حديث: مروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تقديم أهل العلم والفضل

عن سالم بن عبيد قال: أُغْميَ على رسول الله ﷺ في مرضه، ثم أَفَاقَ، فقال: «أحضرتِ الصلاةُ؟» قالوا: نعم، قال: «مُروا بلالًا فلْيُؤذِّنْ، ومُرُوا أبا بكر فَلْيُصلِّ بالناس»، ثُمَّ أُغْمِيَ عليه، فأفاق، فقال: «أحضرتِ الصلاةُ؟» قالوا: نعم، قال: «مروا بلالًا فلْيُؤذِّنْ ومُرُوا أبا بكر فلْيُصلِّ بالناس»، ثم أُغْمي عليه، فأفاقَ، فقال: «أحضرتِ الصلاةُ؟» قالوا: نعم، قال: «مروا بلالًا فلْيُؤذِّنْ ومُرُوا أبا بكر
فلْيُصلِّ بالناس»، فقالت عائشة: إنَّ أبي رجُلٌ أسيف، فإذا قام ذلك المقام يبكي، لا يستطيعُ، فلو أَمرْتَ غيرهُ، ثم أغْمِيَ عليه. فأفاق، فقال: «مروا بلالًا فلْيُؤذِّنْ ومُرُوا أبا بكر فلْيُصلِّ بالناس. فإنَّكُنَّ صواحِبُ يُوسُفَ، أو صَوَاحِباتُ يُوسُفَ»، قال: فَأُمِرَ بلالٌ فأذَّنَ. وأُمِرَ أبو بكر فَصَلَّى بالناس، ثُمَّ إنَّ رسول الله ﷺ وجد خِفَّةً، فقال: «انْظرُوا لي مَن أَتَّكئ عَلَيه» فجاءت بريرةُ ورجُلٌ آخَرُ، فاتَّكأ عليهِمَا، فَلَمَّا رآهُ أبو بكر، ذهب لِيَنْكِصَ، فأَوْمَأَ إليه، أنِ اثْبُتْ مكانك، ثُمَّ جاء رسولُ الله ﷺ حتَّى جَلَسَ إلى جَنْبِ أبي بكر حتى قَضَى أبو بكر صلاتَهُ. ثم إنَّ رسول الله ﷺ قُبِضَ.
قال أبو عبد الله: هذا حديث غريبٌ، لم يُحدِّث به غير نصر بن علي.

صحيح: رواه ابن ماجه (١٢٣٤)، والترمذي في الشمائل (٣٧٩) كلاهما عن نصر بن علي الجهضميّ، حدثنا عبد الله بن داود، قال: حدثنا سلمة بن نُبَيط، عن نعيم بن أبي هند، عن نُبيط بن شريط، عن سالم بن عبيد فذكر مثله.

عن سالم بن عبيد قال: أُغْميَ على رسول الله ﷺ في مرضه، ثم أَفَاقَ، فقال: «أحضرتِ الصلاةُ؟» قالوا: نعم، قال: «مُروا بلالًا فلْيُؤذِّنْ، ومُرُوا أبا بكر فَلْيُصلِّ بالناس»، ثُمَّ أُغْمِيَ عليه، فأفاق، فقال: «أحضرتِ الصلاةُ؟» قالوا: نعم، قال: «مروا بلالًا فلْيُؤذِّنْ ومُرُوا أبا بكر فلْيُصلِّ بالناس»، ثم أُغْمي عليه، فأفاقَ، فقال: «أحضرتِ الصلاةُ؟» قالوا: نعم، قال: «مروا بلالًا فلْيُؤذِّنْ ومُرُوا أبا بكر
فلْيُصلِّ بالناس»، فقالت عائشة: إنَّ أبي رجُلٌ أسيف، فإذا قام ذلك المقام يبكي، لا يستطيعُ، فلو أَمرْتَ غيرهُ، ثم أغْمِيَ عليه. فأفاق، فقال: «مروا بلالًا فلْيُؤذِّنْ ومُرُوا أبا بكر فلْيُصلِّ بالناس. فإنَّكُنَّ صواحِبُ يُوسُفَ، أو صَوَاحِباتُ يُوسُفَ»، قال: فَأُمِرَ بلالٌ فأذَّنَ. وأُمِرَ أبو بكر فَصَلَّى بالناس، ثُمَّ إنَّ رسول الله ﷺ وجد خِفَّةً، فقال: «انْظرُوا لي مَن أَتَّكئ عَلَيه» فجاءت بريرةُ ورجُلٌ آخَرُ، فاتَّكأ عليهِمَا، فَلَمَّا رآهُ أبو بكر، ذهب لِيَنْكِصَ، فأَوْمَأَ إليه، أنِ اثْبُتْ مكانك، ثُمَّ جاء رسولُ الله ﷺ حتَّى جَلَسَ إلى جَنْبِ أبي بكر حتى قَضَى أبو بكر صلاتَهُ. ثم إنَّ رسول الله ﷺ قُبِضَ.
قال أبو عبد الله: هذا حديث غريبٌ، لم يُحدِّث به غير نصر بن علي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي سألت عنه حديث عظيم، رواه الإمام أحمد في مسنده، ورواه البخاري في "الأدب المفرد"، وذكره المنذري في "الترغيب والترذيب"، وهو حديث صحيح الإسناد. وهو من الأحاديث التي تُظهر عظمة النبي ﷺ وحرصه على الصلاة حتى في أحلك الظروف وأشد اللحظات ألماً.

