بن عبد الرحمن ومالك وأحمد».
وأما ما رُوي عن أبي هريرة قال: كان النبي ﷺ ينهض في الصلاة على صدور قدميها فهو ضعيف.
رواه الترمذي (٢٨٨) عن يحيى بن موسى، حدثنا أبو معاوية، حدثنا خالد بن إلياس، عن صالح مولى التواق، عن أبي هريرة فذكر مثله.
قال الترمذي: «خالد بن إلياس ضعيف عند أهل الحديث، ويقال خالد ابن إياس أيضًا».
وقال البيهقي (٢/ ١٢٤): روي خالد بن إلياس، ويقال: إياس، وهو ضعيف، عن صالح مولى التوأة، عن أبي هريرة فذكر مثله، وقال: حديث مالك بن الحويرث أصح. انتهى.
وقال الحافظ في «الفتح» (٢/ ٣٠٣): وعند سعيد بن منصور بإسناد ضعيف عن أبي هريرة فذكر مثله، وقال: وعن ابن مسعود مثله بإسناد صحيح. انتهى.
قال الأعظمي: أثر ابن مسعود أخرجه البيهقي ٢/ ١٢٥) وقال: هو عن ابن مسعود صحيح، ومتابعة السنة أولى. وكذلك حديث وائل بن حجر قال: رأيت النبي ﷺ إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه ضعيف أيضًا.
انظر تخريجه في باب الخرور إلى السجود.
وعن المغيرة بن حكيم أنه رأى عبد الله بن عمر يرجع في سجدتين في الصلاة على صدور قَدَمَيه، فلما انصرف ذكر له ذلك فقال: إنها ليست من سنة الصلاة، وإنما أفعل هذا من أجل أنّي أشتكي، رواه مالك في الصلاة (٥٠) عن صدقة بن يسار، عن المغيرة بن حكيم به مثله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 371 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اعتمد على الأرض بيده إذا قام من الركعتين

📜 حديث: اعتمد على الأرض بيده إذا قام من الركعتين

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اعتمد على الأرض بيده إذا قام من الركعتين

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اعتمد على الأرض بيده إذا قام من الركعتين

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اعتمد على الأرض بيده إذا قام من الركعتين

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية