حديث: من دلك على هذا؟
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الحث على كثرة السجود
صحيح: رواه الإمام أحمد (١٦٠٧٦) عن عفان، حدثنا خالد - يعني الواسطي -، قال: حدثنا عمرو بن يحيى الأنصاري، عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم، عن خادم للنبي ﷺ فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فحديثك هذا حديث عظيم، فيه موقف مؤثر بين النبي الكريم ﷺ وخادمه، يُظهر خلقه العظيم ورحمته بأمته، ودقة فهم ذلك الخادم لحقيقة الدنيا والآخرة.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وقال عنه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع": (حسن). وهو من الأحاديث التي تُظهر خلُق النبي ﷺ العظيم في معاملة خدمه.
### ثانياً. شرح المفردات
● «ألك حاجة؟»: أي: هل لديك طلب أو شيء تريد أن أساعدك فيه؟
● «حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة»: طلبي هو أن تتوسط لي عند الله تعالى يوم القيامة ليدخلني الجنة أو يُنجيني من النار.
● «ومن دلك على هذا؟»: من الذي أرشدك إلى أن تطلب هذا الطلب العظيم؟
● «إمّا لا فأعنِّي بكثرة السجود»: (إمّا) أداة تحقيق وتأكيد، والمعنى: إذن فعلى هذا (أي على طلبك العظيم هذا) فساعدني بكثرة سجودك. أي: لتكن وسيلتك إلى تحقيق هذه الشفاعة هي مساعدتك لي بطاعتك لله وكثرة عبادتك.
### ثالثاً. المعنى الإجمالي للحديث
كان من هدي النبي ﷺ وحسن خلقه أنه كان يلاطف خَدَمه ويسألهم عن حاجاتهم، ليطمئن على أحوالهم ويساعدهم فيها. وفي يوم من الأيام، سأل خادمه (سواء كان رجلاً أو امرأة) كعادته: "هل لديك حاجة؟".
فأجابه الخادم بجواب لم يكن متوقعًا، لم يطلب حاجة دنيوية من مال أو طعام، بل انطلق بصره إلى الآخرة وطلب أعظم شيء يمكن أن يطلبه مؤمن: شفاعة النبي ﷺ له يوم القيامة.
تعجب النبي ﷺ من فطنة هذا الخادم وسمو همته، فسأله: "من الذي أرشدك إلى أن تطلب هذا الطلب الجليل؟"، فأجاب الخادم: "ربي"، أي أن الله هو الذي ألهم قلبه وعقله هذا الطلب.
فأرشده النبي ﷺ إلى الوسيلة التي يحصل بها على هذه الشفاعة، فقال له: "إذن، فساعدني على أن أشفع لك بكثرة سجودك". أي أن طريق نيل شفاعته ﷺ هو الإكثار من طاعة الله، ومن أعظمها الصلاة والسجود لله تعالى.
### رابعاً. الدروس المستفادة والفَوائد العِظَام
1- خلق النبي ﷺ الرحيم ودماثة أخلاقه: فقد كان ﷺ يسأل خادمه عن حاجته، مع أن الخادم هو المُتوقع منه خدمة النبي، فعلَّمنا التواضع وحسن المعاشرة حتى مع من هم دوننا في المكانة الاجتماعية.
2- سمو الهمة وطلب الآخرة: الخادم علم أن أعظم مكسب في الدنيا هو ما ينفع في الآخرة، فلم يطلب مالاً ولا متاعاً زائلاً، بل طلب ما ينفعه في يوم القيامة. هذا هو ذكاء المؤمن وحسن تطلعه.
3- عِظَم مكانة شفاعة النبي ﷺ: طلب الشفاعة منه دليل على أن الصحابة كانوا يعلمون مكانته عند ربه، وأن شفاعته ﷺ يوم القيامة عظيمة ونافعة by إذن الله.
4- الوسيلة إلى نيل الشفاعة: بين النبي ﷺ أن شفاعته لا تُنال بمجرد الأماني، بل تُنال بالأعمال الصالحة. فكثرة السجود (أي الإكثار من الصلاة والنوافل) هي التي تقرب العبد من ربه، وتكون سببًا في حصوله على شفاعة النبي ﷺ. الشفاعة مُعلَّقة على شرط، وهو إيمان العبد وتقواه.
5- الإلهام الرباني: إجابة الخادم "ربي" تدل على أن الله تعالى يلهم عباده الصالحين الخير ويرشدهم إلى ما فيه نجاتهم، فمن أصلح سريرته ألهمه الله تعالى إلى أحسن المسالك.
6- الحث على كثرة الصلاة والسجود: السجود هو أعلى مقامات العبودية والخضوع لله، وكثرة السجود دليل على قرب العبد من ربه، وهو من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى.
خامساً:
معلومات إضافية مفيدة- هذا الحديث يرد على من يتهم الإسلام بأنه لم يحسن معاملة الخدم، فها هو نبي الإسلام ﷺ يسأل خادمه عن حاجته ويحنو عليه.
- الشفاعة التي طلبها الخادم هي الشفاعة العظمى الخاصة بالنبي ﷺ يوم القيامة لتخفيف هول الموقف وإراحة الناس، أو شفاعته لأهل الجنة لدخولها، وهي لا تُمنح إلا للمؤمنين الموحدين.
- قوله ﷺ: «أعنِّي بكثرة السجود» يعني: ساعد نفسك لتكون أهلاً لشفاعتي بكثرة طاعتك لله، فالنبي لا يحتاج مساعدة بشرية، ولكن المعنى: اجعل عملك الصالح وسيلة لتكون من أهل شفاعتي.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال الهيثمي (٢/ ٢٤٩): «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال؛ فرجاله رجال الشيخين غير زياد بن أبي زياد، واسم أبي زياد؛ ميسرة من رجال مسلم. وإسناده صحيح، والخادم المبهم في هذا الحديث قد يكون هو ربيعة بن كعب نفسه إلا أنه سأل في الحديث الأول الذي عند مسلم، مرافقة النبي ﷺ في الجنة، وفي هذا الحديث سأل أن يُعتقه الله من النار، فلعلّ هذا سؤال آخر بعد إجابته النبيّ ﷺ بسؤاله الأوّل.
وقوله: «إمَّا لا» بكسر الهمزة، وتشديد الميم، بإدغام نون «إن» الشرطية في ميم «ما» الزائدة، والتقدير: لا تترك هذه الحاجة، فكن أنت معينًا لي على قضائها بكثرة السّجود. أفاده السِّندي.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 379 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 354 إذا سجد العبد سجد معه سبعة أطراف
- 355 أثر الطين في جبهة النبي من صلاة الفجر
- 356 كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض
- 357 السجود على سبعة أعظم: الجبهة والأنف واليدين والركبتين والرجلين
- 358 اليدان تسجدان كما يسجد الوجه
- 359 اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك
- 360 أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك
- 361 سجد النبي ﷺ ويداه قريب من أذنيه
- 362 يسجد على أليتي الكف
- 363 إذا ركع بسط ظهره وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة
- 364 كان إذا ركع فرج أصابعه وإذا سجد ضم أصابعه
- 365 إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي...
- 366 ثم يثني رجله فيقعد عليها معتدلا
- 367 الإقعاء على القدمين هي السنة
- 368 يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى
- 369 لا تعتمد على يدك اليسرى في الصلاة
- 370 إتمام التكبير والجلوس بعد الركعة الثانية
- 371 اعتمد على الأرض بيده إذا قام من الركعتين
- 372 لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم
- 373 لا تقرأ راكعا ولا ساجدا
- 374 حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود
- 375 أما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم
- 376 أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد
- 377 عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا...
- 378 أعِنِّي على نفسِك بكثرة السجود
- 379 من دلك على هذا؟
- 380 عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله...
- 381 أبو ذر يروي: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا...
- 382 اللهم اغفر لي
- 383 افتقدت النبي ﷺ ذات ليلة فظننت أنه ذهب إلى بعض...
- 384 أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت...
- 385 وسبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي
- 386 سبحان ربي العظيم في الركوع والأعلى في السجود
- 387 اللَّهُمَّ اغفر لي ذنبي كله دقه وجله
- 388 اللَّهُمَّ لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت
- 389 ركع بقدر قيامه يقول: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة
- 390 سجد وجهي للذي خلقه وصوره
- 391 اللَّهُمَّ لك ركعتُ وبك آمنتُ ولك أسلمتُ وعليك توكلتُ
- 392 سبحان ربي العظيم في الركوع ثلاثًا
- 393 سبحان الله وبحمده ثلاث مرات في الركوع
- 394 سبحان ربي العظيم ثلاث مرات في الركوع
- 395 اجعل في قلبي نورًا واجعل في سمعي نورًا واجعل في...
- 396 كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل...
- 397 رب اغفر لي رب اغفر لي
- 398 اللَّهُمَّ اغفر ليّ وارحمنيّ وعافنيّ واهدِنيّ وارزُقْنِي
- 399 ركوع النبي وسجوده قريبًا من السواء
- 400 وضع اليدين على الركبتين في الصلاة ورفع الإصبع اليمنى
- 401 وضع اليدين في التشهد والإشارة بالإصبع
- 402 وضع اليدين في الصلاة كما كان النبي يفعل
- 403 إنما سنة الصلاة أن تنصب رجلك اليمنى وتثني رجلك اليسرى
معلومات عن حديث: من دلك على هذا؟
📜 حديث: من دلك على هذا؟
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من دلك على هذا؟
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من دلك على هذا؟
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من دلك على هذا؟
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