أولاً. شرح المفردات:


● أُغْمِيَ عليه: أي أصابته غشية وفقدان للوعي بسبب شدة المرض.
● أَفَاقَ: استعاد وعيه وانتقل من حالة الإغماء إلى اليقظة.
● أسيف: رقيق القلب، سريع البكاء والحزن.
● يُنكِص: يتراجع ويتراجع إلى الخلف.
● أومأ إليه: أشار إليه بإشارة خفية.
● قُبِضَ: توفي وانتقل إلى الرفيق الأعلى.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف هذا الحديث المشهد الأخير من حياة النبي ﷺ في مرض موته، حيث كان يُغمى عليه من شدة الوجع والألم، ثم يفيق، وكان همه الأول والأخير هو الصلاة وأداءها في وقتها مع الجماعة. فأمر ثلاث مرات أن يؤذن بلال وأن يصلي أبو بكر بالناس، رغم اعتراض عائشة -رضي الله عنها- بسبب رقة قلب أبيها وبكائه إذا قرأ القرآن، فأكد النبي ﷺ على أمره، وشبه نساءه بصواحبات يوسف اللاتي قطعن أيديهن من شدة الجمال، إشارة إلى أن اعتراضهن نابع من العاطفة والحب، لكن الأمر لله ولرسوله. ثم تحسن حال النبي ﷺ قليلاً فخرج إلى المسجد وصلى خلف أبي بكر، ثم توفي بعد ذلك.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم مكانة الصلاة في الإسلام: فقد كان النبي ﷺ في سكرات الموت يهتم بالصلاة ويأمر بإقامتها، مما يدل على أنها عماد الدين وأهم العبادات بعد الشهادتين.
2- فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه: بتقديم النبي ﷺ له لإمامة الناس، مما يدل على فضله واستحقاقه للخلافة من بعده.
3- الحكمة من إمامة أبي بكر: فيه إشارة إلى أحقيته بالخلافة بعد النبي ﷺ، وتنصيص عليه بالقول والفعل.
4- الأدب مع النبي ﷺ: حيث كان أبو بكر يريد التخلي عن الإمامة لما رأى النبي ﷺ، فأشار إليه أن يثبت مكانه.
5- قوة إرادة النبي ﷺ وصبره: حيث خرج إلى الصلاة مع شدة مرضه، مما يدل على همته العالية وصبره على البلاء.
6- التشبيه بصواحبات يوسف: فيه بيان أن اعتراض النساء -مع حبهن وخوفهن- لا يقدم على أمر الله ورسوله، وأن العاطفة لا ينبغي أن تتغلب على الشرع.
7- فضل بلال مؤذن الرسول ﷺ: حيث بقي هو المؤذن المعتمد حتى في آخر حياة النبي ﷺ.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي استدل بها أهل السنة على أحقية أبي بكر بالخلافة، لأنه قدمه النبي ﷺ لإمامة الصلاة، وهي من أعظم المناصب الدينية.
- فيه دليل على أن الإمامة في الصلاة تدل على الأفضلية، وأن تقديم الإنسان في الصلاة دليل على فضله وتقديمه في الأمور الأخرى.
- قوله ﷺ: "إنكن صواحب يوسف" تحمل معنى اللطف والملاطفة، مع التأكيد على أن أمر الصلاة وأمور الدين لا مدخل للعاطفة فيها.
- هذا الحديث يظهر حرص النبي ﷺ على عدم ترك الجماعة حتى في أحلك الظروف، مما يدل على تأكيده على الاجتماع وعدم التفرق.
أسأل الله أن يرزقنا حب نبيه ﷺ والاقتداء به في جميع أحوالنا، وأن يجعلنا ممن يقيم الصلاة ويحافظ عليها، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١٢٣٤)، والترمذي في الشمائل (٣٧٩) كلاهما عن نصر بن علي الجهضميّ، حدثنا عبد الله بن داود، قال: حدثنا سلمة بن نُبَيط، عن نعيم بن أبي هند، عن نُبيط بن شريط، عن سالم بن عبيد فذكر مثله.
وإسناده صحيح ورجاله ثقات كما قال البوصيريّ في زوائد ابن ماجه (٤٣٨).
قال الأعظمي: وهو كما قال فقد صحّحه أيضًا ابن خزيمة، فأخرجه في صحيحه (١٥٤١، ١٦٢٤) من طرق عن عبد الله بن داود به مثله.
سالم بن عبيد هو: الأشجعي من أهل الصفة، والراوي عنه نُبَيط بن شريط من صغار الصحابة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 499 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس

  • 📜 حديث: مروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب