حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود

حديث: حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود

عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله ﷺ قال: «إذا فرغ الله من القضاء بين العباد، أراد أن يُخرج برحمته من أراد مَن أهل النارِ، أمر الملائكة أن يُخرجوا من النار من كان لا يُشرك بالله شيئًا ممَّن أراد أن يَرحمه ممَّن يشهد أن لا إله إلَّا الله. فيعرفونهم في النار بأثر السجود، تأكل النار ابن آدم إلَّا أثر السجود. حرَّم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار قد امتحشوا، فيُصبُّ عليهم ماءُ الحياةِ فينبتون تحته، كما تنبت الحِبَّة في حميل السيلِ».

متفق عليه: رواه البخاري في كتاب التوحيد (٧٤٣٧) ومسلمٌ في الإيمانِ (١٨٢) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الرجاء والأمل، يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

شرح المفردات:

● فرغ الله من القضاء بين العباد: أي انتهى من المحاسبة والحساب بين الخلاق، وقضى بينهم بالعدل.
● برحمته: بإرادته تعالى ولطفه بعباده.
● امتحشوا: احترقوا وصاروا كالفحم (من المحش: وهو الفحم).
● ماء الحياة: ماء خاص من رحمة الله يُحيي به من أُحرق.
● تنبت الحبة في حميل السيل: تنبت البذرة في الطين الذي يجلبه السيل، وهو نمو سريع وخصب.

المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعد انتهاء يوم القيامة من الحساب والقضاء بين العباد، وتخليد الكفار والمشركين في النار، يريد الله تعالى أن يخرج برحمته من النار طائفة من المسلمين الذين دخلوها بذنوبهم، ولكنهم ماتوا على التوحيد غير مشركين بالله شيئًا. فيأمر الملائكة بإخراجهم، ويعرفونهم بعلامة وهي أثر السجود على جباههم، الذي حرم الله على النار أن تأكله. فيخرجون محترقين، فيُصب عليهم ماء خاص فيحيون وينبتون نباتًا طيبًا سريعًا.

الدروس المستفادة والعبر:

1- سعة رحمة الله تعالى: الحديث من أعظم الأدلة على سعة رحمة الله التي تغلب غضبه، وأن رحمته سبقت غضبه.
2- فضل التوحيد: أن التوحيد هو سبب النجاة النهائية، حتى لو دخل صاحبه النار بذنوبه، فإنه لا يخلد فيها.
3- فضل السجود وأثره: أن للسجود أثرًا عظيمًا، حتى أن النار لا تأكل مواضع سجود العبد لله، مما يدل على عظيم مكانة الصلاة وخصوصًا السجود.
4- الأمل والرجاء: الحديث يبعث الأمل في قلوب المسلمين المذنبين، أن هناك فرجًا بعد الشدة، ورحمة بعد العقاب.
5- العدل والرحمة الإلهية: يجمع الله بين عدله في إدخال العصاة النار، ورحمته في إخراجهم منها بعد تطهيرهم.

معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدخل في باب "الشفاعة" و"إخراج الموحدين من النار".
- الذين يخرجون من النار هم عصاة الموحدين الذين لم يتوبوا من ذنوبهم في الدنيا، فدخلوا النار لتطهيرهم، ثم يخرجون منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم أو برحمة الله.
- أثر السجود هو علامة ظاهرة على جباه المؤمنين يوم القيامة، تميزهم عن غيرهم، كما في قوله تعالى: "سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ".
- هذا الحديث يرد على الخوارج والمعتزلة الذين يكفرون أصحاب الكبائر ويقولون بخلودهم في النار.
نسأل الله تعالى أن يتجاوز عن ذنوبنا، وأن يدخلنا جنته برحمته، وأن يعيذنا من النار وأسبابها.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في كتاب التوحيد (٧٤٣٧) ومسلمٌ في الإيمانِ (١٨٢) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة .. فذكره، في حديثٍ طويلٍ سبق ذكره في الإيمان.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 374 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود

📜 حديث: حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية