نهى رسول الله أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه أسفل منه

حديث: نهى رسول الله أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه أسفل منه

عن أبي مسعود الأنصاري قال: نهى رسولُ الله ﷺ أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه، يعني أسفل منه.

حسن: رواه الدّارقطني (٢/ ٨٨) عن أحمد بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن غالب، ثنا زكريا بن يحيى الواسطي زحمويه، ثنا زياد بن عبد الله بن الطفيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن أبي مسعود الأنصاري فذكره مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي مسعود الأنصاري قال: نهى رسولُ الله ﷺ أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه، يعني أسفل منه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنن نبيه ﷺ.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:

● نهى: أي منع وزجر عن فعل شيء.
● الإمام: هو الذي يؤم الناس في الصلاة ويتقدمهم.
● فوق شيء: أي على مكان مرتفع عن مستوى الأرض الأساسية، كمنبر أو سُدّة أو منصة.
● خلفه أسفل منه: أي يكون المأمومون واقفين في مكان منخفض عن مكان الإمام.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الصحابي أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ نهى أن يقف الإمام للصلاة في مكان مرتفع (كأن يكون على منبر أو سُدّة أو صخرة) بينما يكون المأمومون يصلّون خلفه في مكان منخفض عن ذلك المستوى. والمراد النهي عن أن يكون موقف الإمام أعلى من موقف المأمومين بحيث ينفصل عنهم وينظر إليهم من علو.

3. الدروس المستفادة منه:

● تحقيق المساواة والتواضع في الصلاة: الصلاة تجمع المسلمين على قلب رجل واحد، والنهي عن ارتفاع الإمام على المأمومين يزيل الحواجز المعنوية والمادية بين القائد والمأمومين، ويؤكد على روح الجماعة والتواضع أمام الله.
● الحفاظ على هيئة الجماعة: وقوف الإمام في مكان مرتفع ينفصل به عن الصفوف يخل بهيئة الجماعة الموحدة وينقص من كمالها، حيث يفترض أن يكون الجميع في صف واحد متراص.
● تجنب التشبه بأهل الكبر: الارتفاع على الناس أثناء القيام بعبادة جماعية قد يشوبه شيء من الكبر أو الرياء، والنهي عنه يأتي سدًا لذريعة ذلك.
● التيسير على المأمومين وعدم إتعابهم: إذا وقف الإمام في مكان عالٍ، فقد يجبر المأمومين على رفع رؤوسهم والنظر إليه، مما قد يشق عليهم ويشغلهم في صلاتهم.
● الفقه في مسائل الإمامة: يستفاد من الحديث أن من شروط كمال الإمامة ألا يكون مكان الإمام مرتفعاً عن المأمومين إلا للضرورة، كأن يكون ذلك لأجل تعليمهم أو إذا كان المكان ضيقاً فلا بأس بارتفاع يسير للضرورة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● حكمة النهي: ذكّر العلماء أن الحكمة من هذا النهي هي ما سبق ذكره من المساواة والتواضع، بجانب أن في ذلك مشقة على المأمومين في متابعة الإمام إذا كان مرتفعاً جداً.
● الاستثناء من النهي: إذا دعت الحاجة إلى وقوف الإمام في مكان مرتفع، كأن يكون المسجد مكتظاً ولا يرى المأمومون الإمام إلا إذا ارتفع قليلاً، أو لأجل التعليم كما في صلاة الجمعة حين يخطب الإمام على المنبر ثم ينزل ليصلي، فهذا جائز ولا حرج فيه، لأن العبرة بالضرورة والحاجة.
● الفرق بينه وبين الخطبة: يُستثنى من هذا النهي وقوف الإمام على المنبر للخطبة يوم الجمعة، فإنه سنة، وذلك حتى يراه الناس ويسمعوا خطبته، ثم ينزل ليصلي بهم على الأرض.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يفقهنا في ديننا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الدّارقطني (٢/ ٨٨) عن أحمد بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن غالب، ثنا زكريا بن يحيى الواسطي زحمويه، ثنا زياد بن عبد الله بن الطفيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن أبي مسعود الأنصاري فذكره مثله.
قال الدّارقطني: لم يروه غير زياد البكّاء، ولم يروه غير همام فيما نعلم. انتهى.
قال الأعظمي: إسناده حسن؛ من أجل زياد البكاء، فهو حسن الحديث، ومن طريقه، رواه الحاكم (١/ ٢١٠).
وقول الدارقطني: لم يروه غير زياد البكاء - يقصد به اللفظ المذكور، وإلا فبمعناه رواه أبو داود (٥٩٧)، والحاكم، وعنه البيهقي (٣/ ١٠٨) عن يعلى بن عبيد، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، أن حذيفة أمَّ الناسَ بالمدائن على دكانٍ، فأخذ أبو مسعود بقميصه فجبذه، فلما فرغ من صلاته قال: ألم تعلم أنهم كانوا يُنهون عن ذلك؟ قال: بلى، قد ذكرتُ حين مددتني.
ورواه ابن خزيمة في صحيحه (١٥٢٣) عن الشافعي، وهو في الأم (١/ ١٥٢) عن سفيان، عن
الأعمش به وفيه، قال أبو مسعود: أليس قد نُهي عن ذلك؟ فقال له حذيفة: ألم ترني قد تابعتك.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
قال الأعظمي: وهو كما قال، وهذا يدل على أن حذيفة أيضًا ممن كان يعرف الحديث المرفوع.
وقوله: «ألم تعلم أنهم كانوا يُنهون عن ذلك» حكمه المرفوع، لأن الناهي يكون الشارع لا غير.
وأما ما رُوي عن عمار بن ياسر أنه قام على دكان يُصلي، والناس أسفل منه، فتقدم حذيفة فأخذ على يديه، فأَتبعه عمار حتى أنزله حذيفة، فلما فرغ عمار من صلاته قال له حذيفة: ألم تسمع رسول الله ﷺ يقول: «إذا أمَّ الرجلُ القومَ فلا يقُم في مكان أرفع من مقامهم» أو نحو ذلك، قال عمار: لذلك أتبعتُك حين أخذت على يدي.
فهو حديث ضعيف. رواه أبو داود (٥٩٨) عن أحمد بن إبراهيم، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، أخبرني أبو خالد، عن عدي بن ثابت الأنصاري، حدثني رجل أنه كان مع عمار بن ياسر بالمدائن، فأقيمت الصّلاة فتقدّم عمار فذكر الحديث.
وفيه رجل لم يُسّمَّ، وأبو خالد: قال الذهبي: أراه الدالاني وإلا فمجهول.
«الكاشف» (٣/ ٢٩٠).
قال الأعظمي: إن كان هو الدّالاني فاسمه: يزيد بن عبد الرحمن من أهل واسط، فيقال له أيضًا: الواسطى، وهو مختلف فيه فوثقه أبو حاتم. وقال ابن معين وأحمد: لا بأس به. وتكلم فيه ابن سعد فقال: منكر الحديث. وقال ابن حبان: كان كثير الخطأ، فاحش الوهم، يخالف الثقات في الروايات، حتى إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة علم أنها معمولة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد بالمعضلات. انظر «تهذيب التهذيب» (١٢/ ٨٢) و«المجروحين» (١١٨٣).
قال الأعظمي: هذا هو الدالاني، فإن لم يكن هو، فهو رجل آخر حكم عليه الذهبي بأنه مجهول.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 500 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه أسفل منه

📜 حديث: نهى رسول الله أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه أسفل منه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهى رسول الله أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه أسفل منه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهى رسول الله أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه أسفل منه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهى رسول الله أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه أسفل منه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية